أخبار

السويداء.. إماطة اللثام عن ملفات فساد في بلدية بوسان على مرأى السلطات

 

تمكن قسم الدراسات في مؤسسة “أنا إنسان” من إماطة اللثام عن ملفات فساد وتجاوزات في بلدة بوسان، وذلك تحت علم المكتب التنفيذي لمحافظة السويداء ودون أي تحرك رسمي منها.

ويأتي هذا ضمن الدراسة التي يجريها قسم الدراسات حول واقع القرى الشرقية والإهمال المقصود بحقها، وفي هذا الصدد استعرض القسم واقع البلديات في بوسان فيها، حيث توجد فيها بلدية تشرف على ثلاث قرى هي قرية (اسعنا -الشبكي – بوسان) وتعاني هذه القرى الثلاث من معاناة كبيرة بدءاً من الواقع الخدمي السيء، وصولا إلى ملفات الفساد التي لم تلقَ آذاناً صاغية لمعالجتها عند المسؤولين في الإدارة المحلية.

والملفات التي استعرضها قسم الدراسات:

المعونة المخصصة من الإدارة المحلية، حيث أشار إلى أن هناك معونة خصصت من الإدارة المحلية لتعبيد وتزفيت الطرقات في عام 2019 والتي كانت قيمتها خمسين مليون ليرة سورية، وقام رئيس البلدية بتعبيد طريق طوله خمسين متراً محاذٍ لأرضه جانب المدرسة الابتدائية مع العلم أن المعونة أتت لترميم الطرق في بوسان و اسعنا والشبكي.

ومن الشروط تلزيم المتعهد أن تكون احضارات بقايا المقالع من غرب شهبا قرب قرية صلاخد ليقوم المتعهد بالالتفاف على هذا الشرط وفتح مقلع في قرية الشبكي بعد موافقة رئيس البلدية حتى دون الرجوع إلى دائرة الجيولوجيا ودون ترخيص ومع معلومات عن تلقي رشاوي.

البنى التحتية، والأمر يتعلق بمشروع الصرف الصحي فقد تم تجاوز كل التوجيهات ومخالفة المواصفات ببناء الريكارات بالإسمنت العادي وأغلبها دون حديد والاحضارات، أيضا تم فتح مقلع جنوب بوسان ضمن معايير غير مطابقة للمواصفات ومع معلومات عن تلقي رشاوي من قبل العاملين في البلدية من أجل البناء بشكل مخالف بمواصفات التربة المغايرة لأرض الواقع وكان المقرر استجرار بقايا مقالع من رساس لكن تم تغيير المواصفات.

صالة السورية للتجارة، والتي تقوم ببيع المواد الموجودة لديها في السوق السوداء بدلاً من بيعها بالسعر المحدد للمواطنين، وقد تم فتح قضية فساد أمام القضاء من قبل أحد المحامين في القرية حول هذا التجاوز وقد شهد عليه أمين الفرقة الحزبية في البلدة أمام القضاء، إلا أن تدخل بعض الأشخاص والضغط على المحامي جعله يعلق القضية.

الجمعية الفلاحية، حيث تقوم بلدية بوسان كل سنة باستجرار عشرات الأطنان من الأسمدة بجداول وهمية على أسماء الفلاحين، ويتم بيعها وتهريبها في السوق السوداء ضمن أرض بقرية المزرعة استأجرها أحد العاملين في البلدية تحت غطاء عصابات الخطف بالريف الغربي للسويداء، حيث قام بتهديد رئيس الجمعية الفلاحية بالقتل لكونه تساءل عن سبب كمية السماد التي يأخذونها؟.

المشكلات ضمن الصعيد التربوي، حيث توجد في البلدة مدرسة ابتدائية ولا يتجاوز عدد طلابها أكثر من سبعين طالباً، بعد أن كانت في سنوات ما قبل الحرب تصل إلى ثلاثمائة طالب وذلك نتيجة انتقال كثير من الأهالي إلى مدينة السويداء على خلفية الواقع التعليمي السيء وأحداث الدواعش في المنطقة الشرقية، حيث انتقل ما يقارب الستين أسرة إلى مدينة السويداء وترك بيوتهم.

ويشهد الكثير من أبناء القرية أنه كان هناك تجاهل ممنهج، فلا تتجاوز الإجازات الجامعية أكثر من عشرين إجازة جامعية بسبب سوء العملية التعليمية. والمثير للجدل أن مدير مدرسة بوسان انتقل إلى السويداء ولا يعيش هموم أبناء قريته كما قام بتعليم أبنائه في مدرسة سالة ولم يتركهم في مدرسة الشهيد نوفل الشاعر وهذا ما يدل على معرفته بسوء وفشل إدارته علماً أنه يوجد أساتذة أكفاء يحملون ماجستير تأهيل تربوي لكنهم فُصلوا على خلفية تقارير أمنية وكيدية وملفات فساد قديمة ذهبت أدراج التقادم.

يشار إلى أن بلدة “اسعنا” تتبع لبلدية بوسان إداريا، ويعاني أهلها من ضائقة اقتصادية كبيرة، فاعتمادهم المادي الأساسي على اغتراب أبنائهم في دول لبنان وليبيا وفنزويلا حيث يبلغ عدد سكانها قرابة الثلاثمائة نسمة غالبيتهم تركوا البلدة نتيجة سوء الخدمات، ويضاف إلى ذلك أحداث داعش الذي هاجم القرى الشرقية للسويداء ما ساهم في هجرة بعض الأسر.

ولا يتجاوز عدد الأسر المستقرة في القرية 15 أسرة حيث يتم تعليم أبناء المرحلة الابتدائية في مدرسة الشبكي فيما يتعلم طلاب المرحلة الإعدادية في مدرسة الشريحي، كما يقوم الأهالي بدفع إيجار السرافيس (المواصلات) للمعلمين الذين يأتون من المدينة بالتعاون أحيانا مع مديرية التربية.

معاناة هذه القرى جزء من معاناة كبيرة يعيشها سكان القرى الشرقية، في ظل تجاهل السلطة السورية لهم وعدم تأمين مستلزمات الحياة الأساسية، حيث يحاول الأهالي هناك التمسك بأرضهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، رغم قساوة الظروف والتهميش الغير مبرر الذي يعيشونه.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *