أخبار

السلطة السورية تفشل في امتصاص غضب جرحى قواتها و”الدفاع الوطني”.. ما القصة؟

 

بعد موجة الانتقادات الواسعة الأخيرة لطريقة تعامل السلطة السورية مع جرحى قواتها و”الدفاع الوطني” حاولت الأخيرة امتصاص غضبهم عن طريق إقرار منحة طارئة لهم، ولكن ذلك لم يكن كافيا وأثار موجة غضب واسعة في صفوف بعضهم.

وكانت السلطة السورية أقرت منحة طارئة للجرحى الذين تبلغ نسبة إصابتهم 40 بالمئة فما فوق، على أن يتلقى كل جريح نسبة إصابته فوق الـ 70 بالمئة 200 ألف ليرة سورية، وكل جريح تتراوح نسبة إصابته بين 40 – 60 بالمئة 150 ألف ليرة ولمرة واحدة فقط.

واستثنى قرار السلطة كل جريح لديه نسبة إصابة أقل من 40 بالمئة، ما خلق حالة واسعة من الغضب لأولئك الجرحى، وشنّوا هجوما واسعا على السلطة وطالبوها بإعطاء الأسباب وراء حرمانهم من المنحة الطارئة، وأكد بعضهم أنهم لم يتلقوا رواتبهم منذ سنتين في حين  قال آخرون أنهم لم يأخذوها منذ أشهر.

 

ولم يجد الجرحى الذين استثناهم القرار سوى منصات التواصل الاجتماعي نافذة للتعبير عن غضبهم، حيث كتب أحدهم: “نحن الذين لدينا نسبة 35 بالمئة وأقل، نحن أولاد البطة السوداء مثلا؟!.. أنا بسبب إصابتي خسرت جزء من الطحال وجزء من معدتي وأضلاع أمامية، وفي النهاية هكذا يكون الرد؟”.

وكتبت أخرى: “شقيقي أصيب عندما كان ضمن صفوف الدفاع الوطني، ولم يبق أحد إلا وظلمنا نحن جرحى القوات الرديفة، وكأننا أبناء لقيطة يريد العالم أن يتخلص منها وكأننا جرم شنيع، تتواصل معاناتنا كجرحى وأهالي شهداء، ارتقوا في الحرب في ظل استمرار تدليس حقوقنا القانونية والإنسانية وسط هذا الارتفاع في الأسعار والغلاء الفاحش وعدم زيادة مستحقاتنا المالية ومساواتنا ببقية عائلات الشهداء والجرحى من القوات المسلحة، فحتى هذه اللحظة لا حقوق واضحة لنا ولا أي شيء”.

 

وفي تعليق آخر قال أحدهم: “الجرحى الذين نسبة إصابتهم أقل من 40 هل كانوا يقاتلون مع تنظيم داعش مثلا؟ أو الأوضاع المعيشية المتدهورة لم تصل لهم؟”.

في حين كتب آخر: “المصابين الذين تبلغ نسبة العجز لديهم أقل من 40، من المفترض أن يكون لهم منصات على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل اسم (جرحك قرف)”.

 

وزاد آخر: “ضاع 10 سنوات من عمرنا، وبالنهاية لم نأخذ شيء، لولا وجودنا لم يبق حتى الآن وزير في منصبه ولا تاجر ولا كان هناك دولة من الأساس، بعد كل هذه التضحيات هكذا تكون المكافأة لنا، نريد حلا قبل أن تكبر المشاكل”.

وزاد آخر معلقا على المبلغ المخصص: “150 ألف قليل جدا، كيف سيستطيع الجريح تدبر أموره إذا كان سعر البنطال 20 ألف ليرة والكنزة 15 ألف، الغلاء فاحش في الأسواق”.

 

وقبل أيام وبعد  الهجوم الواسع والانتقادات الكثيرة لإهمال السلطة للجرحى الذين سقطوا خلال المعارك سواء من قواتها أو الميليشيات الموالية لها، ظهرت، أسماء الأسد، زوجة رأس السلطة في سورية، للحديث عن برنامج اقتصادي خاص بالجرحى

وقالت  إنه سيتم إعادة تفعيل برنامج “جريح الوطن” الذي تأثر بأزمة فيروس كورونا المستجد وتصحيح الأخطاء التي شابته، كما أعلنت عن منحة طارئة لكل جرحى السلطة، حيث جاء ذلك رغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها سورية، وفي وقت تتزايد فيه حالة التذمر والسخط واليأس من قبل الجرحى بسبب توقف الدعم الطبي والمالي عنهم.

 

ويرى مراقبون بأن خروج أسماء الأخرس، جاء كمحاولة منها لامتصاص الغضب المتزايد ضمن صفوف الجرحى بسبب الإهمال الكبير الذي يتعرضون له لا سيّما مع المنشورات المتكررة التي فضحت توقف الدعم عنهم وإذلالهم، وكذلك لهدف الترويج الإعلامي لها وإظهارها بمظهر المساهمة والإنسانة الداعمة.

وكان الجريح “بشير يوسف هارون” العنصر السابق في قوات السلطة، خرج منذ فترة ليكشف الإهمال الذي يعانيه مع بقية الجرحى ويتوجه برسالة واضحة لأصحاب القرار “قوصونا حتى نرتاح”.

 

ونشر المصاب الذي عرف سابقا بعد تلقيه هدية من زوجة رأس السلطة في سورية، متور جبلي مع عربة خلفية، واشتهر بكثرة الصور مع، بشار الأسد، على حسابه في فيسبوك، منشورا يوضح مدى المعاناة التي يعيشها المصابون وخاصة أولئك الذين يعانون من الشلل.

الجدير بالذكر أن السلطة السورية تهمل جرحاها وذوي قتلاها بشكل كبير، وترى عائلات معظم من قتلوا وجرحوا خلال معارك السلطة، أن الأخيرة لا تنصفهم ومع كل امتياز تمنحه للعائلات أو الجرحى تثير جدلا واسعا وتساؤلات كثيرة في صفوف الموالين، خاصة إن تلك المساعدات تعتبر ضئيلة جدا، فعلى سبيل المثال سبق ومنحت السلطة سلل غذائية قليلة جدا لعائلات القتلى، وكميات قليلة من البرتقال.

 

 

أول ظهور لأسماء الأسد بعد تصريحات رامي مخلوف وتذّمر جرحى الجيش.. ما السبب؟

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *