أخبار

حملة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين … الخطوة الاولى

مالك أبو خير

ملف نائم في درج المفاوضات، في كل مرة يتم تأجيله دون توضيح لأسباب التأجيل، وعند سؤالي أي شخص يعمل في ملف المعتقلين يكون الجواب دائماً :” انا أعمل وبقوة في سبيل هذا الملف”، وعند سؤالي: ما هي النتائج التي حققتها؟ يكون الجواب :” مازلنا نتتظر النتائج” أو ” نحن نوثق الأسماء وأصبح لدينا جداول سوف نعمل على رفعها وتقديمها للجهات الدولية”.
بالمقابل هناك معتقلون تم رفعهم عبر السلاسل وتعذيبهم ومنهم من مات تحت التعذيب، ومنهم من ارتفعت أوراحهم إلى خالقهم، والكثير منهم أصبحت جثثهم في مقابر جماعية واُرتُكِبَتْ بحقهم أفظع الجرائم وأصبح من الصّعب أن يقتنع أحد بأجوبة المسؤولين عن ملف المعتقلين في المعارضة السياسية أو في هيئة المفاوضات وحتى العاملين على ملف توثيق المعتقلين.
ملف نائم من قِبَلِ الأشخاص الذين يجب أن يكونوا الصوت الأقوى له، وهنا لا أشكك بأحد وإنما هناك تقصير واضح ولم يعد ينفع فيه أي تبريرات أو انفعال القائمين عليه أو تشكيك من قِبَلِهم واعتبار هذا الكلام هجوماً عليهم، بل لابد الاعتراف وبشكل واضح لماذا تم تأجيل هذا الملف عبر المفاوضات عدة مرات؟ ولماذا لم يُعلن عن أسباب التأجيل؟ ومن هو المسؤول عن قرار طي هذا الملف وعدم استخدامه كورقة ضغط على الوفد التابع للسلطة السورية.
سيقول البعض الملف لم يأخذ حقه في المفاوضات لأجل كذا، أو لأجل كذا، وقد سمعت تبريرات كثيرة من أشخاص يعملون على ملف المعتقلين، ومنهم من انفعل عبر الهاتف خلال اتصالي به وقولي له: أن هناك تقصير، وبدأ بالتبرير بقوة ليؤكد لي أنه يعمل بكل طاقته، بل أنه الوحيد الذي يعمل على هذا الملف.
لكن عند وصول خبر استشهاد أعزّ أصدقائنا تحت التعذيب، تصبح كل التبريرات والانفعالات لاقيمة لها، فهناك أشخاص تموت كل يوم، وبالمقابل هناك اتفاق عام بين الجميع أنّ التقصير واضح في طرح هذا الملف من قِبَلِ القائمين عليه.
خطوتنا الأولى في موقع ” أنا إنسان ” والتي عملنا عليها هي إطلاق حملة إعلامية للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السوريين، وهذه الحملة سوف تكون شبه يومية عبر توثيق الأسماء بالصور والمعلومات المتوفرة، سوف تكون البداية للمعتقلين لدى السلطة السورية ومن ثم ننتقل إلى المعتقلين في سجون جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابيين، وسجون باقي الفصائل التابعة للمعارضة، خطوة لم يضع لها العاملون في فريق ” أنا إنسان” توقعات كبيرة لكننا سوف نعمل على الضغط إعلامياً لإعادة الحياة لهذا الملف.
ومن الطبيعي أننا سوف نكون سعداء أن تساهم وسائل اعلامية سورية أخرى في هذا العمل، وأن تعمل عليه أيضاً وتكون رديفة لنا في الوصول للهدف المنشود، ألا وهو إطلاق سراح المعتقلين.
لن أدخل وأتعمق في عمل المنظمات التي تحصل على تمويلات لأجل توثيق قضايا المعتقلين، وماهي حقيقة وظيفتها، وهل هي تؤدي فعلاً دوراً فعالاً أم لا، ولن أمارس دور الرقيب عليهم، لكنني أتمنى منهم الوقوف إلى جانبنا في هذه الحملة وأن يكونوا شركاء حقيقين لنا، ونحن جاهزون للتعاون مع أي يد تمد إلينا.
وعند الحديث عن المعتقلين لابد من ذكر صفحة الفنانة (يارا صبري) فهي النور الذي يضيء على هذه القضية بالنسبة لنا، ولابد من الإعتراف بجهودها الكبيرة التي كانت الشرارة لنا للعمل على إطلاق قضية المعتقلين بشكل أكبر ومساعدتنا في توثيق وجمع الأسماء والعمل على إطلاق حملتنا، وللفنانة والإنسانة والروح السورية الجميلة (يارا صبري) المحبة الكبيرة في قلوبنا وقلوب كل السوريين وتحديداً أهالي المعتقلين.
لايمكن وصف حجم الفرحة حين نشاهد منشوراً للفنانة (يارا صبري) عن باص الحرية تعلن فيه عن اسم معتقل تمَّ الإفراج عنه، أو في صفحة (هند مجلي) وهي تعلن عن إطلاق سراح أشخاص مرت سنوات على اعتقالهم، فالشكر لـيارا ولهند كبير جداً، ونتمنى أن تكتمل الفرحة بالإفراج عن الجميع أو كما تقول (يارا): ” بدنا ياهن … بدنا الكل”.
الحملة انطلقت … ودور الجميع مهم معنا عبر المشاركة والدعم للحملة.

رابط الحملة عبر اليوتيوب 

رابط صفحة الفيس بوك والتي سوف تنشر كل الاسماء بالتدريج

https://www.facebook.com/IamaHumanStoryAR/

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *