أخبار

جنوب إدلب يفتقر للخدمات الطبية في ظل تصعيد السلطة السورية وروسيا

صعّدت قوات السلطة السورية وحليفها الروسي منذ أيام من قصفها لمنطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، ما أوقع ضحايا في صفوف المدنيين، الذي يقطعون مسافات طويلة للحصول على العلاج في ظل عدم توفر سوى نقطة طبية واحدة محدودة الخدمات.

ويهدد انعدام المرافق الطبية في جبل الزاوية حياة أكثر من 25 ألف نسمة نسمة حيث تبعد أقرب مستشفى عن المنطقة مسافة 30 كيلو متر، مع وجود النقطة الطبية الوحيدة  والتي تساعد على تضميد الجروح ووصف المسكنات فقط، في حين يتم إرسال من هم بحالات حرجة إلى مدينة إدلب، والذين من الممكن أن يفقدوا حياتهم على الطريق.

السكان يعانون

مصدر الصورة: أنا إنسان

وقال رجل يدعى “أبو ديب” وهو من سكان قرية إبلين في منطقة جبل الزاوية لموقع “أنا إنسان”، إنه الخدمات الطبية معدومة في المنطقة باستثناء تلك النقطة، التي تقدم خدمة إسعافية سريعة بسبب الوضع الأمني وعدم حالة استقرار وحملات التهجير من المنطقة.

وأضاف أن هناك زخم كبير من السكان في المنطقة رغم كل تمر به، وبحاجة إلى مستشفى ميداني أو نقطة طبية أخرى يتواجد فيها طبيب عام وطبيب أطفال على أقل تقدير.

بدوره أشار الناشط “أحمد الخطيب” المنحدر من جبل الزاوية، إلى عدم وجود الخدمات الطبية في  32 قرية في جبل الزاوية. وأضاف أن النقطة الوحيدة تبعد مايقارب 35 كيلو متر عن أقرب مستشفى في مدينة إدلب.

وأردف أن النقطة تفتقر لأدنى المقومات ويقتصر عملها على الإسعافات الأولية وغير قادرة على قطع نزيف أو إعطاء دم لأحد الجرحى، حتى في حال حصل كسر مع أي شخص يضطر للذهاب إلى إدلب وقطع كل تلك المسافة.

وزاد أنه حضر أكثر من موقف لأشخاص قضوا  لعدم القدرة على إيقاف نزيفهم وإيصالهم لمستشفيات مدينة إدلب، كما أكد أن الكثير من الأشخاص فقدو أطرافهم لعدم مقدرة النقطة الطبية على إسعافهم.

ويأمل الناشط من منظمات المجتمع المدني ومديرية الصحة أن يعملوا على إنشاء نقطة إسعافية مجهزة بالمستلزمات الأساسية في المنطقة.

ما إمكانيات النقطة الوحيدة؟

قال نزار خطيب، مدير النقطة الطبية الوحيدة في جبل الزاوية، إن “النقطة كانت  سابقا غير مدعومة من أي منظمة من منظمات المجتمع المدني، ولكن قام بعض الأهالي وبجهود شخصية ومعارف بتأمين بعض الأدوية والمستلزمات للضماد”.

واستطرد قائلا: “لكن منذ 3 أشخر تبنى المركز وزارة الصحة في حكومة الإنقاذ بكلفة تشغيلية لطلاب الطب الذين يعملون تطوعيا وتم ابلاغهم هذا الشهر بإيقاف الدعم عن المركز”.

وتتألف النقطة من غرفتين إسعافيتين فقط، ويعمل بها طلاب طب سنة سادسة و ممرضين وفنيي تخدير، وتعمل  منذ عام 2012 حتى الأن.

وتحتاج النقطة لكافة المستلزمات الطبية بسبب الكثافة السكانية، حيث فضل الأهالي رغم القصف البقاء في منازلهم وعدم النزوح  بسبب صعوبة الحياة في مخيمات الشمال السوري، بحسب “خطيب”.

وعن سبب قلة المراكز الطبية في جبل الزاوية قال “خطيب” إنه تم سحب المراكز نتيجة القصف والخوف من استهدافها بشكل مباشر.

على الرابط تفاصيل كاملة حول تصعيد السلطة على المنطقة: عيد الأضحى جنوب إدلب.. مجازر وقصف وفراق

مديرية إدلب تبرر عدم وجود مستشفى

 

مصدر الصورة: أنا إنسان

 قال الدكتور “حسام محمد” نائب مدير صحة إدلب،  إن المديرية حزينة لعدم قدرتها على افتتاح مستشفيات في منطقة جبل الزاوية، لأنها ستكون هدفاً مباشرا  لطائرات الروسية ولقوات السلطة السورية.

وزاد: ” إذا قمنا بافتتاح مستشفى في جبل الزاوية ستكون كوادرنا ضحايا بدل أن نكون مسعفين، وذلك بسبب الاستهداف المباشر الذي ستقوم فيه قوات السلطة وروسيا”.

 

ويأتي كل هذا التصعيد على جنوب إدلب رغم استمرار جريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت له تركيا وموسكو في الخامس من شهر آذار العام الفائت، والذي خرقته السلطة السورية والقوات المساندة لها أكثر من مرة.

الجدير بالذكر أن الاتفاق الذي توصل له الرئيس التركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد اجتماع مطول في موسكو، ينص على “وقف كافة الأنشطة العسكرية على طول خط التماس بمنطقة خفض الصعيد في إدلب اعتبارا 5 آذار”، وإنشاء ممر آمن على عمق 6 كم شمالي الطريق الدولي “إم 4” و6 كم جنوبه، وتسير دوريات تركية وروسية على امتداد طريق “إم 4” بين منطقتي ترنبة (غرب سراقب) وعين الحور، تنطلق في 15 آذار.

وشهدت أرياف إدلب الجنوبي والشرقي وحلب الغربي والجنوبي، قبل إعلان اتفاق وقف إطلاق النار هجوما عسكريا بريا لقوات السلطة السورية والميليشيات الموالية له بدعم من روسيا، حيث سيطرت خلاله على عشرات القرى والبلدات بالمنطقة، بعد قصف مكثف بمختلف أنواع الأسلحة ما تسبب بمقتل وجرح مئات المدنيين ونزوح مئات آلاف منهم.

خاص – أنا إنسان – بلال بيوش

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *