أخبار

لماذا يفرح السوريون عندما تقصف إسرائيل أراضيهم

مالك أبو خير

عشرات. لا بل مئات من التغريدات والمنشورات يكتبها سوريون بفرح وسعادة عندما تتحدث نشرات الأخبار عن تعرض مواقع إيرانية إو تابعة لحزب الله أو مواقع للنظام السوري للقصف من الطيران “الإسرائيلي”.

البعض منهم بات ينشر مواقع إيرانية ويكتب على صفحته: “هذه مواقع للنظام وايران، هيا اقصفوها”.

عن هذه الفرحة كتب أحدهم على صفحته الشخصية وهو سوري موال لايران قائلاً بما معناه: “من يفرح لقصف اراضي سورية فهو خائن وليس سورياً ويجب القضاء عليه …وطبعا بإمكانك عزيزي القارئ أن تكمل باقي الشتائم والعبارات اللفظية السيئة التي تكون مصحوبةً مع هكذا منشورات فيسبوكية”.

في البداية كانت هذه الشماتة أو الفرحة بضرب “اسرائيل” لمواقع ايرانية خجولة نوعاً ما، وكانت تقتصر على جمهور معين، ومن ثم تطورت إلى كل من في بيته شهيد أو  معتقل أو عانى ظلماً من أحد رموز النظام السوري، إلا أن نطاق الشماتة توسع حتى بات يشمل الموجودين ضمن مناطق النظام، وتعدى إلى تهكم هؤلاء على تصريحات النظام كتعرض أحد المواقع لــ “تماس كهربائي”.

جمهور المؤيدين للنظام السوري وتحديداً في الساحل السوري، هم ايضاً يعبرون عن فرحتهم، لكن ليس لقصف مواقع ايرانية تعتبر غريبة ومحتلة لأرضهم (فهم بنظرهم حلفاء)، إنما يفرحون عندما يقصف الطيران الروسي مواقع مدنية وقرى لسكان ادلب، أو أي منطقة تعارض نظام الحكم متناسين أن الضحايا هم مواطنون سوريون ويحملون الهوية السورية. ليس هذا فحسب إنما يعرضون على صفحاتهم صور الشهداء من نساء ومدنيين كدليل على انتصارهم على الارهاب، رغم أن القصف لا يطال مواقع جبهة النصرة (التابعة للقاعدة) كما يحدث حالياً في ادلب، وإنما أغلب المناطق التي قصفت كانت مواقع مدنية.

الأول يفرح لقصف “اسرائيلي”، والثاني لقصف روسي. الأول يفرح لقصف مواقع ايرانية يتم اختيارها وتحديد مواقعها بعناية دون صور توضح حجم الضربة لكونها لمواقع عسكرية بحتة، ويتم التكتم عليها لكونها أسراراً عسكرية، فيما الثاني يفرح لقصف روسي مترافق مع براميل من طيران النظام لمواقع أغلبها بيوت وقرى مع ما يصاحبها من عشرات الصور الدموية الاجرامية بحق مدنيين عزل أغلبهم دفن تحت أنقاض بيته.

البارحة ارسل لي صديق مصري صورة لمنشور فيسبوكي لأحد المعارضين وهو فرح بقصف اسرائيل لموقع تابع لايران مع جملة قال فيها: “هؤلاء أصدقاؤك في الثورة فرحون لقصف اسرائيل لأراضيهم؟، والمنشور يعود لصديق مشترك بيننا على فيسبوك-

ختم صديقي المصري جملته بــ: ما رأيك بكلام صديقك المعارض؟.

لم أجب بكلمة. فقط أرسلت له مقطع فيديو لعنصر من النظام يقف وخلفه صواريخ جاهزة للانطلاق، ويقول: “هذا إفطار أهل إدلب في رمضان “، ثم أطلقت الصواريخ.

بعدها أرسلت له حوالي 17 عشر صورة دموية مرعبة جراء القصف على قرى ادلب، وفي النهاية كتبت: ارجع الى صفحة صديقي الفرح بقصف اسرائيل لمواقع ايرانية، سوف تجد منشوراً ينعي فيه أقارب سقطوا نتيجة القصف الايراني الروسي مع النظام السوري على ادلب. انظر إلى صفحته جيدا وتابع كمية الألم المصحوب مع الحقد في التعليقات، عندها ستعلم لماذا كان صديقي فرحاً بقصف اسرائيل لمواقع ايرانية تحتل أرضاً سورية.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *