أخبار

الميليشيات الفلسطينية تدعم قوات السلطة السورية في معارك الشمال السوري

مع انطلاق معارك الشمال السوري منذ ما يقارب عام ونصف والتي أدت للسيطرة على مواقع واسعة وتهجير مئات آلاف الأهالي باتجاه الشمال السوري بدعم جوي روسي؛ كانت للمليشيات الفلسطينية دورا بارزا في القتال على الجبهات ومساندة السلطة السورية من خلال زج آلاف المقاتلين على الجبهات في ريف إدلب وريف حماة الشمالي.

حيث أعلنت حركة “فلسطين حرة” في وقت سابق وهي إحدى المجموعات العسكرية الفلسطينية الموالية للسلطة السورية عبر صفحتها على “فيس بوك”، أنها تشارك في العمليات العسكرية إلى جانب قوات السلطة السورية في ريف إدلب وريف حلب الغربي شمال سوريا.

وقالت الحركة وصفحات إعلامية موالية للسلطة السورية إن الحركة أرسلت قوات “سرايا بدر” التابعة لها، وبدأت المشاركة في قتال المعارضة المسلحة إلى جانب قوات مجموعة “لواء القدس” الموالية للنظام، والتي تقاتل على جبهات ريف حلب الجنوبي والغربي.

ويعتبر هذا الفصيل الفلسطيني هو الثاني من نوعه الذي يشارك في المعارك مع “لواء القدس” الذي يضم آلاف المقاتلين الفلسطيني الموالين للسلطة السورية، والذين نقلهم إلى عدة جبهات، حيث فقد المئات من مقاتليه خلال المعارك بحسب الصور التي ينشرها لقتلاه بشكل يومي على مواقع التواصل.

 

يقول الدكتور الفلسطيني عمر هاشم لموقع (أنا إنسان): “يحمل تشكيل لواء القدس شعار “فدائية الجيش العربي السوري”، ويضم عددًا من أبناء مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين، ومخيم حندرات في ريف حلب، ويتراوح عدد عناصره حاليًا بين ألفين وثلاثة آلاف مقاتل ويتم تخريج دفعات جديدة كل 6 أشهر”.

ويضيف: “يتلقى لواء القدس تدريبات روسية مكثفة في مدينة حلب ومن يتم الزج فيه على الجبهات وذلك من خلال تامين الرواتب للمقاتلين ودعمهم بالتمهيد الجوي والمدفعي المكثف أثناء المعارك ضد الفصائل بريف حلب وإدلب، لتحقيق تقدم على الأرض”.

ويشير إلى أن “المسؤولين في لواء القدس يعملون على ضم الشبان في المخيمات الفلسطينية وإغرائهم بالأموال والسلطة ومنحهم الأفضلية في التعفيش في المناطق التي يسيطرون عليها في ريف إدلب، من أجل تشجيعهم على القتال على الجبهات وزيادة عدد اللواء من المقاتلين”.

 

كما بدأت القوات الروسية المتمركزة في حلب، منذ منتصف كانون الثاني/ يناير، تدريب مليشيا “لواء القدس الفلسطيني” في ضواحي حلب، على كيفية استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتنفيذ المداهمات الليلية، والقتال الفردي، والاقتحام والعمليات الهجومية.

وشملت التدريبات التعلم على استخدام سلاحي الدبابات والمدفعية الثقيلة، وجزء منها كان بالنيران الحية، وتركزت في منطقة الملاح في ضواحي حلب الشمالية. وتم استهداف مواقع المعارضة المسلحة في حريتان وعندان وكفر حمرة بعشرات القذائف قبل سيطرتهم عليها، خلال التدريبات التي كانت تجري تدريباتها في المنطقة.

 

يقول المقدم المنشق عن قوات النظام فؤاد الشيخ لموقع (أنا إنسان): “ميليشيا فلسطين حرة تعتبر حديثة الإنشاء أي أن الخسائر التي منيت فيها لا تتجاوز 10 قتلى بحسب صفحاتهم، فيما خسر لواء القدس خلال معارك ريف إدلب الشرقي أكثر من 400 بين قتيل وجريح وذلك بعد التنصت عليهم من قبل المراصد العسكرية”.

ويضيف: “يشكل لواء القدس رأس الحربة في القنال على جبهات ريف إدلب إضافة إلى الفرقة 25 التابعة لسهيل الحسن وقوات الطراميح الذين ينحدرون من بلدة قمحانة الموالية بريف حماة، ويتمتعون بدعم روسي كامل في المعارك من حيث الدعم اللوجستي والتمهيد الجوي والمدفعي”.

ويشير إلى أن “هناك كثير من الفلسطينيين رفضوا فكرة القتال مع قوات السلطة السورية، حيث انضم قسم منهم مع فصائل الثورة في حين اعتزل القسم الأخر الانخراط في الحرب بين الطرفين، ناهيك عن هجرة الآلاف منهم إلى تركيا والدول الأوربية خشية زجهم من قبل السلطة السورية في الحرب على المدنيين”.

وتحول لواء القدس للعمل وفقاً للأوامر الروسية، ليحصل على الدعم المالي والتسليح والحماية، بعدما خسر الجزء الأكبر من دعمه الإيراني السابق مؤخراً، وعلى إثر الانقطاع الشبه كامل للدعم الإيراني عنه في الربع الأخير من العام 2018، تم تسريح المئات من عناصره.

 

يقول الكاتب الصحفي محمد الشيخ لموقع (أنا إنسان): “عمدت السلطة السورية إلى زج الفلسطينيين في الحرب الدائرة على الشعب السوري منذ اليوم الأول في الثورة، من خلال دعم ميليشيات أحمد جبريل التي حاصرت مخيم اليرموك في ريف دمشق لعدة سنوات والتي نتج عنها موت عشرات الفلسطينيين داخل المخيم من الجوع”.

ويضيف أنه “بالنسبة إلى لواء القدس فإن الضربة الأكبر التي تلقاها في 2016 حين تم تفجير مبنى له في حلب وعلى إثره قتل 49 مقاتل من اللواء، قام بنشرهم على صفحته أغلبهم من مخيم النيرب الفلسطيني والذي يعد قاطنيه من المواليين لنظام الأسد مما أثار موجة غضب في تلك الأثناء بسبب الخسائر الفادحة”.

ويشار إلى أن “لواء القدس” أعاد خلال الشهرين الماضيين عناصره المسرحين إلى صفوفه مجدداً، وأجرى تعديلات في البنية التنظيمية لقيادة الصفين الأول والثاني، وتم استبعاد شخصيات وقادة بأوامر روسية. وتم إنشاء معسكر تدريبي في مخيم حندرات.

أحمد العكلة

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *