أخبار

قـصة أمل عواد

ريم زيتونة – خاص ” أنا قصة إنسان” 

أمل … اسمي أمل … أبلغ من العمر عشر سنوات ، أحمل من الأمل بحجم سنوات عمري ،تقع بلدتي في منطقة الزبداني وتسمى مضايا . أسمعتم يوما بمضايا ؟؟؟؟ هل تعرفونها؟؟؟؟

في الصيف ،تصبح بلدتي مقصد السياح من كل مكان ، فهي ليست فقط مكان للاصطياف وإنما هي مركز تجاري أيضا يبيع فيها التجار أجمل البضائع من الملابس والإكسسوار والأشياء الجميلة ،بلدتي بلد خير كثير لم تعرف الفقر يوما ، ولم تعرف الجوع أيضا ،

ولكن ….أنا اليوم وجميع من معي في بلدتي العزيزة والبلدات المجاورة لنا أصبحنا نعرف معنى الجوع جيدا ، فلقد درسناه وتمرسنا خبرة بمعرفته ومستعدين لإلقاء دروس أيضا في الجوع…. مئتا يوم وأسبوع من الحصار المحكم إضافة للبرد الذي زارنا مثقلا بقسوته دون أن نملك أي شيء نستقبله به فليس لدينا محروقات للتدفئة ولا كهرباء تعوضنا عنها ، كل ذلك نتيجة الحصار الجائر من قبل النظام… حدثني جدي رحمه الله ذات مرة عن بلدتي، وقص لي عن فترة من الزمان كانت فيها كل سوريا محاصرة ولكن بلدتنا مضايا كانت مقصد الجميع حين ذاك لقربها من الحدود اللبنانية وتأمينها المواد الغذائية التي تطعم الجميع كالسمن والمعلبات وغيرها، اليوم نحن محاصرون ولكني لا أجد أحدا يمد لنا يد العون أو يحاول أن يفعل ذلك . أخاف كثيرا من فكرة الموت ، لا أريد أن أموت و أن أتألم كما تألم ابي وشقيقي حين موتهما ، فلقد استشهدا حرقا بعد القصف الذي تعرضنا له ولا اريد أن اتالم كما تالم جدي الحبيب ومات نتيجة البرد والجوع ، ولا أريد أن أصبح هيكلا عظميا بشعا ، فانا ما زلت طفلة ولي حق في الحياة كما باقي أطفال العالم … ترى هل من أحد يسمعني … أم أنني أتحدث والصدى يرتدّ علي…. تعبت وأنا احمل صحني الفارغ أبحث في كل بيت عن أي شيء آكله مع شقيقي الصغير ، البالغ من العمر سنة ونصف فقط ، ما عساي أن أطعمه ؟؟؟ لا أعلم !! املك ملابس جميلة ولكنها لا تعوضني عن الجوع ، أتعلمون أن لدي لفحة حمراء وقبعة حمراء تلمع كقبعات ولفحات الأميرات، لكن أتدرون أمرا ..الأميرات لديهن طعام وحطب ووقود ولكني لا املك ذلك …أنا جميلة ولكني جائعة ، نملك أثمن الأشياء في منازلنا وأجملها ولكن ما فائدتها ونحن جوعى ، هل من احد يبادلنا الطعام بأشيائنا فربما نستطيع الاستمرار بعد كل هذا التعب.. ؟؟؟ أين انتم؟؟؟ هل من مجيب ؟؟؟ هل من مجيب؟؟؟ أنا أمل ، اسمي أمل ، اسم على مسمى املك من الأمل بحجم سنوات عمري ، أنا أمل فلا تنسوني…

الفيديو الوحيد الذي تم تصوير امل به من داخل الحصار … ونعتذر عن سوء الصورة … وفيه تتحدث امل عن نفسها وكيف تبحث عن الطعام

https://www.youtube.com/watch?v=-2gZOIBoB2M&feature=youtu.be

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *