أخبار

عن المعارضة السورية أتحدث … أي نعم

مالك أبو خير – رئيس التحرير

الخازوق الأول الذي ذاقهُ الشّعبُ السّوري بدأ من مظاهرات جمعة ” المجلس الوطني يمثلني” ، وخرج النّاس رافعين اللافتات وكلهم أمل بمجلس حقيقي يمثل الشعبَ الذي يُطلق عليه الرصاص ويذبح ، لدرجة أن البعض اعتبره بمثابة الخلاص لسوريا ، لكنه كان خازوقاً بما يحتويه من عصابة نخرت جسد أيّ عمل مدني وبدأت تمارس فسادها السياسي على هواها ، عداك عن تصرفات الأفراد التابعين لهذا المجلس الذي سيطر عليه الفساد السياسي والمالي .

الخازوق الثاني كان بجمعة ” الائتلاف الوطني يمثلني” ومازال هذا الخازوق قائماً حتى اليوم، ائتلاف لا يقل فساداً عن سابقه، ونخرته عصابات المال ومافيات السياسية، كل همه أن تكون سورية نسخة عن التجربة التركية وإقامة حكم سوري على مقاس القائمين على هذا الائتلاف ضاربين عرض الحائط باقي المكونات السياسية التي قد لا تتفق معهم، طبعا دون نسيان السرقات وممارسة التشبيح السياسي على بعضهم البعض وولاءات أفراده لمخابرات دول مختلفة والسعي لتنفيذ تعليمات أجهزة المخابرات التي يتبعون لها والحديث يطول ، فقد أصبح الطفل الصغير يعرف فساد هذا الجسد السياسي.

نأتي للخازوق الثالث وهو المجتمع المدني الذي يعتبر القوة الحقيقية لبناء وطن جديد، وسأختصر وضعه بما يلي:” مجتمع متصارع كل همه تحقيق التمويلات لمشاريع شخصية وليس من المهم تحقيق نتائج على الأرض ( إلا من رحم ربي منهم ويعمل بصمت وتفاني من أجل سورية ) … مجتمع قائم على تخوين بعضهم وتوجيه الإتهامات لبعضهم البعض ونشر غسيلهم الوسخ للعيان ، ناهيك عن الورشات التي يصرف عليها الملايين لتذهب إلى جيوب أصحاب الفنادق في لبنان وتركيا والأردن … ويتم تدريب نفس الأشخاص ثم إعادة تدريبهم مرة ثانية وثالثة وفي كل مرة يدفع فيها حجز فندقي وتكاليف فطور وغداء وعشاء و كأنها تحولت إلى ورشات سياحة وسفر لا أكثر..

تعالوا لنبحث عن إجابة لهذه الأسئلة :” ماهو البرنامج السياسي الذي قدمته المعارضة كبديل عن نظام بشار الأسد؟” … ماهي الطروحات التي قدموها والخطط التي وضعوها كبديل لإنقاذ ما تبقى من سورية في حال سقط نظام الأسد، سيقول أحدهم لدينا حكومة في الإئتلاف ستقوم بهذا الدور … سأقول لكم أرجوكم ( بلاها هالمزحة البايخة ) .

نحن نتحدث عن وطن وعن مؤسسات يجب أن تكون جاهزة للعب دورها في حال سقط النظام وهي غير موجودة عند المعارضة السياسية التي كل همها إرضاء هذه الدولة أو تلك … نتحدث عن شعب بات بحاجة لعمل مؤسساتي واجتماعي وإنساني وكله غير موجود .

طيب … قمنا بثورة على نظام لا يستمع لصوت شعبه ويقوم بقتله … وفي المعارضة يُرمى الجريح على أبواب حكومة الائتلاف ومنهم من ينام في الحدائق ، دون تنازل أي مسؤول في هذه المعارضة للرد عليه … بمعنى أصبح سلوك العنجهية في التعامل مع الشعب من كلا الطرفين… إذا ما الذي تغير؟ .

سأتحدث عن خازوق الإعلام في جسد المعارضة قليلاً … لدينا إعلاميين محسوبين على المعارضة يتحدثون علانية عن دعمهم لجبهة النصرة وداعش معتبرين أنهم أهم عنصر فاعل إعلامياً في إسقاط الأسد بل ومعهم اعضاء في الائتلاف ورجال سياسية وتكتب ذلك علناً على صفحاتها الشخصية على الفيس بوك… وهم وجه المعارضة الإعلامية والسياسية أيضاً … أي يدعمون إعلامياً ما يحاربه العالم كله … وبنفس الوقت يقولون ” لماذا تخلى عنا العالم “.

عند فصائل المعارضة يُخطف الصحفي الأجنبي الذي يغامر في حياته لأجل نصرة القضية السورية ، ويطلب مقابله المال و يستخدام هذا المال في شراء الذخيرة … ورغم أن هذه الفصائل غدرت وطعنت في ظهر من أتى لنصر قضيتها إلا أنك تجد مئات المدافعين عن هذا التصرف من نشطاء يقولون عن أنفسهم إعلاميين على وسائل التواصل الاجتماعي.

بينما النظام يدفع للمراسل الأجنبي ويقدم له مكاناً آمناً ويقوم بحراسته وتقديم كل الدعم له ، و يكون مستعداً لقتل أفراد كتيبةٍ كاملة في سبيل بقاء هذا المراسل حياً … لماذا برأيك؟ … باختصار لأنه يعرف تمام المعرفة كيف يروج لقضيته.

هذه مجرد أسباب بسيطة من مئات الأسباب التي كانت السبب في استمرار معاناة الشعب السوري … ولم أتحدث سوى عن جزء بسيط فقط وهناك مئات الأسباب التي تحتاج لمقالات كثيرة … نعم الأسد سبب الرئيسي في محنة الشعب السوري … والمعارضة مع أمراء الحرب هم أيضاً محنة أخرى على الشعب السوري

عن الفشل والشبيحة الجدد على رقاب الشعب السوري … عن المعارضة السورية كنت أتحدث … أي نعم..

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *