أخبار

انتهاء الجلسة السابعة لمحاكمة أنور رسلان وإياد غريب والكشف عن تفاصيل مهمة 

تستمر جلسات محاكمة الضابطين السابقين في السلطة السورية، أنور رسلان، وإياد غريب، حيث انتهت أمس الأربعاء الجلسة السابعة والتي تضمنت مناقشة التحقيق الذي خضع له إياد عام 2018  وأدلى بمعلومات عن فرع الأمن الداخلي “251” وفرع “الأربعين”.

وتجري جلسات محاكمة الضابطين في المحكمة الإقليمية في مدينة كوبلنز الألمانية، وخلال الجلسة السابعة تحدث إياد الغريب، عن الأوامر التي كان يتلقاها عناصر قوات السلطة السورية من أجل قتل وقمع المتظاهرين والاعتقالات التي كانت تمارس بحق الأهالي، كما تحدث عن صور قيصر وأفرع السلطة.

قتل المتظاهرين واعتقالات عشوائية.. والقانون السوري يسمح بالتعذيب!

وفي بداية التحقيق ذكر إياد الغريب، حادثة إطلاق النار على المتظاهرين في مدينة دوما، قرب الجامع الكبير، والتي كانت بين الشهرين التاسع والعاشر من عام 2011، (وأغلب الظن أنّه كان يقصد مظاهرة الموت ولا المذلة والتي كانت بتاريخ 02.09.2011)، وكان ذلك بأمر مباشر من حافظ مخلوف، الذي وجد هناك.

وأشار إلى أن مخلوف قال بعد أن أخرج سلاحه: “من يحب الرئيس فليبدأ بإطلاق النار”، وبدأ بنفسه، وكما يقول إياد فقد أفرغ مخزنا كاملا وأدّى ذلك لقتل خمسة أشخاص على الفور، تبعه بإطلاق النار، سبعة من عساكره، ويؤكد إياد أنهم جميعاً كانوا علويين، وذكر بينهم اسما واحداً فقط يعرفه، وهو “زيدون بركات”. أما من تم اعتقالهم بعد هذه الحادثة فقد تم ضربهم أثناء نقلهم، الأمر الذي يؤكد إياد أنّه لم يشارك به، ولم يشارك أيضاً بإطلاق النار.

وبعد ذلك تحدث إياد الغريب عن “فرع الخطيب، ورسم صورة توضيحية له، وقال إنه يتألف من قبو وهو مكان وجود المعتقلين وطابق أرضي حيث توجد فيه مكاتب التحقيق والأرشيف وطابق أول حيث توجد مكاتب القيادة.

وقال إن أصوات التعذيب كانت تسمع واصل للمقهى الذي يقع مقابل الفرع، حيث كان يمارس على المعتقلين أنواع كثيرة من التعذيب مثل الدولاب والفلقة والشبح والكرسي الألماني،، كما ذكر أنّه وقبل عام 2011، تم استخدام الماء المغلي لتعذيب المعتقلين في فرع الخطيب. وذكر أيضاً أنّ الفرع معدّ ليتّسع 100 معتقل، ولكن في تلك الفترة وصل عدد المعتقلين لـ 400.

أيضا لفت إلى أن التعذيب مسموح بحسب قانون العقوبات السوري، وأنّ كل عنصر أمني يحق له قتل شخص على الأقل دون أن تتم محاسبته، وتحدث أيضاً عن التمثيليات التي قام بها عساكر الفرع 251 على أنّهم مصابون وذهابهم لمشفى المجتهد ليظهر أنّ المتظاهرين مسلحين، وقاموا بإطلاق النار عليهم، وهو أمر غير صحيح، وإنما كان عبارة عن عملية تمثيلية فقط كما أكّد إياد.

وأشار إلى أنه وفي الشهر الخامس من العام 2011 تم نقل عشر جثث من فرع الخطيب للدفن، ويؤكد أنه كان هناك حالات قتل تحت التعذيب كثيرة، وأولئك الذين كان يظهر على جثثهم آثار التعذيب، كان يتم نقلهم فوراً إلى مقبرة نجها لدفنهم مباشرة بمقابر جماعية، بينما أولئك الذين لا تبدو عليهم آثار التعذيب، كان يتم نقل جثثهم إلى مشفى المجتهد.

شهادة حول رسلان.. ومعلومات عن منشقين فرّوا إلى أوروبا

وخلال الجلسة أكد إياد أن أنور رسلان كان رئيس لقسم التحقيق في “فرع الخطيب” ولكنه قال إنه لم يكن يملك قدرة معاقبة الضباط الذين يقومون بمعليات تعذيب المعتقلين لأنه كان ضابطاً سُنِّياً.

كما أدلى الغريب بمعلومات عن  منشقين موجودين بأوروبا من بينهم عماد الهلال الموجود في مدينة شتوتغارت الألمانية، وهو منشق عن الفرع 251، وأحد أقارب إياد ويدعى تميم الجمعة، منشق عن الفرع 295 أو ما يعرف بفرع المداهمة (وهو الفرع الذي يتم نقل المنشقين إليه لسهولة تصفيتهم هناك كما ذكر إياد) ومتواجد باليونان.

وكان تميم قد أخبر إياد سابقاً عن السيارة التي كانت مسؤولة عن تفجير مبنى إدارة المخابرات العامة عام 2011، قبل قدوم وفد المراقبين التابعين لجامعة الدول العربية إلى دمشق، وكيف تم إصلاحها داخل الفرع 295، وأنّه قبل التفجير تم إفراغ قسم كامل من الفرع مكان التفجير بإشارة واضحة منه إلى ترتيب عملية التفجير لإظهار وجود إرهاب في سوريا أمام البعثة.

الغريب يتحدث عن صور قيصر

تحدث إياد الغريب عن عمل قيصر في توثيق جثث الضحايا، وأقرّ إياد بأنّ هذا الإجراء كان متبعاً من قبل النظام _أي عملية تصوير وتوثيق الجثث_ ولكنه لا يعرف قيصر بشكل شخصي، كما تم عرض إحدى صور قيصر على شاشة العرض تتبع بحسب الأرقام الموجودة على الضحية لفرع الخطيب.

إياد من مسؤول حاجز إلى مخبر وكاتب تقارير

مع انطلاق الثورة السورية وتنظيم المظاهرات المناهضة للسلطة، استلم إياد أحد حواجز التفتيش العسكرية في مدينة دوما في ريف دمشق، وكانت مهمته اعتقال الناس من الحاجز، حيث وصل عدد الاعتقالات يوميا لـ 100 شخص من كل 200 أو 300 شخص. بعد أن استلم الجيش مدينة دوما تم تحويل إياد لفرع المداهمات، وكانت مهمته تنحصر في مناطق المظاهرات، مثل القابون وداريا وحرستا.

وأيضا عمل كمخبر لصالح فرع الخطيب حيث كان يعمل تحت إمرة كمال أحمد، وهو مسؤول القسم الديني في فرع الخطيب، وكانت مهمة إياد الدخول إلى المساجد ومراقبة الأئمة والخُطَب وكتابة التقارير عن أي شيء يقال وأي شخص ضد السلطة، كما أدلى بشهادته خلال جلسة التحقيق السابعة.

يشار إلى أن التحقيق مع إياد الغريب تناول فترة وجوده ضمن هذه الأفرع التي تنقل بينها كثيرا، بين العامين 2010 و2011، وانشق عن النظام في الشهر الأول من العام 2012.

وفي نهاية الشهر الفائت بدأت جلسات محاكمة أنور رسلان وإياد الغريب في ألمانيا، ويتهم القضاء الألماني رسلان بالمسؤولية عن مقتل 58 شخصا وعن تعذيب ما لا يقل عن أربعة آلاف آخرين من نيسان/أبريل 2011 إلى أيلول/سبتمبر 2012، في فرع الخطيب، الذي كان يديره في دمشق.

أمّا  إياد (43 عاما)، متهم بالتواطؤ في جريمة ضد الإنسانية لمشاركته في توقيف متظاهرين تم اقتيادهم إلى هذا السجن بين الأول من أيلول/سبتمبر و31 تشرين الأول/أكتوبر 2011.

خلال محاكمته في ألمانيا.. الضابط السابق “أنور رسلان” ينفي تعذيب المعتقلين

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *