أخبار

تمدد ايراني وشراء عقارات في حلب

جود الخطيب

لم تشفع لمدينة ما حصل من دمارٍ وقتلٍ وتهجير، فبات الإيرانيون يصولون ويجولون في غياب معظم سكان أحيائها المدمرة.

يقولُ «أبو عمر» أحد قاطني حي الزبدية في غربي حلب، أن الإيرانيون ازدادوا بكثرة خلال الأشهر القليلة الماضية في الحي المذكور، ويقومون بشراء منازل في المنطقة.

ويضيف «أبو عمر» تأتي أهمية حي الزبدية وجب الشلبي الملاصقان لبعض لقربهما من الحسينية الموجودة في أسفل جبل الإذاعة المُطل على كامل مدينة حلب.

من ناحية أخرى يعتبر تمدد الإيرانيون في بعض المناطق الحساسة في المدينة له أبعادً مذهبية وسياسية بظل سكوت نظام الأسد عن ما يحصل وإعطاء الضوء الأخضر لما يشبه التغيير الديموغرافي.

وقال «أبو علاء» والذي يمتلك بقالية في الحي، أنه شهد عدة مفاوضات لشراء منازل من صاحبيها، وعند رفض البائع القيمة المادي المدفوعة، يقون الإيرانيون بزيادة المبلغ ليصل إلى الضعفين وتثبيت العقد بأسماء مواطنون سوريون يعملون لصالحهم.

في حين ذكر البعض أن المنزل البسيط القريب من تلك المناطق المذكورة، قد يتخطى سعره 20 مليون ليرة سورية، إذ يعتبر ضعف متوسط المبلغ في تلك المنطقة من ناحية نوعية البناء وجودة المنطقة.

حيث أن بعض المواطنين الذين تعرضت منازلهم للقصف ببراميل نظام الأسد قد وافقوا على بيع منازلهم الملاصقة للحسينية الشيعية بمبالغ قد وصلت إلى 50 مليون ليرة سورية !!

والجدير بالذكر أن مشروع الإيرانيون في سوريا هو مذهبيٌ بحت، ومن أولوياتهم التمدد بأكبر مساحة ممكنة، وفي حلب الأرض الخصبة لمشروعهم، حيث أن المناطق التي تتملك بها الميليشيات الإيرانية استراتيجية جداً ونقطة وصل بين أهم مناطق مدينة حلب.

ولدى الإيرانيون في حلب نقطة انطلاق واحدة لمشروعهم المذهبي وهو مشهد النقطة، أو كما يسمى عند سكان مدينة حلب بمشهد الحسين.

ويعتبر نظام الأسد الراعي الأكبر للتمدد الإيراني في سوريا، مما يخيف السكان بعدم وجود حكومة تردع ذلك، بظل حملات التشييع العلني في شوارع المدينة وإقامة الطقوس الدينية للإيرانيين وبحماية كاملة من حزب الله اللبناني، ويضيف السكان قولهم أن هذا التمدد قد يشمل أطفالهم وأولادهم الذين يعيشون ضمن هذه البيئة.

تاريخياً، مشهد «النقطة» هو مقام أنشئ في عهد الدولة الحمدانية في حلب في القرن الرابع الهجري، كما هو مثبت في لوحة التعريف على جداره باللغتين العربية والفارسية. إذ يقال إنه لما مر حملة رأس الحسين في طريقهم إلى دمشق من هذا الدير عام 61 ه أخذ راهب الدير الرأس، فقطرت من دم الحسين قطرات، فصار الراهب يتبرك بأثرها. وفي سنة 333 ه أشاد سيف الدولة عليه بناء ضخمًا وأصبح مزارًا منذ القرن الرابع معروفًا بـ «مشهد النقطة» أو “مشهد الإمام الحسين.

استعمل مشهد الحسين في أواخر الدولة العثمانية مستودعًا للأسلحة عام 1323 ه، وقد انفجر المستودع في الحرب العالمية الأولى، ثم أعيد بناء هذا المقام ثانية عام 1337هـ، من الجمعية الخيرية الجعفرية في حلب، وجرى التوسع فيه بدعم من الجمهورية الإسلامية في إيران

فإلى أن تذهب هذه المناطق، وإلى متى سوف يستمر تغيير ديمغرافيا أعرق المدن المأهولة في العالم.

التعليقات: 1

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *