أخبار

حزب الله وإيران يعززان نشاطهم العسكري في درعا

مازال حزب الله وايران يعملان على تعزيز وجودهم العسكري في مدينة درعا، رغم كل التعهدات الروسية بعدم السماح لهم بالعمل ضمن المنطقة الجنوبية، حيث اكملت المنطقة الجنوبية  في 20 تموز 2020، عامها الثاني، في ظل اتفاق التسوية الذي رعته قاعدة حميميم في تموز 2018 بهدف ايقاف العمليات العسكرية التي استمرا قرابة شهر بدعم من موسكو.

توقيع اتفاق التسوية سبقته تعهد روسيا حليفة الاسد لاسرائيل بأبعاد ايران وميليشياتها نحو 40 كيلو متر عن الحدود الإسرائيلية إلا ان ايران دأبت على بسط السيطرة على الجنوب السوري وعملت بكل الطرق والوسائل المتاحة لديها من تثبت موطئ قدم لها في المنطقة

تسعى إيران للتغلغل في الجنوب السوري نظراً لأهمية المنطقة وموقعها الاستراتيجي المحاذي  للحدود الأردنية، التي تحاول من خلالها المليشيات الإيرانية توسيع عمليات تهريب المخدرات تجاه دول الخليج العربي، إضافة إلى موقعها المطل على الجولان المحتل، ما يشكل ورقة ضغط إيرانية على الكيان الإسرائيلي.

لجأت ايران بعد شهر واحد من اتفاق التسوية الى سحب سلاحها الثقيل من منطقة مثلث الموت القريبة من الشريط الحدودي مع اسرائيل الى منطقة اللجاة بريف درعا الشمالي الشرقي، لتقوم بتشكيل قواعد عسكرية لها في بلدات ايب والمدورة والمسيكة واتخذت  حقل كريم العسكري مركزا لتدريب عناصرها الجدد، فيما ابقت على بعض من قيادات الحزب في منطقة مثلث الموت

ولكن الضغوطات الدولية على موسكو الضامنة بإبعاد ايران من المنطقة، واستمرار قيام اسرائيل باستهداف مواقع وقيادات تابعة لإيران وحزب الله اللبناني، أجبرت ايران على تغيير استراتيجيتها في المنطقة، منها تبديل مواقعهم بشكل مستمر وتبديل لباسهم الى لباس الجيش السوري، بالاضافة الى إزالة شعارات الحزب من آلياتهم العسكرية ولباسهم، وذلك حسب ما قاله الناطق باسم تجمع أحرار حوران ابو محمود الحوراني لموقع “انا انسان”

وأوضح الحوراني ان “ايران وميليشياتها في المنطقة الجنوبية اصبحت تتخذ من المواقع العسكرية التابعة لقوات الاسد مراكزا لقواتها لاسيما الفرقة الرابعة والفرقة التاسعة والفرقة الخامسة والفرقة السابعة، وذلك لتجنب استهدافها من قبل إسرائيل بالإضافة الى تشكيل مجموعات صغيرة من داخل المدن والبلدات من عناصر محليين بغية القفز على الوعود الروسية لإسرائيل، حيث لعبت هذه الميليشيات دورا كبيرا في تجنيد الشباب لصالح المشروع الايراني بالمنطقة، ومواجهة أي مجموعة او شخص يحارب المشروع الايراني.

سرايا العرين او ما يعرف بـ لواء 313

يعتبر لواء العرين في مدينة درعا الذي يقوده  “وسيم الأعمر المسالمة” ثاني أهم الميليشيات نشاطاً في المنطقة، خصوصاً أنها تتبع بشكل مباشر لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني وتتخذ من قوات الاسد غطاءاً لها، حيث بنى “المسالمة” هذه الميليشيا على أنقاض ما كان يسمى “اللواء 313”

يبلغ عدد عناصره 600 عنصر جميعهم من العناصر المحليين  ويتخذ من البانوراما مركزا له، وقام بنشر عدد من الحواجز العسكرية على مداخل درعا البلد وبالقرب من مستشفى درعا الوطني

يعتبر اللواء 12مدرعات  في مدينة ازرع التابع للفرقة الخامسة \ميغا\ مركزا لقيادة قواته المنتشرة في درعا، اذ يشرف على قيادة سرايا العرين ضباط اثنين من الجنسية اللبنانية هم ” الحاج سليمان” و “مصفى العربي” واتخذوا من المركز الثقافي في مدينة ازرع مركزا آخر لهم بحكم قربه من اللواء 12

 

الفوج 666
يقع الفوج 666 او ما يعرف بمعسكر الصاعقة بالقرب من بلدة “مزيريب” بمنطقة حوض اليرموك على الحدود الاردنية،  يتبع للعقيد غياث دلة التابع للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد، والذي يعتبر احد اهم الشخصيات العسكرية الموالية لايران في سورية، يدير الفوج حاليا العميد وائل المروش والذي هو الاخر يعتبر من رجالات ايران في المنطقة
ويضم عناصر موالين لإيران وحزب الله اللبناني، ومؤخرا تعاقد نحو 200 شخص من عناصر التسويات من ابناء الريف الغربي لصالح الفوج  تحت اسم “مستخدم مدني”

يسيطر الفوج حاليا على معظم الريف الغربي اذ نشرت قيادة الفوج مؤخرا نحو 20 حاجزا لهم ي المنطقة الممتدة من ضاحية درعا الى معسكر الصاعقة على الحدود الاردنية

قوات الرضوان

تنتشر في الفوج 89 إحدى تشكيلات نظام الأسد العسكرية بالقرب من بلدة “جباب” بريف درعا الشمالي، اذ انها تعمل على اجهزة رادار تابعة لحزب الله

مجموعة أبو سالم:
يبلغ عدد عناصرها نحو 150 عنصرا كان يقودها “احمد مهاوش” الملقب بـ ابو سالم الخالدي، من ابناء بلدة خرب الشحم غرب درعا، ،قبل ان يتم اعتقاله من قبل قيادة الرقة الرابعة بسبب الخلاف على شحنة مخدارت، تشرف المجموعة الان على سرية خراب الشحم الحدودية مع المملكة الاردنية الهاشمية، وتعمل ايضا على تصنيع المواد المخدرة بعد حصولهم على مكبس لتصنيع المواد المخدرة عبر رائد في الفرقة الرابعة يدعى ” كاروا” والذي يشرف الان بشكل مباشر على المجموعة بعد اعتقال الخالدي.

اهم القواعد العسكرية التي انشأتها ايران وحزب الله في الجنوب خلال العامين الماضيين

– قاعدة صابر يقودها نجل عماد مغنية ” مصطفى مغنية”  تتبع للواء 90 المنتشر على الحدود السورية الاسرائيلية مهمتها رصد تحركات الجيش الاسرائيلي على الحدود

– قاعدة اللجاة تم انشائها في اواخر 2018 في حقل كريم وايب والمدورة بعد تهجير ابناء المنطقة منها، تضم معسكران تدريب احدهم في حقل كريم والاخر في قرية المدورة على الحدود الادارية لمحافظة السويداء
وتعتبر قاعدة اللجاة من اكبر القواعد العسكرية الإيرانية  في الجنوب السوري اذ يمنع أي شخص لا يحمل بطاقة الحزب الدخول عليها

– قاعدة في اللواء 52 بالقرب من مدينة الحراك بريف درعا الشرقي يقوده الحاج “اياد القاسم” او ما يعرف بالحاج اياد اللبناني، من الجنسية اللبنانية، يقيم حاليا في مدينة السويداء ويتبع لها  مفرزة في السرية الرابعة بمطار الثعلة العسكري بريف السويداء الغربي

اهم اذرع ايران في محافظة درعا، والتي اعتمدت ايران عليهم بعد سقوط المحافظة بيد قوات الاسد ليكونوا اداة  لتجنيد الشباب ضمن صفوف الميليشيات الايرانية وترويج الشباب للقبول بفكر ايران بالمنطقة  بالاضافة الى شراء العقارات لصالح ايران

 

 

محمد المحاميد من بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، يستقبل المعممين الشيعة في منزله الكائن في  شمال البلدة

 

عارف الجهماني من بلدة صيدا يعتبر من اكبر تجار السيارات في درعا، قام باستقبال رجالات ايران في صيدا بعد سقوط الجنوب بيد قوات الاسد، وعمل على اجتماع بوجهاء البلدة ضم عدد من معممي حزب الله الليناني بغية حث الشباب في البلدة للتطوع بصفوف ميليشيا الدفاع الوطني الموالي لايران

نضال الشعابين
نضال الشعابين

عملت ايران وحزب الله اللبناني عبر اذرعها في المنطقة منذ بداية 2019 الى حث اهالي درعا لاجبار ابناءهم  الى الانضمام بصفوف حزب الله مستغلة بذلك تخوف الاهالي على ابناىهم  الذين اجروا تسوية مع قوات الاسد من الملاحقة وبالاضافة الى الحاجة الى المال

نضال الشعابين احد قيادات الجيش الحر سابقا استطاع حزب الله اللبناني من تجنيده لصالحها مقابل منحه مادة الحيشيش للتجارة بها، وانشأ مقرا للحزب بالقرب من الكتيبة المهجورة بمنزل “ناصر المصري”

 

وسيم اعمر المسالمة متزعم ميليشيا لواء العرين في مدينة درعا ومديرفرع  جميعة البستان
وسيم اعمر المسالمة متزعم ميليشيا لواء العرين في مدينة درعا ومديرفرع  جميعة البستان

اعمال خيرية لإنشاء الحاضنة الشعبية

عملت ايران جاهدة منذ سقوط الجنوب السوري لخلق حاضنة شعبية في المنطقة وذلك عبر انشاء منظمات  تعمل بغطاء مدني خيري مستغلة سوء الاوضاع المعيشية التي خلفتها 8 سنوات من الحرب في الجنوب، كـ جمعية “الزهراء” التي تأسست بعد زيارة “ابو فضل الطباطبائي”  ممثل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، في سوريا الى المنطقة الجنوبية في نهاية 2018

– وجمعية “القائد الخالد” الذي يديرها ابو بلال الزوباني من ابناء بلدة اليادودة بريف درعا الغربي، ونشاطها مشابه لنشاط (جمعية الزهراء)، وجميعها مدعومة من مكتب الخامنئي في دمشق، وتقدم مساعدات مالية للمحتاجين تصل في بعض الأحيان إلى حدود 60 الف ليرة سورية شهرياً، إضافة لمساعدات غذائية ودوائية

"ابو بلال الزوباني" مدير جميعة القائد الخالد
“ابو بلال الزوباني” مدير جميعة القائد الخالد

على الرغم من الاغراءات التي قدمتها ايران وحزب الله لأهالي المنطقة الجنوبية من اعطاء المنتسبين اليها ميزات عالية،  وقيامها بإنشاء منظمات خيريه، إلا ان الواقع على الارض يدل على فشل ايران بكسب او انشاء حاضنة شعبية لها في المنطقة، فقد ازدادت المظاهرات بشكل كبير خلال الاشهر الماضية التي تنادي بطرد ايران من الجنوب السوري.

أحمد سلامات – خاص أنا إنسان 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *