أخبار

مبادرة لحماية حسابات الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي

هدى زغلول

من منا لا يعرف أهمية وسائل التواصل الأجتماعي في الربيع العربي وكيف جعل هذا لربيع من الأنترنت سلاح يستخدمه جميع المواطنين لتعبير عن رأيهم ..  فكانت وسائل التواصل الأجتماعي والأنترنت ساحة حرب  للمواطنين و الأنظمة والحكومات مشابهة تماماً لأرض الواقع .. ومن هنا كان الخطر الأكبر على المتظاهرين داخل سوريا و أصحاب الرأي العام من الأعتقال بسبب منشور أو مقال يروي ما يحصل داخل البلاد .. و أصبح المواطن السوري يبحث عن طرق لحماية حساباته ومعلوماته الشخصية على الأنترنت التي ممكن ان تجعل منه معتقل بأي وقت ..

الأمر بالنسبة لباسل مطر الخبير في مجال الحريات الرقمي  و عضو في  فريق سلامتك الذي يهتم بالأمن الرقمي يقول :” الأمن الرقمي مرتبط بموضوع الحريات الأساسية تحديداً حرية استخدم الانترنت حرية التواصل بشكل آمان وحرية التعبير هذه الحريات جزء من المنظومة الواسعة لحقوق الأنسان لذلك أنا أرى أن الأمن الرقمي مرتبط بحقوق الأنسان .. أن يكون الأنسان آمن عند استخدام التكنولوجيا وآمن من الرقابة .. النقطة الثانية بمنطقتنا و داخل الدول القمعية عموماً موضوع الأمن الرقمي مرتبط بجهد الكبير التي تبذله الحكومات والأنظمة لتسطتيع السيطرة على الفضاء العام وعن الخطاب الذي يتم أيصاله للناس وحجب وحظر الكثير من المواقع .. و بالنسبة لي جوهر موضوع الأمن الرقمي ليست فقط التفاصيل كيف يكون الشخص آمن على انترنت وأنما هو موضوع الحريات”.

تعامل النظام السوري مع الأنترنت :

من أول أيام ظهور خدمة الأنترنت في سوريا حاول النظام السوري السيطرة على هذا الفضاء ووجود مزودين فقط  للخدمة مؤسسة الأتصالات وجمعية السورية المعلوماتية التي ترتبط بشكل كبير مع النظام تحت رعاية بشار الأسد ومحاولة بناء انترنت أمني منذ عام 2000

ويتابع باسل :” يوجد نقطتين بالنسبة لتعامل النظام مع الانترنت .. النقطة الأولى تكنولوجيا والانترنت  تحديداً تستخدمها الأنظمة كسلاح ضد المعارضيين وضد الأصوات المدنية التي تتكلم بموضوع حقوق الأنسان  .. النقطة الثانية انترنت فضاء عام يجب السيطرة عليه وتحكم بعدم خروجه عن سيطرتها مثل أي شيْ قطاع أخر داخل الدولة”.

الجيش الكتروني هو مثال على قوة الكترونية خفية الى حد ما تحاول الوصول الى شيئين اولاً الوصول الى الاصوات المعارضة واختراق حساباتهم لمعرفة أسرارهم   .. ثانياً لديه خطابه الخاص الذي يحاول من خلاله ممارسة هذا نوع من البروباغندا لمساعد النظام في السيطرة على الفضاء العام..

حاول النظام السوري السيطرة على هذا الفضاء من خلال طرق عديدة منها  فرض سيطرة ورقابة  وتحكم بحركة الأنترنت أي البوابات الرئيسية التي تربط داخل سوريا مع جميع انحاء العالم التي تمتلكها مؤسسة الأتصالات التي تستطيع من خلالها فلترة الأنترنت عن طريق حظر بعض المواقع و عن طريق كلمات مفتاحية ممنوع الوصول اليها.. وعن طريق البرمجيات الخبيثة و ظهور الجيش السوري الكتروني الذي يدعي بأنه غير تابع للحكومة  واختراقه لصفحات أعلامية كبيرة لجهات حكومية يعتبرها الجيش الكتروني معادية لسوريا و نشر رسائل معينة على هذه المواقع لشرح وجهة نظرهم..

 كما ان الجيش الكتروني استخدم البرمجيات الخبيثة لأختراق حسابات الناشطين وقد حقق نجاحات ضخمة جداً لعدم معرفتهم بهذه التقنيات ومنها تقنية الهندسة الأجتماعية التي تقوم على خداع شخص ما عن طريق ارسال الروابط له وسيطرة على حاسوب الناشط وتعرضه للأعتقال..

مبادرة سلامتك التي تهتم بالأمن الرقمي:

مبادرة سلامتك موجودة منذ ست سنوات والسبب الرئيسي بوجود هذه المبادرة هي حماية الناشطين داخل سوريا .. بالبداية كان موضوع رقابة الفضاء الكتروني السوري و اصدار تحذيرات و تطوير مواد تعليمية وبمرحلة لاحقة استطاعت المبادرة بناء فريق داخل سوريا  وتركيا وبدأت بتدريب مجموعات من الناشطين و العاملين بمجال الأغاثة وحقوق الأنسان ووضع خطط أمنية رقمية .. وانشاء موقع سلامتك الكتروني التي تهتم بالأخبار الرقمية والمستجدات ومعلومات كثيفة عن  الأمن الرقمي وطرق الحماية .. واستطاعت هذه المبادرة بأحداث فرق واضح في زيادة الوعي ومعرفة الأمن الرقمي بين صفوف المستخدمين الأنترنت داخل سوريا وخارجها ..

و في النهاية يقول باسل (بعد عملي لسنوات طويلة في الأمن الرقمي ان الانسان عندما ينظر الى هاتفه المحمول يرى تلك الواجهة البريئة والجذابة لكن في الحقيقة هي مكان معقد جداً ومليئ بالمخاطر .. وأن الأمان الرقمي هو مسؤولية المستخدم بالمرتبة الأولى ويكون عنده الوعي الكامل في التعامل مع هذا الفضاء الواسع)

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *