أخبار

حزب الله وحركة أمل يلتفان حول المبادرة الفرنسية في لبنان

تحاول ميليشيا “حزب الله” اللبناني و”حركة أمل” الالتفاف على المبادرة التي حملها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى لبنان في آخر زيارة له إلى بيروت بعد الانفجار الدموي الذي ضربها.

 

ولم يكن بالأمر الغريب على حزب الله وحركة أمل هذا الموقف والالتفاف حول المبادرة السياسية الفرنسية والتي كانت واضحة ومنذ بدايتها، تطالب بتشكيل حكومة إنقاذ من اختصاصيين بعيدين عن الولاءات السياسية والمحاصصة الحزبية في البلاد، تنال ثقة المجتمع الدولي واللبنانيين، بموافقة وتسهيل كافة الكتل السياسية التي التقاها ماكرون.

 

ولكن الثنائي تمسك بمكتسباته وحصصه الطائفية والحزبية وهو ما يضرب المبادرة الفرنسية التي تمثل آخر بارقة أمل للبنان ولمواطنيه في أزمتهم الاقتصادية والسياسية الأشد في تاريخهم، في وقت أبدت فيه كل الكتل النيابية الأخرى استعدادها للتنازل عن حصصها وتمثيلها في سبيل تشكيل حكومة “الإنقاذ.

 

اللافت أن الحزبين أطلقا حملة إعلامية بالتوازي مع إعلان موقفهما من المبادرة، جاءت على شكل تهديدات، موجهة لكل الأطراف، تحذر من خطورة استبعاد الحزبين في أي تشكيلة حكومية، واحتلت هذه العبارات “معارضة لعيونك” و”مافيكن بلانا” صدارة الهاشتاغات الأكثر استخداماً في لبنان، على مدى اليومين الماضيين، بعد ان أطلقتهما الماكينات الإعلامية والجيوش الإلكترونية التابعة للحزبين.

 

وفي هذا الشأن وتعليقا على الأمر قال القيادي في تيار المستقبل والنائب السابق أحمد فتفت، إن الثنائي الشيعي يعمل وفق استراتيجية “تأكيد المكاسب السابقة وإضافة مكاسب سياسية جديدة”، وكل العملية السياسية في البلاد تسير وفق هذه الذهنية فكل ما يحققه الثنائي الشيعي يصبح بالنسبة لهم واقعا محققا ومكتسبا نهائيا، ويحاولون تحقيق المزيد من المكاسب ودائما عبر الضغط الذي دائما ما ينتهي ضغطا عسكريا وإن كان بالإيحاء كما يحصل حاليا، أو بالفعل كما حصل سابقا، وهذا النهج الميليشياوي يمارسه حزب الله خصوصا.

 

ويرى النائب السابق أن هناك إرادة إيرانية بالتعطيل بوجه المبادرة الفرنسية، والقرار الإيراني مؤثر بارز في سلوك الحزبين الشيعيين في لبنان، ولا سيما حزب الله الذي لطالما نفذ الإرادة الإيرانية في لبنان وخاض عنها مفاوضاتها الدولية.

 

وزاد: “لو كانت ممارسة سياسية بحتة، لكنا رأينا تبايناً في وجهات النظر على الأقل في الإعلام، لكن عندما نرى كامل الميليشيا الإعلامية تمارس الترهيب والتهديد، يدل ذلك على وجود خطة مرسومة تنفذ، عبر الابتزاز بأخذ البلد إلى الانهيار والحرب الأهلية، وهو ما هدد به نصر الله سابقاً مستندا إلى تمويله الإيراني المعلن ومنطلقاً من ذهنية أنه لن يتأثر وحزبه بما سيجري بعكس باقي اللبنانيين، في وقت ما عاد البلد يحتمل هذا النوع من التجاذبات والمنازلات”.

 

ويخلص فتفت إلى أنها “ليست مشكلة نظام ولا أحزاب، هي مشكلة استقواء بإيران بدأت مع وصول الخميني إلى الحكم في إيران ومحاولات تصدير الثورة إلى المنطقة بالاعتماد على القوى الميليشيوية، وكل ما لحق يأتي تابعاً لهذه القصة. ونلاحظ ذلك مع بدء نشأة حزب الله الذي جاء انشقاقا إيرانياً عن حركة أمل بعدما لم يجدوها راديكالية بما يكفي للسير بالمشروع الخميني، وحينما اشتد عود حزب الله اصطفت “أمل” خلفه وبات نبيه بري كومبارس”.

 

من جانبه قال الباحث السياسي، لقمان سليم، أن “الأحزاب الشيعية أبقت الشيعة كطائفة على أعتاب لبنان حتى اليوم، ورغم كل ما يزعمون تقديمه للبلد لم يستطيعوا إقناع الآخرين بأنهم شركاء، لذلك يلعبون في لحظات الشدة لعبة فرض النفس بالقوة، فالعنف هو نظير فرض النفس بالقوة القاهرة، وبالخلاصة أنه كلما اشتد التهديد، أثبتت الأحزاب الشيعية وبالتالي البيئة، قلة ثقتها بلبنانيتها.

 

ويضيف أن “الثنائي الشيعي أمل وحزب الله، دائما ما يستثمران في هذا الشعور لدى الطائفة الشيعية، والأحزاب لم تساعد هذه البيئة على بلورة هذا الوعي اللبناني في النفوس، ودائما ما كرست ازدواجية في الولاءات، بين ولاية الفقيه بالأساس ولبنان في وقت الفراغ، كذلك بين شخص نبيه بري بالأساس وبين لبنان في وقت الفراغ، الأحزاب اللبنانية جعلت لبنان مطلب “بارت تايم بالنسبة إلى جمهورها”.

 

وكانت وسائل إعلام تحدثت عن توعد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال زيارته الثانية إلى لبنان في أقل من شهر، بحجب المساعدات المالية عن البلد وفرض عقوبات عليها، في حال لم يبدأ زعماء لبنان بتطبيق إصلاحات حتى نهاية شهر تشرين الأول.

 

وقالت إنه وخلال مؤتمر صحفي عقده في بيروت قال الرئيس الفرنسي، إن الزعماء السياسيين اتفقوا على تشكيل حكومة خبراء خلال الأسبوعين المقبلين للمساعدة في تشكيل مسار جديد للبلد الذي يرزح تحت وطأة انهيار اقتصادي. وكان ماكرون، قد التقى برؤساء الأحزاب اللبنانية كلا على حدة قبل أن يجمعهم في لقاء مشترك.

 

ولكن الرئيس الفرنسي، حمل على صحفي يعمل في صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، واتّهمه بأنه “غير مسؤول”، لادعائه في مقال له أن فرنسا تهدد بفرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين الذين سيعرقلون تنفيذ إصلاحات، بحسب مصادر متطابقة.

 

وقال الرئيس الفرنسي للمراسل الكبير، جورج مالبرونو، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والذي كان رهينة لدى تنظيم متشدد في العراق، “ما فعلته نظرا إلى حساسية الموضوع.. غير مسؤول”.

 

وسبق أن كشفت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، عن قيام الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بانتقاد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الله محمد رعد خلال زيارة لبيروت في السادس من الشهر الفائت، وتوجيه خطاب شديد اللهجة له.

 

ووفقا للصحيفة فإن الرئيس الفرنسي قال لرعد: ” “أريد أن أعمل معك لتغيير لبنان، أثبت أنك لبناني”، وليس ذلك فقط بل زاد ماكرون قائلا: “”الكل يعرف أن لديك أجندة إيرانية. نحن نعرف تاريخك جيداً، نحن نعرف هويتك الخاصة. لكن هل أنت لبناني – نعم أم لا؟ هل تريد مساعدة اللبنانيين – نعم أم لا؟ هل تتحدث عن الشعب اللبناني؟ – نعم أو لا؟”.

 

ماكرون ينتقد مسؤول في حزب بالله بطريقة لاذعة وصحيفة تكشف التفاصيل

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *