أخبار

في اليوم العالمي لهم.. أرامل سوريا ضحايا الظروف القاسية

أصدرت الأمم المتحدة تقريرا في اليوم  العالمي للأرامل، والمصادف لـ23 من حزيران من كل عام، سلطت من خلاله الضوء على معاناة هذه الفئة.

ووفق الإحصاءات فإنّ عدد الأرامل في العالم يزيد على 258 مليون أرملة، بينهن نحو 47 ألف أرملة في شمال غربي سوريا بلا معيل يصارعن قساوة العيش وأهوال النزوح والتهجير وهموم الأيتام ونظرات المجتمع وتعقيداته في منطقة ينخفض فيها الدعم الإنساني كل عام ولا يجد فيها حتى الرجال فرص عمل مناسبة.

وأحصى فريق منسقو استجابة سوريا، نهاية العام الفائت 46 ألفاً و892 أرملة في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، بينهن 10 آلاف و809 أرامل يعشن في مخيمات التهجير والنزوح.

والإحصائيات السابقة هي للأرامل اللاتي ليس لديهن أي معيل، سواء من الأقرباء أوالأهل أوالأصدقاء، ولذلك لا توجد إحصائية لعدد الأرامل السوريات في كامل مناطق السيطرة في سوريا ودول اللجوء والمهج.

إلا أن الرقم الكبير في شمال غربي سوريا يعد مؤشراً كافياً لتوقع الرقم الكامل ومؤشراً يضاف إلى كثير من المؤشرات عن شدة الكارثة الإنسانية في سوريا.

ومع تفاقم الكارثة الإنسانية في سوريا وخذلان المجتمع الدولي للسوريين في إنهاء حرب السلطة السورية وروسيا وإيران ضدهم، كان لا بد من الحديث عن الأزمات بتخصص.

ولذلك تركز منظمات المجتمع المدني على الأطفال والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن وغيرها من الفئات الأكثر تضرراً، ثم يتم تخصيص المخصص بتسليط الضوء على الأرامل من النساء والأيتام من الأطفال وهكذا، وفق تعبير الموقع.

وقالت سيدة تدعى روضة القدور، إنها تتوقع أن تكون خسارتها لزوجها في عام 2015 فاتحة لخسارات متتالية تعيشها المرأة في الدول التي تعاني من النزوح والفقر والحرب المستمرة.

وأضافت أنها وهي في عمر الـ 25 لم تمتلك المهارات والقدرات اللازمة لتقوم بأعباء منزلها وأسرتها، المؤلفة من ثلاثة أطفال أكبرهم في العاشرة وأصغرهم في الثالثة.

وزادت روضة: “تغيرت حياتي بشكل كبير، كانت السنة الأولى أصعب من الموت”، تحدثت المرأة النحيلة التي أنهكها التعب وهي تسترجع انتشار الشائعات والأقاويل، بعد جريمة قتل زوجها أنس، والتي لم تعرف أسبابها بعد، وما قاسته من حمل مسؤولية عائلتها دفعة واحدة.

وأوضحت أن زواج روضة لم يكن دافعه الحب، بل كان تلبية لرغبة أخوتها بالزواج من شخص يتقدمها بالعمر 11 عاماً، ولم تصف حياتها بالهانئة مع الشاب الذي لم يقدم لها سوى الرعاية المادية، فارضاً عليها ترك الدراسة ومقدماً عمله ورفاقه على بيته، حسب قولها.

اقرأ: في اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة تقرير يذكّر: 28405 سيدة قتلت في سوريا

وأردفت أن الأمان المادي الذي وفره زوجها لها خلال حياته لم يكن كافياً لسد احتياجاتها بعد مماته، إذ لا دخل متجدد باق، ولا حل أمامها سوى بيع ما تستطيع من الممتلكات والبحث عما تجده من الفرص الملائمة للعمل، وهو ما عرضها لضغوط نفسية واجتماعية متزايدة.

وتذكرت روضة حالها قبل خمس سنوات، قبل أن تحصل على الشهادة الثانوية وتحاول إكمال الجامعة بدراسة التربية، في أثناء عملها بروضة للأطفال: “كان الناس ينظرون إلى منزلي ويعتبرون أن حالتنا المادية جيدة، لذا لم يقبلوا منح أطفالي الكفالات، وقالوا لي إن زوجك ليس شهيداً، وبعد عام بدأت البحث عن عمل، حينذاك ما قالوه هو ليس معك شهادة”.

وأشارت إلى أن الخوف من المسؤولية كان “كبيراً”، في إشارة إلى الليالي التي أرقها فيها الخوف من العمل.

وقالت: “كان كل شيء جديداً عليّ، لم أكن أعرف محل بيع الخضار حتى، وحين درست مرت عليّ أيام لا توصف، وكنت ألجأ لأمي لأبكي وأشكي وأقول لها إنني غير قادرة على التحمل، وكل ما تقوله هي إنني لا أملك خياراً آخر”. 

وتشعبت تحديات روضة إلى التكيف مع واقع النزوح، الذي بدأ معها منذ نهاية عام 2019، حين انتقلت لمدينة الدانا بريف إدلب الشمالي، ودفعها فقدانها لبيتها ولفرصةِ متابعتها الدراسة وتركها مضطرة للقبول بأي فرصة للعمل لإعالة أبنائها، الذين كان على أكبرهم التخلي عن مقاعد الدراسة لمساعدتها في تأمين احتياجات العائلة أيضاً.

ورغم انتشار مراكز “تمكين ودعم المرأة” في مدينة إدلب، والتي توفر فرص التدريب المهني والدعم النفسي والتوجيه الاجتماعي للنساء من فئات مختلفة، تعد من أهمها فئة “الأرامل”، لكن لا جمعية أو منظمة شبيهة تغطي مدن وقرى الريف الحدودية المزدحمة، ولم تحصل روضة على مساعدة مماثلة، بعد أن عجز الأقرباء عن دعمها بسبب ظروف الفقر والنزوح المشابهة التي يعانون منها أيضاً.

بدورها قالت مديرة مركز “إشراقة أمل”، عهد ديوب: إن كثرة عدد الأرامل حال دون القدرة على تلبية الاحتياجات اللازمة لهن من التدريب المهني أو الدعم المادي.

ولفتت إلى أن مركزها يقدم الأولوية للمرأة الأرملة، لحاجتها الدائمة لسبيل الرزق، لكنه لا يتمكن من توفير فرص عمل كافية بعد التدريب بسبب نقص الموارد فيه.

وينبه ناشطون اجتماعيون إلى التعامل السلبي في المجتمع السوري مع الأرامل، وتقيد الأعراف ونظرة المجتمع السلبية من قدرة الأرامل على التحرك والعمل لتأمين عيش عائلتها.

وتبدي الأرامل خوفهنّ من قبول الزواج من رجل ثان خوفاً من التعرض للاستغلال، أو لرفضهن الزواج من رجل متزوج.

من جهته قال مدير مخيم التح، عبد السلام اليوسف: إنّ تخصيص الجمعيات الإنسانية والإغاثية مشاريعها لفئة الأرامل لا يعني حصول كل الأرامل على الدعم، مشيراً إلى وقوف معايير الاستحقاق “غير الواقعية” أمام ذلك.

ويرى اليوسف تخصيص الدعم للأرامل “إيجابياً”، في حال استعمل بشكل جدي بلا غش، لافتاً إلى أن أثر كلمة “أرملة” على المرأة خارج المخيم ليس كما هو داخله، حيث لا خصوصية لها ولا معيل، وهو ما يجعل حياتها “صعبة جداً”، على حد تعبيره.

وـوضح أن ما يقوم به عدد من المنظمات هو اختيار فئات للدعم وتوزيع المعونات القليلة التي تستطيع جلبها، وتعتمد نقل “صورة إعلامية مخالفة للواقع”. منوهاً إلى المعايير “القاسية” التي تختارها فرق التوزيع، من حد الدعم للأرملة التي ترعى أطفالاً تحت سن 18 عاماً.

المصدر: وكالات
تلفزيون سوريا
أنا إنسان

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *