أخبار

أبناء حمص بين خيارين… الموت أو دفع رشاوي للهروب من المعارك

عاد ملف المنشقين أو العناصر الفارين من نظام الأسد إلى الساحة من جديد مرة أخرى، وذلك بعد أن استطاعت سُلطة الأسد أن توقع آلاف الشبان في فخ المصالحات أو التسوية في المناطق التي سيطر عليها ضمن هذه الاتفاقيات، وذلك بعد الوعود و التطمينات من قبل بما يعرف بـ “مركز المصالحة الوطنية”

وذلك لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب الذين شاركوا في ثمان السنوات الماضية في صفوف الثورة السورية ضد نظام الأسد الذين شاهدوا مدى وحشية أساليب القمع وهمجية القتل، التي كانت قواته تستخدمها ضد المدنيين ليزج بهم إلى خطوط جبهات القتال الأولى في أرياف إدلب وحلب أمام إخوانهم الثائرين.

 

حصل موقع “أنا إنسان” على معلومات من أحد شباب التسويات الهاربين من داخل صفوف قوات الأسد الموجودة على جبهات إدلب شمال سوريا، والذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، حيث أوضح مدى الانهيار الحاصل في صفوفها وعمليات هروب عناصر التسويات من المعارك هناك، وخصوصاً بعد عمليات القصف الجوية والصاروخية التي ينفذها الجيش التركي.

وقال الشاب أنه التحق بقوات الأسد بعد تلقي بلاغ إحتفاظ من قبل فرع الأمن العسكري في حمص، وذلك بعد إجراءات التسوية في شهر حزيران 2018 فكان فرزه الى الفرقة الخامسة دبابات في محافظة درعا، التي مكث فيها ثلاثة أشهر ضمن معسكر الفرقة وتم سحبهم إلى جبهات القتال في سهل الغاب، الذي شهد معارك شرسة ضمن الحملة العسكرية التي شنتها قوات الأسد في وقت سابق.

وأضاف بأن كتبته بكامل عتادها كانت من أول المنسحبين من المعركة رافضين المشاركة فيها فتم استبدالهم بعناصر آخرين، وقد تعرضوا وفق تصرفهم إلى تهديد بالقتل بتهمة الخيانة، والحرمان من الإجازات، وبحسب قوله يقدر عددهم إلى أربعين عنصراً وتم تصفية عشرة عناصر الذين رفضوا تنفيذ الأوامر العسكرية .

وتابع حديثه بأنه تم سحبهم من محافظة درعا مرة أخرى إلى جبهات القتال في ريف إدلب الجنوبي والشرقي، وحرص المتحدث هو ورفاقه بعدم المواجهة بشكل مباشر الطرف الآخر بما أسماهم “إخوانه الثائرين”  قد حمل السلاح ضدهم مجبراً، وقد كان آخر تمركز لهم في قرية “النيرب” القريبة من مدينة إدلب إذ ابيدت كتيبته بالكامل فيها بقصف الطائرات المسيرة من قبل الجيش التركي.

وبيّن المصدر بأنه استطاع الهرب من المنطقة مع ستة من أصدقائه بدفعهم رشاوي مالية ثمن إجازات الضباط هناك والتي تُقدر بخمسين ألف ليرة سورية مقابل كل إجازة، محاولة منهم للهروب من جبهات القتال وعدم العودة مرة أخرى.

 

ومن جهته أكد مصدر آخر لموقع ” أنا إنسان ” في ريف حمص الشمالي رفض ذكر اسمه بأن العديد من شبان المنطقة قرروا الانشقاق عن النظام وعدم عودتهم إلى المعارك ويُقدر عددهم نحو ٣٤ شاب، وذلك بسبب أعداد القتلى الكبيرة في صفوف النظام وخاصة بعد التدخل التركي بالعمليات العسكرية.

مشيراً إلى أن العشرات منهم وصل إلى المنطقة وتوارى عن الأنظار خشية الاعتقال من النظام

فضلاً عن وجود العشرات من الشباب رفضوا الالتحاق بقوات الأسد من أبناء مدن الحولة وتلبيسة والرستن بعد اتفاق التسوية ناهيك عن دفع بعضهم رشاوي لضباط الأسد لغض النظر عندهم مرات عديدة.

وأضاف المصدر بأن مدن الحولة والرستن وتلبيسة شهدت خلال الفترة الماضية وصول ما يقارب 18 قتيلاً من أبناء المنطقة الذين أرسلهم نظام الأسد إلى جبهات حلب وإدلب، إضافة إلى أكثر من 40 جريحاً، فضلاً عن فقدان الاتصال ببعض الشبان الذين لم يكشف نظام الأسد للأهالي عن مصيرهم إلى الآن.

وتابع حديثه المصدر بأنه يوجد الكثير من شباب التسويات في ريف حمص الشمالي قبلوا بالتسوية ولم يلتحقوا بصفوف قوات الأسد فكان الحل الوحيد لديهم دفع مبالغ مالية ضخمة وتقدر 2000$ للشخص الواحد للهروب خارج سوريا إلى لبنان أو الوصول إلى المناطق المحررة شمال سوريا.

 

يُذكر أنه قد أبرم إتفاق المصالحة الوطنية كما يدعي نظام الأسد بريف حمص الشمالي في 16 حزيران 2018 بين مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم والفصائل العسكرية بالمنطقة والذي نص على خروج “تهجير” من يرغب إلى الشمال السوري وتسوية أوضاع من يبقى.

أعداد كبيرة جداً من الشباب في مدن الرستن وتلبيسة والحولة آثروا البقاء في المنطقة التي تُقدر نسبتهم 65% وقد رفضوا الخروج عبر هذا الاتفاق علما أنه كان التعداد السكاني لريف حمص الشمالي ما يقارب 300 ألف مدني تهجر منهم 35 ألف مدني إلى شمال سوريا.

 

ماجد عثمان

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *