أخبار

قناة إسرائيلية تعرض فيلما وثائقيا عن حافظ الأسد: “رجل العصابة الذي حكم سوريا”

عرضت قناة “كان 11” الإسرائلية، فيلما وثائقيا عن حافظ الأسد، حمل عنوان (رئيس سوريا الثامن 1930-2000)، “رجل العصابة الذي سيطر على سوريا من دمشق، وتصرف بوحشية ضد خصومه”.

وجاء عرض الفيلم على القناة الشبه رسمية يوم الثلاثاء الفائت، في الحلقة الرابعة من السلسلة المسماة بـ “أعداء” وذلك ضمن سلسلة أفلام تتناول حياة عدد من الزعماء العرب من منظور استخباراتي.

سلطت فيه الضوء على حافظ الأسد وكيفية نشأته وأهم محطات حياته وكيف وصل إلى السلطة بعد صراعه مع صلاح جديد، وتنفيذه انقلاباً عسكرياً وزج الأخير بالسجن، وسيطرته على الإذاعة والأركان والحكومة، وكيف اعتمد على “العلويين” للسيطرة على الجيش وبالتالي الدولة، حسب ما نقل “تلفزيون سوريا” عن القناة.

كما ركز الفيلم على طريقة نهج حافظ الأسد، في سياسة الإرهاب داخلياً ضد معارضيه، والخلاف مع أخيه رفعت، وخوضه المفاوضات، والتجهيز لتوريث أحد أبنائه، وصولاً إلى آخر أيامه، وكيف أثّر تراجع قدراته العقلية، حيث اكتشف الموساد بأنه أصيب بـ “الخرف”، في عدم إتمام التسوية السياسية بين سوريا وإسرائيل.

كذلك سلط الفيلم، الضوء على هزيمة حزيران عام 1967 ودورها في تمهيد الطريق أمام الأسد للسيطرة على سوريا، وصراعه على السلطة ووحشيته في تصفية خصومه، وكيف اعتمد على طائفته بالحكم، كما عرض الفيلم تفاصيل كثيرة وبعضاً من المواقف المثيرة التي تكشف لأول مرة، على سبيل المثال، عن مدى تغلل المخابرات الإسرائيلية في سوريا لدرجة التنصت على مكالمات حافظ الأسد الهاتفية، وعن كيفية تعامل الأسد مع رجاله المقربين منه.

أخبار قد تهمك: رفعت الأسد “جزّار حماة”.. القضاء الفرنسي يحاكمه ويصادر أملاكه

واعتمد الفيلم الوثائقي على شهادات وإفادات لقادة ومسؤولين رفيعي المستوى في الموساد والاستخبارات العسكرية ومسؤولين سياسيين إسرائيليين ومن الغرب وأكاديميين مختصين، جميعهم ارتبطت مهام عملهم وسنوات خدمتهم بمتابعة الشأن السوري ومراقبة حافظ الأسد، ومنهم من التقى الأسد شخصياً وآخرون تعاملوا معه بشكل غير مباشر.

شاهد: هكذا سلّم حافظ الأسد الجولان إلى إسرائيل

ومن ضمن أولئك المسؤولين، المبعوث الأميركي الخاص من قبل إدارة بيل كلينتون للشرق الأوسط، دنيس روس، وهو منسق مفاوضات جنيف “الفاشلة” عام 2000ميلادي الذي أعدّ خرائط ترسيم حدود الجولان وعرضها في قمة الأسد-كلينتون، و السياسي والأكاديمي إيتمار ربينوفيتش، رئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي مع سوريا، وشبتاي شابيط وهو رئيس سابق للموساد، رئيس كتيبة البحث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “آمان” العميد (احتياط) عاموس جلبوع، اللواء (احتياط) الدكتور أفريم لافيد وهو رئيس سابق لقسم جمع المعلومات في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “آمان”.

إضافة إلى ميري إيزن، مديرة سابقة لشعبة سوريا في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “آمان”، إيلان مزراحي الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس الموساد، جاك نيريا وهو رئيس سابق لجناح سوريا في الموساد، والمسؤول السابق في الموساد حاييم تومير، الأكاديمي والمؤرخ الإسرائيلي المتخصص بتاريخ الشرق الأوسط يهودا بلنجا، المسؤول السابق في المخابرات الفيدرالية الأميركية CIA لشؤون الشرق الأوسط روبرت بار، الأكاديمي الإسرائيلي والخبير الدولي في قضايا الإرهاب ياروم سويتسر.

واستعرض موقع تلفزيون سوريا بعد ترجمة الفيلم الإسرائيلي، أهم النقاط الواردة في شهادات المسؤولين والخبراء الذين شاركوا في الفيلم الوثائقي “المثير”، ذكر أنه سينشرها في جزأين منفصلين.

“عندما نتحدث عن سوريا الأسد، فإننا نتحدث عن عائلة لديها دولة وليس دولة لديها قيادة”، بهذه الكلمات بدأ الأكاديمي والمؤرخ الإسرائيلي يهودا بلنجا الحديث عن عائلة الأسد.

ويضيف بلنجا، تعتبر سوريا الأسد من الدول المصنفة على قائمة الدول التي تتاجر بالمخدرات وهي رائدة في مجال المخدرات بحسب دول الغرب وأميركا، وبرأيه يمثل هذا إثباتا على أن “العائلة الحاكمة في سوريا هي عائلة مافيا، فلا عجب في أن تتعامل مع من يقف بوجهها بوحشية”.

حافظ الأسد من مواليد 1930 في القرداحة بريف اللاذقية، الابن التاسع من أصل 11 أخا وأختا، من عائلة تمتهن الفلاحة وشديدة الفقر، في عام 1952 انتسب إلى سلاح الطيران، وفي 1970 قاد انقلاباً على رفاقه في حزب البعث وحكم سوريا 30 عاماً وورثها لابنه من بعده.

أخبار قد تهمك: فراس الأسد: “بيت الأسد أسفل من في الدنيا وأحقر بني البشر”

وكشف مسؤولون في الموساد والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية رفض حافظ الأسد الاهتمام بتحرير خمسة ضباط سوريين أسرتهم إسرائيل في كمين على الحدود اللبنانية، لتقايضهم بتحرير ثلاثة طيارين إسرائيليين كانوا قد وقعوا في الأسر بسوريا في وقت سابق. وقال أحد الضباط الإسرائيليين المشاركين في العملية “لم يهتم الأسد لأمرهم، فلم يكن من بين الأسرى أي ضابط علوي”.

وكانت قد تسللت ثلاث مجموعات من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في حزيران/يونيو 1972، إلى الحدود اللبنانية لنصب كمين لدورية عسكرية سورية ينفذها ستة ضباط، رتبهم ما بين عقيد وعميد، وبعد محاولتين فاشلتين استطاع الجنود الإسرائيليون، بعدما قتلوا عناصر من الجندرما اللبنانية، أسر خمسة من الضباط السوريين بينما تمكن سادسهم من الفرار.

شاهد: كيف تخلص حافظ الأسد من رفاقه الأربعة واستولى على الحكم

وكانت العملية التي قادها عوزي ديان ويوني نتنياهو، والأخير شقيق رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، تحمل اسم “أرجاز” (بالعربية تعني القفص)، وجاءت بعد وقوع طيارين وملّاح من سلاح الجو الإسرائيلي في الأسر لدى القوات السورية، وكان التلفزيون السوري قد عرض، وقتها مقاطع مصورة لها.

ويقول عوزي ديان، وهو الآن عميد احتياط (متقاعد)، كنا نظن بأننا حققنا إنجازاً عظيما منقطع النظير، ولكن تفاجأنا برفض حافظ الأسد تبديل الضباط السوريين بطيارينا، لكن في نهاية الأمر تمت الصفقة وتبادل الطرفان الأسرى، ويقول اللواء احتياط أفريم لافيد، كانت هذه العملية نموذجاً ممتازاً لفهم شخصية حافظ الأسد وطريقته في القيادة، وما هي أولوياته ومدى عناده.

وعن حرب تشرين في عام 1973، قال المؤرخ الإسرائيلي يهودا بلنجا، بعد حرب يوم الغفران (حرب تشرين) راح الأسد يسخّر جهوده في تثبيت قاعدة حكمه عبر إغراء مؤيديه عن طريق حزب البعث، فمن كان بعثياً سيتدرج في المناصب السياسية ويحظى بالمزايا الاقتصادية والاجتماعية.

وقال العميد عاموس جلبوع، إن دمشق كانت مدينة محاصرة ومحاطة بالحواجز العسكرية حولها وبين شوارعها، على مدار الساعة وطوال السنة، لم يكن أحد يتجرأ على زعزعة مكانة الأسد لأنه سيلقى مصيره إما السجن أو القتل.. سيرسله الأسد إلى “ما وراء الشمس” كما يتداول السوريون.

وكان خط الدفاع الأول لحافظ الأسد وحامي نظامه، أخوه رفعت ، الذي يملك قوات مسلحة بعتاد متطور ودبابات، وكانت جميع المطارات تحت إمرته لمنع تعرض القصر الرئاسي لأي عملية قصف، حسب “جلبوع”.

“كل الوحدات العسكرية في سوريا تدار من قبل العلويين”، هكذا قال روبرت بار، مسؤول سابق في المخابرات الفيدرالية الأميركية ‏CIA‏ لشؤون الشرق الأوسط، وتابع، “وإذا كان هناك عقيد ما يريد تحريك دبابة عليه أن يحصل على موافقة من قائده المباشر العلوي بطبيعة الحال”.

وعن تغلغل الموساد في سوريا قال شبتاي شابيط وهو رئيس سابق للموساد، في السبعينيات توصلنا إلى نتيجة مفادها يجب أن نضع سوريا على رأس قائمة اهتمامات أجهزة الاستخبارات في إسرائيل، لذا تغللنا فيها استخباراتياً وبعمق.

وفي هذا الشأن قال العميد عاموس جلبوع، أهم ما كنا نقوم به جمع المعلومات عبر عملائنا.. وكنت أحرص شخصياً على مقابلتهم ومعرفتهم والتحدث إليهم، وكثيرون منهم نالوا احترامي.

وكشفت المديرة السابقة لشعبة سوريا في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “آمان” ميري إيزن، أنهم كانوا يتنصتون على مكالمات حافظ الأسد الهاتفية، وتابعت، “الأسد كان يعلم بأننا نسمع مكالماته، ولكن كان من المهم بالنسبة لنا أن نسمع النغمة التي يتحدث فيها مع الشخصيات المختلفة، هذا كان يعطينا رصيداً كبيراً لتحليل شخصيته ومعرفته أكثر”.

شاهد: فضيحة جديدة لآل الأسد بعد نشرة صورة لوالد حافظ الأسد الأب

من جانبه قال إيلان مزراحي، الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس الموساد، أهم ما يميز حافظ الأسد هو شخصيته ونظرته السياسية للأمور، واستطرد قائلا، “ما يهمنا هو معرفة ما هي الضغوط التي تمارس عليه وما الإمكانيات التي يمتلكها، وبالتحديد ما مدى أهمية محاربة إسرائيل بالنسبة له.

وفي ذات السياق وصف المؤرخ يهودا بلنجا، حافظ الأسد بالشخصية المتزنة، وبأنه هادئ وغير انفعالي، ودائم التفكير ويحسبها جيداً ،ويدرس قراراته بعناية، مضيفا إلا أن الأسد صعب المراس وليس من السهل أن يثق بأحد كما أنه لا يتردد في إزالة الخصوم من طريقه أو حتى من يشك بأنه سيقف بطريقه يوماً ما.

وقال رئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي مع سوريا إيتمار ربينوفيتش، أنهم توصلوا عن طريق أجهزة مخابرات أخرى بأن الأسد كان رجلا شديد الزكاء ويمتلك سلطة القرار ومن السهل أن يقتل أعدادا كبيرة إذا حاولوا الوقوف في وجهه.

وتحدث المسؤول الإسرائيلي عن حادثة اغتيال الأسد للزعيم اللبناني كمال جنبلاط بعد اجتياح لبنان، قائلا، “أرسل إليه رجلين ليغتالوه ومن ثم قتلهما لكي يشتت مسار العدالة ولإخفاء الجريمة”. ويتابع ربينوفيتش حديثه مستغرباً، “وبعدها استقبل الأسد ابن المرحوم، وليد جنبلاط”.

ويقتبس ربينوفيتش ما قاله حافظ الأسد لوليد جنبلاط وقتها: “عندما أراك جالسا أمامي أتذكر المرحوم والدك كمال”، كانت كلمات الأسد رسالة ذات حدين، للترحيب والترهيب، مفادها بأنك ستلقى مصير والدك إذا وقفت بوجهي، وفقاً لتعبير المسؤول الإسرائيلي.

وتطرق الفيلم إلى مجزرة حماة التي ارتكبها الأسد بحق عشرات الآلاف من المدنيين في المدينة في 2 شباط/ فبراير 1982م، من دون أن يلقى العقاب، ودمر أجزاء كبيرة من المدينة، التي ارتبط اسمها في ذاكرة السوريين بـ “مجزرة حماة”، التي كانت أفظع الفصول في سيرة حكم حافظ الأسد دموية ووحشية لإخضاع السوريين تحت حكمه.

وقال دنيس روس، إن ما حدث في حماة كان في الأساس كمين نصبه الأسد للإخوان المسلمين ولكنه واصل قتل المدنيين في المدينة، إن ما حدث في حماة كان في الأساس كمين نصبه الأسد للإخوان المسلمين ولكنه واصل قتل المدنيين في المدينة.

شاهد: وثائقي: حافظ الأسد.. كيف حكم؟

https://youtu.be/UPPmbY_wNQw

ووصف المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط في إدارة بيل كلينتون، دنيس روس، حافظ الأسد، بأنه لا يتورع عن فعل أي شيء لكي يحافظ على نظامه وقوته، “لقد سمعنا بأنه قتل كل المدنيين في المدينة، وأشارت التقديرات إلى أن الضحايا كانوا ما بين 10 إلى 20 ألف شخص، لم يكونوا كلهم من جماعة الإخوان المسلمين”.

كذلك تحدث الفيلم عن مجزرة تدمر التي جاءت بعد يوم من تعرض حافظ الأسد لمحاولة اغتيال فاشلة على يد أحد حراسه الشخصيين في أثناء استقباله الرئيس النيجيري حسين كونتشي، في 26 يونيو/حزيران 1980، نفذ أخوه رفعت الأسد مجزرة السجن بعد اتهام جماعة الإخوان المسلمين المعارضة بالوقوف وراء محاولة الاغتيال.

ويقول السمؤول السابق في الموساد حاييم تومير، هذه الحادثة أظهرت أن الأسد لا قيود لحدوده المطلقة، ولا خطوط حمراء تقف في وجهه، لا سيما إذا كان الأمر يتعلق بالشؤون الداخلية، حيث كل شيء بالنسبة له ممكن ومتاح للحفاظ على مصالح الطائفة العلوية.

 

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *