أخبار

الصراع يحتدم في درعا .. وأبناء السويداء يدفعون الثمن

تتصارع على أرض درعا العديد من القوى الإقليمية والدولية، حيث غرقت المحافظة منذ سيطرة السلطة السورية عليها في حالة من الفلتان الأمني والفوضى، وباتت الكثير يدفعون الثمن ومنهم أبناء السويداء الذين تتواجد قطعهم العسكرية في درعا.

وبدأ هذا الصراع بعد فشل روسيا بالالتزام بوعودها ومنع وصول “حزب الله” اللبناني والعناصر الإيرانية إلى المدينة، وكان هذا الشرط ضمن الاتفاق الأمريكي- الروسي للسماح لقوات السلطة السورية بدخول المدينة والسيطرة على مناطق المعارضة، وجاء ذلك بعد حملة عسكرية عنيفة برية وجوية لقوات السلطة مدعومة بشكل مباشر من روسيا، وانتهى الأمر بعقد ما يسمى “اتفاق المصالحة”، والذي يزال العمل به قائما حتى الآن، ولكن دون الالتزام بشروطه، وسط غرق درعا بحالة من الفوضى والفلتان الأمني.

 

ودخلت العناصر الإيرانية إلى المحافظة وأنشأت قواعد لها ومعسكرات تدريب، منها في اللجاة وأخرى في عدة نقاط داخل درعا وعلى الحدود الأردنية وصولاً إلى القنيطرة، الأمر الذي أشعل الصراع مرة أخرى بشكل أشد عنفا، وبدأت ما تعرف بحرب العصابات ضد أي نقاط تابعة لإيران وحزب الله ومعها أي نقطة عسكرية تابعة لقوات السلطة يتواجد ضمنها عناصر إيرانيين أو لحزب الله اللبناني.

ومؤخرا تصاعد هذا الخلاف بعد إطلاق الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة السورية سراح معتقلين من تنظيم “داعش” كانوا لديها، بدلا من محاكمتهم، وتعرّف أهل درعا على العديد من الدواعش الذين تم اعتقالهم في حوض اليرموك أو في مناطق مختلفة من درعا، والذين عادوا مناطقهم وحملوا السلاح مجدد، مما جعل الأجهزة الأمنية على قائمة الاستهداف وعلى رأسها الأمن العسكري المسؤول عن إطلاق سراحهم.

وقد نفذ الدواعش عدة عمليات في درعا كان آخرها اغتيال  قادة من المعارضة سابقا والذين يعرفون حاليا باسم لجان المصالحات الأمر الذي جعل المعارضة تتهم الأجهزة الأمنية بمحاولة خلط الأوراق وإشعال الجنوب بكامله وليس درعا وحدها، وقد قامت على أثره قوات من المعارضة بالهجوم على نقاط للدواعش في المدينة وقتلت عدداً منهم.

 

ومع وجود حزب الله والإيرانيين أصبح الصراع في درعا مفتوحا بين قوى إقليمية ودولية، كان أوله رفض أهل درعا أي وجود إيراني والخوف من تغيير ديمغرافي جديد أو انتشار إيران تحت غطاء ديني وطائفي الأمر الذي صعد القتال مجدداً، ودون نسيان تأذي المملكة الأردنية من استخدام إيران لدرعا وكامل الجنوب لتهريب المخدرات نحوها ثم للمملكة السعودية، واستنفار الأمريكيين بعد نشاط داعش في درعا وبادية السويداء مجددا، وضغوط إسرائيل على روسيا لسحب الإيرانيين من الجنوب ووقف تمدد داعش داخل درعا وفي البادية ودون نسيان قيام إسرائيل بغارات جوية مستمرة على كامل الوجود الإيراني في سورية ومنها القصف على مواقع بالقنيطرة مؤخراً.

وفي ظل هذا الصراع العنيف، كان أبناء السويداء دون حماية ولا ظهر يحميهم، حيث طالت حرب الاغتيالات في درعا جميع الأطراف، في حين غاب دور السلطة السورية التي لم تستطع فرض أي معادلة في درعا أو غيرها من المدن إلا بإذن روسيا فقط، وكانت الفرقة الرابعة خارج المعادلة الروسية لكونها تنسق حصراً مع الجانب الإيراني ويقاتل عناصرها إلى جانب حزب الله كما ظهر في الفيديوهات التي انتشرت حين دخلت الفرقة مؤخراً إلى درعا ووضعت حواجز لها، الأمر الذي اعتبر بمثابة تصعيد أخطر للأمور وبداية لشكل أخطر من الصراع الدموي.

ونتيجة للصراع الذي يقتل فيه أبناء السويداء ويرفضوا أن يكونوا وقودا فيه، دعا مجندون من أبناء السويداء في قوات السلطة السورية إلى حمايتهم أثناء ذهابهم وعودتهم إلى قطعهم العسكرية في محافظة درعا وإلا فإنهم سيتركون الخدمة العسكرية.

 

مهند عسكري في درعا قال لمراسل السويداء ANS بأنه قرر عدم الالتحاق بقطعته العسكرية الكائنة في درعا كون عمليات الاغتيال تطالهم دون أن تقوم وزارة الدفاع بحمايتهم أولاً، وكون الاغتيالات تطالهم لتحقيق أهداف سياسية دولية يذهب ضحيتها أبناء الوطن الواحد.

رأي اتفق عليه المجند رائد الذي قرر كغيره عدم الالتحاق مجدداً إلى قطعته العسكرية حيث قال : ” لن نكون وقودا لأحد ، فلو الحرب كانت لاستعادة الأرض المحتلة ستلقوننا في المقدمة، ولكن أن أموت رخيصاً”.

كما أن عمليات الاغتيال في درعا طالت عناصر من قوات السلطة وعناصر وقادة في حزب الله وعناصر إيرانية والمخابرات العسكرية وعناصر من التسويات من محافظة درعا على حد سواء، فيما طالت التهم لخلايا معارضة على حسب رواية الحكومة السورية، بينما اتهمت المعارضة المخابرات السورية ومجموعات تابعة لإيران بالقيام بهذه الاغتيالات.

 

اغتيالات جديدة في درعا إحداها لشاب من السويداء.. هل يعود التوتر بين الجارتين؟

التعليقات: 1

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *