أخبار

الأوضاع تزداد توترا بين النظام وتركيا.. والأخيرة مستمرة بعمليتها العسكرية في إدلب

بعد إطلاقها الكثير من التهديدات بمواجهة النظام السوري في إدلب في حال لم ينسحب إلى حدود اتفاق “سوتشي”، نفذت تركيا تلك التهديدات في نهاية المطاف وبدأت عملية عسكرية ضد النظام شمال غربي سوريا.

ولكن تنفيذ هذه التهديدات جاء قبل انتهاء المهلة المعطاة ( حتى 29 شباط الفائت)، حيث بدأت تركيا عمليتها العسكرية في 27 من الشهر ذاته، وذلك بعد مقتل وجرح عشرات الجنود لها في قصف جوي قالت إنه للنظام استهدف نقطة تمركزهم في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب.

وأمس الأحد، خرج وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، ليقول إن العملية العسكرية تحمل اسم “درع الربيع” وبدأت عقب اعتداء النظام السوري على القوات التركية في إدلب 27 شباط/ فبراير مستمرة بنجاح، قائلا في التصريحات التي أدلى به، إن القوات التركية “حيّدت” أكثر من 2000 عنصر تابع للنظام ودمرت طائرة مسيرة و8 مروحيات و103 دبابات، و72 مدفعية وراجمة صواريخ و3 أنظمة دفاع جوي.

وفي ذات الشأن نشرت وزارة الدفاع التركية مقطعا مصورا نقلته وكالة الأناضول، قالت إنها لقصف استهدف منشأة كيميائية عسكرية.

وبعد تصريحات أكار، أكدت وزارة الدفاع التركية أن القوات التركية أسقطت طائرتين حربيتين للنظام فوق سماء إدلب، الذي أقر بذلك وأعلن عن إغلاق المجال الجوي شمال غربي سوريا.

وترافقت تلك التطورات مع أخرى على الأرض حيث أعلنت فصائل المعارضة المدعومة من تركيا عن انتزاع مناطق من يد النظام في ريفي حماة الغربي وإدلب الجنوبي، وفي وقت سابق اليوم الإثنين، قالت إنها دخلت مدينة كفرنبل وتدور مواجهات مع النظام السوري لاستعادة السيطرة عليها وانتزاعها منه، في حين تمكن الأخير من دخول سراقب مجددا وسط استمرار المواجهات.

أما بالنسبة لروسيا حليفة النظام السوري وداعمته الأولى أكدت دعمها سياسيا وعسكريا له، ووجهت عدة رسائل لتركيا، ومساء الأحد، نقلت وكالة “تاس” عن الأميرال أوليغ غورافليف قوله: “في هذه الظروف لا تستطيع قيادة القوة العسكرية الروسية ضمان سلامة الرحلات الجوية التركية في أجواء سوريا”.

ورغم توتر العلاقات بين البلدين على خلفية الأحداث الأخيرة إلا أنهما يسعيان لتهدئة الأوضاع، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية مساء عن اتصال هاتفي جرى بين وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف”، ونظيره التركي “مولود جاويش أوغلو”، تحضيراً للاجتماع المرتقب بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان.

وقال وزير الدفاع التركي في تصريحات له إنه لا نية لبلاده التصادم مع روسيا وهدفها إنهاء مجازر النظام ووضع حد للتطرف والهجرة، وأردف: “ننتظر من روسيا استخدام نفوذها لإجبار النظام على الانسحاب إلى حدود اتفاقية سوتشي (..) وسنرد ضمن حق الدفاع المشروع على كافة الهجمات ضد نقاط المراقبة والوحدات التركية في إدلب”.

وفي كلمة له السبت قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن أنقرة عازمة على إنشاء منطقة آمنة لأكثر من مليون شخص على حدود تركيا الجنوبية، مضيفا أن أكثر من 3 ملايين سوري يعيشون داخل تركيا ولا نستطيع تحمل موجة لجوء أخرى.

وعلى ضوء ما يحصل أكد الاتحاد الأوروبي خوفه من أن يتحول التوتر في سوريا إلى صراع دولي، كما دعت فرنسا على لسان رئيسها إيمانويل ماكرون، إلى وقف العمليات العسكرية في المحافظة، وتحييد المدنيين عن القتال الدائر، والذين يعيشون ظروفا إنسانية صعبة.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *