أخبار
قصتي مع الحرب ... وفقدان الاصدقاء

قصتي مع الحرب … وفقدان الاصدقاء

آلند شيخي 

كان لي صديقٌ من الطائفة العلوية ، تعرفنا عليه أنا وهوزان وآياز ،الطلبة الثلاث المقيمين في حيّ الرز الذي يحوي المئات من الطلبة الكُرد في العاصمة دمشق آنذاك.

تعرفنا على صديقنا العلوي “علاء” في منزلنا المكون من ثلاثة غرف وصاحبته أم حسن الغنية الكُردية التي كانت تُطالبُنا دائماً في 28 الشهر بأجرة المنزل.
في أحد الأيام طرق أحدٌ ما باب المنزل ، فتح هوزان الباب وإذا بشابٌ علوي يقول لهوزان أنت تُشبه أحد أصدقائي و أود التعرف عليك ، كانت صدمة لنا نحن الثلاث الطلبة الكُرد ، شابٌ علوي يود التعرف علينا بالإضافة إلى أن قال أنه عسكري وحالياً في إجازة ، أنا شخصياً قلتُ لنفسي أنه يود الحصول على معلومات ما حولنا كوننا طلبة غرباء عن الحيّ المذكور.
جلسنا نحنُ وصديقنا علاء في صالون المنزل وأجهشى بالبكاء على الفور وقال لهوزان أنت تُشبه صديقي الذي أستشهد في أحد المعارك ضد الإرهابين في ريف دمشق وكان مقصده قوات المعارضة، وبحكم ذلك الشبه بدأت الصداقة بيننا.
دارت الأيام ، زيارة تلوة الزيارة أصبحنا أصدقاء مقربين لبعضنا البعض جداً ، نتقاسم هموم الحُب والعشق والمعاناة المادية التي كُنا نعيشها آنذاك ، كان شابٌ خلوقاً ، ليس كمان كانو يتحدثون لنا الطلبة الآخرون من المحافظات الآخرى  إن أبناء الطائفة العلوية لا يمكن مرافقتهم وأنهم سيئون وأنهم مؤيدين للنظام السوري، فبالرغم من الخلاف السياسي الموجود بيننا إلى أنه لم نتطرق إلى أي موضوع سياسي وخصوصاً أن نُقرب من أسم “الأسد” بتاتاً.
علاء الشاب العسكري العلوي الذي كان يخدم في أحد النقاط العسكرية التابعة للنظام السوري في ريف دمشق و بحكم إمتالكه لواسطة قوية كان يعود كل أسبوع أو عشرة أيام إلى منزله كاستراحة مقاتل .
نذهب إلى السهرة عنده ، نشرب المتى (الخارطة حصراً ) التي يُفضلها أبناء الساحل السوري جميعهم نشرب بعض كؤوس عرق الريان أحياناً ، مع الأركيلة التي كانت موجودة دائماً ونتحدث عن هموم الطلبة والحواجز العسكرية وعن كل شي يخص بدمشق.
كان حقاً “رجلاً ” بكل معنى الكلمة ،أتذكر في أحد الأيام تخلى عن دوامه وأتى معي إلى شعبة تجنيد الآزبكية في دمشق وقام بالدخول معي إلى شعبة التجنيد بعد حديثه مع العساكر الموجودين أمام الشعبة باللهجة العلوية الذين سهلو لنا الدخول إلى الشعبة بالإضافة إلى أنه تم تسهيل جميع أوراقي ، حيث كانت دائرة الأزبكية مثلها مثل باقي الدوائر السورية تحوي الفساد وبحكمها كانت دائرة عسكرية فكان يتم فيها إهانة الطلبة بشكل خاص وذلك بسبب التأجيل الذي يقدمونه سنةً تلوى الآخرى. أتذكر آخر إهانة تعرضتُ لها داخل الشعبة ، حين رمى العقيد المسؤل عن شعبة تجنيد عامودة (مدينتي) جميع أوراقي بين عيناي وقال لي( نقلع ولك كُر ).
دارت الأيام وخرجنا من دمشق و قام طيران النظام  بقصف مدينة الحسكة التي تسكنها عائلتي  بسبب الاشتباكات التي جرت بين الدفاع الوطني التابع للنظام السوري  والقوات الكُردية ، وبكتابتي لبعض المنشورات الفيسبوكية حول المدينة ، قام صديقي علاء بحذفي من قائمة الأصدقاء الخاصة به مع إرساله لبعض الكلمات التي كانت تحمل لا بأس من الإهانات موجهةً لي حول ما كتبته.
ما أود قوله في الأخير  “لقد مات كل شيء في قلوبنا و أولها الأخوة التي كُنا نعيشها مع بعضنا البعض.هكذا أنتهت صداقتي مع صديقي علاء الذي كان سنداً في العاصمة دمشق. هذه القصة تُعادل ذرة من المعاناة السورية.

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *