أخبار

مطالبات باستمرار إدخال المساعدات إلى سوريا وتجاهل أي اعتراض روسي

طالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، منظمة الأمم المتحدة باستمرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وتجاهل أي اعتراض تستخدمه روسيا في مجلس الأمن الدولي ضد هذا الأمر.

وذكّر التقرير بفشل المجتمع الدولي وتحديدا مجلس الأمن في إدخال المساعدات خلال السنوات الفائتة للمدن والمناطق التي حاصرتها السلطة السورية من أجل الضغط على المعارضين لها واستعادة السيطرة على تلك المناطق.

وأضاف: “وبعد هذا الفشل أجاز مجلس الأمن في تموز/ 2014 عبر القرار رقم 2165، للأمم المتحدة إدخال المساعدات عبر الحدود، دون إذن السلطة السورية، حيث تم تجديد هذا القرار 5 مرات قبل أم تعارض روسيا والصين في كانون الأول 2019 مشروع قرار قدمته كل من ألمانيا والكويت وبلجيكا، والذي دعا إلى تمديد العمل بالقرار لمدة ستة أشهر تعقبها مدة ستة أشهر إضافية”.

 

وذكر مشروع القرار بأنه سيشمل كل المعابر باستثناء معبر الرمثا الحدودي، وأشار التقرير إلى أنه في 10/ كانون الثاني/ 2020 تم تقديم مشروع قرار آخر، يحمل الرقم 2504، الذي تضمَّن تعديلات إضافية لصالح روسيا، فقد اقتصر التمديد على ستة أشهر، وألغى معبري الرمثا واليعربية الحدوديين، وعندها امتنعت روسيا والصين عن التصويت وتم تمديد إدخال المساعدات حتى 10/ تموز/ 2020.

اعتبر التقرير أن مجلس الأمن الدولي يسعى لتركيز أكبر قدر ممكن من الصلاحيات بيده، مما يعود بالفائدة الاقتصادية والسياسية على الدول الخمس دائمة العضوية، وأشار إلى أن نموذج تحكُّمه بإدخال المساعدات الإنسانية عبر منحه الإذن بقرار صادر عنه بالإجماع، دليل واضح على مدى هيمنة مجلس الأمن على القانون الدولي وتغييره لصالحه مؤكداً أن القانون الدولي ينصُّ بشكل واضح في البروتوكول الإضافي الأول، المادتان 64، 70 منه: على أن نشاطات المساعدة لا تعتبر بأي حال من الأحوال تدخلاً في نزاع مسلح أو أنها أعمال غير ودية.

 

وأشار التقرير إلى أن المساعدات الإنسانية تمرُّ من تركيا أو العراق وكلا الدولتان موافقتان على دخول المساعدات، وتصل المساعدات إلى مناطق خاضعة لسيطرة قوات المعارضة المسلحة أو قوات سوريا الديمقراطية، والقوى المسيطرة ترحِّب بدخول المساعدات.

وأكد أن القائم على إدخال المساعدات العابرة للحدود هو بشكل أساسي مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة وهو جهة إنسانية، مستقلة، محايدة، ليس لديها أجندة عسكرية أو سياسية، وتقدم المساعدات دون تمييز، وإن المساعدات تقدَّم لأفراد مشردين بسبب الانتهاكات التي مارسهتا السلطة السورية وحلفاؤها، التي بلغ بعضها مستوى الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.

 

وشدد التقرير أنَّ إغلاق معبر اليعربية الذي حصل مؤخراً تسبَّب في معاناة ثلاث محافظات سورية هي: دير الزور والحسكة والرقة في الجزيرة السورية وهي تضمُّ مئات آلاف النازحين إلى جانب سكانها، وأصبحت المساعدات الأممية تذهب إلى دمشق ومن ثم تسافر مئات الكليومترات إلى دير الزور أو الحسكة، عوضاً عن أن تدخل بشكل مباشر من معبر اليعربية الحدودي مع العراق، 

وبين التقرير أنه بإمكان المساعدات الإنسانية الأممية الدخول إلى شمال غرب وشمال شرق سوريا عبر المعابر الحدودية بدون حاجة إلى تدخل مجلس الأمن لأنها مساعدات إنسانية مستقلة، حيادية، وليس لديها أية أجندة سياسية أو عسكرية، مشيراً إلى أن اعتراض السلطة السورية بالتنسيق مع حليفه الروسي هو اعتراض تعسفي، مبني على وجود دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن تساند بشكل مطلق النظام السوري على حساب القانون الدولي وحقوق الإنسان.

 

وطالبت الشبكة مجلس الأمن الدولي بالكف عن التحكم بدخول المساعدات الإنسانية الحيادية عبر الحدود، التي تساهم في مساعدة قرابة 5 مليون مواطن سوري وأشار إلى ضرورة التركيز على اختصاص مجلس الأمن في تحقيق السلم والأمن الدوليين في سوريا.

يشار إلى أن روسيا تسعى إلى تقليص إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود التركية إلى سوريا، وذلك من خلال إصرارها على فتح نقطة دخول واحدة لتلك المساعدات ولمدة ستة أشهر فقط.

ونقلت وكالة “فراس برس” عن أحد الدبلوماسيين الغربيين، والذي رفض كشف هويته، قوله إن روسيا أبلغت شركاءها في مجلس الأمن الدولي إنها “تريد نقطة دخول واحد ولمدة ستة أشهر فقط”.

روسيا تسعى لتقليص إدخال مساعدات السوريين الإنسانية عبر الحدود

بدوره طالب  المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك، أمس الإثنين خلال مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مع الصحفيين،” بتمديد آلية إدخال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود والتي ينتهي تفويضها بعد أيام.

وأشار إلى أنه منذ بداية العام الحالي عبرت 8 آلاف و486 شاحنة محملة بالمساعدات من تركيا إلى سوريا، وفي حزيران/ يونيو الماضي دخلت 1579 شاحنة، أما خلال شهري نيسان/ أبريل وأيار/ مايو الماضيين تم تقديم الدعم الشهري إلى حوالي 3.2 مليون شخص داخل سوريا، و1.3 مليون شخص من خلال العمليات عبر تركيا.

ولفت “دوجاريك” إلى أن الاحتياجات في شمال غربي سوريا لا تزال مرتفعة “بشكل لا يصدق”، خاصةً مع وجود 2.8 مليون شخص يحتاجون للمساعدة، و2.7 مليون نازح داخلياً.

وكانت الأمم المتّحدة حذّرت من أنّ الفشل في تمديد التفويض لإدخال المساعدات الإنسانية إلى السوريين عبر الحدود، سيقطع عمليات الأمم المتحدة الجارية حاليا، ما قد يسبّب كارثة إنسانية.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، الإثنين الماضي”إن الفشل في تمديد التفويض عبر الحدود سيقطع عمليات الأمم المتحدة الجارية حاليا، وسينهي عمليات تسليم الأغذية والدعم لمراكز التغذية وسيتسبب بالمعاناة والموت”.

وفي بيان صدر الجمعة، لفت برنامج الأغذية العالمي الانتباه إلى أن حوالي 9.3 مليون سوري يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي – بزيادة 1.4 مليون في الأشهر الستة الماضية وحدها، حيث أشارت المتحدثة باسم البرنامج إلى أن البرنامج سيواصل عمله: “نحن على أرض الواقع.. نحن نساعد 4.8 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الغذائية من برنامج الأغذية العالمي في محافظات سوريا الأربعة عشر. سنستمر! ولكن للقيام بذلك نحن بحاجة إلى 200 مليون دولار على وجه السرعة”.

الأمم المتحدة تحذر من أزمة جوع غير مسبوقة تواجه السوريين

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *