أخبار

سرقات وقتل ومخدرات.. مواطنون يحمّلون السلطة مسؤولية ما يحصل في السويداء

شهدت السويداء خلال السنوات الفائتة الكثير من الأحداث سواء القتل أو الخطف أو التفجيرات وانتشار المخدرات والسلاح وغيرها، وباتت المنطقة تعيش حالة من الغياب الأمني، وسط اتهام الأهالي للسلطة السورية بالوقوف وراء ما يحصل و “دس السم في العسل، واستخدام أساليب خبيثة ترمي لخلق الفوضى والحقد وانهيار وتفكك المجتمع”، بحسب وصفهم.

وخلال 2020 وثق ناشطون من أنباء المحافظة بحسب ما أكدوا لـ”أنا إنسان”، مقتل 137 شخص من السويداء و واختطاف واعتقال 238 آخرين، كما وثقوا مقتل أكثر من 40 شخص واختطاف 25 آخرين في ظروف مختلفة منذ مطلع 2021.

وكانت من حوادث الاعتداء في المحافظة، تلك التي  وقعت في 29 آذار ، عندما داهم مسلحون يتبعون لجهة أمنية لأحد منازل قرية “أم الرمان” و قتلوا شاب وأصابوا 3 آخرين، بحسب ما أكد أهالي القرية.

وقال الأهالي في بيان صدر عنهم أن: “دورية أمنية مشتركة مدججة بالسلاح اقتحمت القرية بقصد مداهمة أحد المنازل دون أي إذن رسمي، و ألحقت أضرار مادية في منازل الأهالي، و أطلقت النار العشوائي على الشبان الذين توافدوا لمكان الحادثة، مما أدى لمقتل المواطن، أسعد البربور، و إصابة 3 آخرين، كما قامت الدورية بخطف الجريح أيهم بعد مقتل أخيه أمام عينيه بدمٍ بارد”.

أسباب انتشار ظواهر القتل والخطف والسرقة برأي أبناء المحافظة

تعود أسباب بعض الجرائم في المنطقة لسوء الأوضاع المعيشية و غياب دور السلطة السورية، بحسب ما أكدت مصادر محلية من المحافظة لـ”أنا إنسان”، والتي فضلت عدم كشف هويتها لأسباب أمنية.

وأضافت المصادر أن: ” السبب الأكبر لازدياد معدلات الجريمة يرجع لدعم معظم العصابات المسلحة من قبل الأجهزة الأمنية، حيث يتجلّى دور الأجهزة الأمنية في إغراق المحافظة بالسلاح و المخدرات القادمة من حزب الله، و أخذ دور المتفرج أمام حالات الشغب و الفساد، و من ثم تزويد العصابات المسلحة ببطاقات أمنية و صلاحياتٍ تخولهم لممارسة كل أعمال الإجرام و الترهيب”.

وتابعوا: “بالإضافة لتحريضهم على أبناء بلدهم، و توكيلهم للقيام بالمهمات نيابة عن الأمن و القضاء، بحجة تخليص المحافظة من الخارجين عن القانون، لتحقق الأجهزة الأمنية في النهاية مبتغاها في الاقتتال بين شباب الجبل و إشعال الحقد و الفتنة بين عائلاته”.

وقال أحد الناشطين المدنيين (فضل عدم كشف هويته خوفا من الملاحقات الأمنية): ” لا ننكر أن الفقر الممنهج، و الفلتان الأمني، و الانتشار العبثي للسلاح و المخدرات، حرفَ بعض الشباب عن أخلاقهم، و جعلهم ضعفاء أمام المغريات، خاصة بعد انهيار سلطة الدولة، و لكن هذا بالتحديد ما تسعى إليه الجهات الأمنية و تدعمه بتقديم مختلف التسهيلات، من خلال العفو عن المتورطين بالجرائم، و التستر على عصابات السرقة و الخطف مقابل تقاسم الحصص و الفديات المالية ، بالإضافة إلى دعم الأفرع الأمنية و خصوصاً فرع الأمن العسكري لعمليات تهريب و ترويج المخدرات في السويداء”.

اقرأ أيضا: عصابات مدعومة من السلطة في السويداء تهدد أعضاء المجالس المحلية

وأضاف شاب يدعى “شادي” وهو أحد سكان المدينة، أن توتر الوضع الأمني ينعكس بدوره على الوضع الاقتصادي المتردي أساساً، وقال: “فأغلب المحال التجارية في المدينة تغلق يومياً عند الساعة الثامنة أو التاسعة مساءاً على الأكثر بسبب انعدام الأمان، مما يحدّ من تطور أي مشروع اقتصادي لصالح أبناء المحافظة، عدا عن خسائر المدنيين المادية نتيجة عمليات السرقة و الخطف و غيرها”.

وزاد: ” قوى الأمن تبقى غائبة عن الساحة و متجاهلة كل مظاهر العنف و الفساد إلى أن نخرج مظاهرة واحدة نحتج فيها، فيسارعوا في تحريك (الشبيحة) لقمعنا و اعتقالنا، و هذا أكبر دليل على أن السلطة من تقف وراء هذه اللعبة الهادفة لتصفيتنا و تفريقنا، و أن لا شيء يخيفه أكثر من أن نجتمع على كلمة الحق و أن نحدد عدونا “.

أمّا “أسعد” و هو موظف في إحدى الدوائر الحكومية، اعتبر أن الشبكات الإعلامية الموالية للسلطة هي شريكة في ما أسماها “الحرب” على المحافظة، وذلك من خلال تجاهلها لدور الجهات الأمنية في إدارة العصابات المسلحة من خلف الكواليس، و نقلها صورة مشوهة عن حقيقة أبناء المحافظة، بحسب قوله.

وأضاف: “الهدف من ذلك هو إثبات أهمية دخول الجيش للمحافظة و إخضاعها لسيطرته الكاملة، و هذا الاقتراح حتى لو طُرح بشكل علني فهو مرفوض لأن المسرحية باتت مكشوفة أمام الجميع، و الدولة لو أرادت حقاً حمايتنا لما أجرت تسويات مع أخطر أفراد العصابات في العام الماضي، لتعاود نشاطها بقوة و تنظيم أكبر، بدليل أنها حتى الآن تسمح لتلك العصابات بالمرور عبر الحواجز الأمنية على مداخل المدن والبلدات في السويداء”.

شاهد: السويداء : لا كهرباء ولا مياه والدولة عاجزة عن تأمين احتياجات المواطن

 

الحلول بعيون أبناء السويداء

يرى “يوسف” الذي كان يتبع لأحد الفصائل المحلية أن الحل ” هو الاتفاق الشعبي على قصاص المجرمين و العابثين بأمن السويداء، و منهم من بات معروفاً أمام الجميع و في رقبته عشرات الجرائم متسلحاً و متباهياً بارتباطاته الأمنية، بالإضافة إلى قطع الأيادي الغريبة من المنطقة و التي تقودها لحرب أهلية أكثر خطورة، و العمل على محاسبة كل من يتعامل معهم، و زيادة الوعي الشعبي، و الإدراك جيداً أن كل ما يحدث اليوم من فوضى داخلية أو من عمليات تجنيد خادعة، يصبّ في نفس الهدف وهو تصفية الرجال من المحافظة “.

يشار إلى أن السويداء شهدت منذ العام 2019 حملات لتجنيد مئات الشباب في المحافظة، من قبل أطراف مختلفة بينها ميليشيات مدعومة من إيران، وشركات أمنية مدعومة من روسيا، إضافة إلى ميليشيات تابعة لأجهزة مخابرات السلطة، مقابل إجراء تسويات للمطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياطية في جيش السلطة، و تقديم رواتب شهرية تختلف حسب المهمة و الجهة الداعمة، مستغلةً للأوضاع المعيشية المتدهورة في البلاد.

و تأتي الممارسات السابقة كمحاولة من السلطة السورية للضغط الداخلي على المحافظة عبر نشر الذعر و الجريمة فيها عن طريق ذيول السلطة و الفصائل التابعة لها، و لتفريغ المحافظة من شبابها بشتى الطرق، ذريعةً للتدخل العسكري فيها ، لا سيما بعد رفض الكثير من شباب السويداء الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية و الإشراك في سفك الدم السوري و الدفاع عن السلطة الحاكمة، بحسب رأي ناشطين وسكان في السويداء.

خاص – أنا إنسان – شيراز البني

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *