أخبار

المفاوضات تنجح بتهدئة الأمور في درعا.. والاغتيالات وعمليات القتل مستمرة

بعد أيام من المفاوضات لتهدئة الأمور في محافظة درعا، والتي اشتعلت أكثر فأكثر عقب مقتل تسعة عناصر من الشرطة التابعة للسلطة السورية، سحبت الأخيرة جزءا من التعزيزات التي استقدمتها خلال الأيام الفائتة.

وجاء سحب السلطة لقواتها بعد جولة من المفاوضات مع لجان التسوية، حيث شمل الانسحاب عدة مواقع في ريف درعا الغربي، أبرزها تل الخضر العسكري والمطار الزراعي وشرق بلدة اليادودة، وفي نقاط تمركز على طريق طفس – درعا. 

 

وكانت المنطقة شهدت حالة من الغليان من قبل السلطة السورية نتيجة عمليات الاغتيال التي طالت عناصر من قواتها والمخابرات، كما شهدت مؤخراً عملية إعدام جماعي لعناصر في مخفر شرطة مزيريب على يد مجموعة تابعة لـ “محمد قاسم الصبيحي”.

وخلال الأيام الأخيرة تواردت أنباء عن تجهيز السلطة السورية لشن عملية عسكرية في درعا، والتي دفعت بتعزيزات  من “الفرقة الرابعة” قادمة من قلعة المضيق في ريف حماة، ومن مقر الفرقة في العاصمة دمشق، شملت دبابات و11 ناقلة جند، وتمركزت في نقاط عسكرية في الريف الغربي ومحيط البانوراما في مدينة درعا.

وقالت مصادر محلية حينها، إن السلطة استقدمت التعزيزات وتحت إشراف روسي، كردة فعل على مقتل تسعة عناصر من الشرطة المدنية في بلدة المزيريب بريف درعا الغربي بهجوم انتقامي، الاثنين 5 أيار / مايو 2020، وإن الهدف من هذه التعزيزات التمهيد للقيام بعملية اقتحام للقبض على منفذ عملية قتل عناصر الشرطة ومجموعته، بعد أن انتهت المهلة التي أعطتها السلطة السورية للجان التفاوض في المنطقة الغربية برعاية روسية لتسليم منفذ الهجوم، الذي ما زال متوارياً عن الأنظار، رغم مهاجمة فصائل التسويات لبيته والبحث عنه.

وأضافت المصادر أنّ وفدا من السلطة السورية تحت إدارة روسية عقد اجتماعا مع اللجنة المركزية للتفاوض في المنطقة الغربية وطلبوا تسليم قاسم الصبيحي مع الذين شاركوه في الهجوم على عناصر ناحية المزيريب، وتم إعطاء مهلة للجنة المركزية لتسليم منفذ الهجوم، وإلا ستشهد البلدة عملية اقتحام بحثاً عن المطلوبين، وقامت السلطة بحشد قواتها العسكرية استعداداً لاقتحام المنطقة، بينما شكلت فصائل محلية من عناصر التسويات مجموعات مسلحة واقتحمت منزل قاسم الصبيحي في بلدة المزيريب في محاولة إلقاء القبض عليه، وقامت بإحراق أجزاء من بيته.

من جهة أخرى، اغتال مسلحون مجهولون مساء أمس الإثنين، المقاتل السابق في صفوف المعارضة “أنس العاقل أبازيد”، أمام منزله في حي الأربعين بمدينة درعا، عن طريق إطلاق النار عليه بشكل مباشر ما أدى إلى مقتله على الفور.

وعثر سكان في مزارع الشياح جنوب درعا البلد، على جثة شخص يُدعى “علاء أبو شهاب” يبلغ من العمر 20 عام، وهو يعمل ضمن مجموعة  تابعة لفرع الأمن العسكري في درعا.

كما وجدت جثة قرب الشركة الليبية في قرية جلين، وتيبن أنها عائدة لـ”سفيان العبدالله” يعمل سائقا بالأجرة، اختطف قبل أيام من قبل مجهولين على أطراف بلدة تل شهاب.

في حادثة أخرى أطلقت قوات السلطة السورية الإثنين، النار على محتجين في بلدة الغارية الشرقية، وذلك لإغلاقهم الطرقات والشوارع ردا على قيام أحد العناصر على حاجز المخابرات الجوية، بالتحرش “لفظيا” في إحدى فتيات البلدة، وأدى إطلاق الرصاص إلى فض الاحتجاج.

من جهة أخرى حدثت اشتباكات في مدينة الحراك بريف درعا الشرقي، بين عناصر من “الفيلق الخامس” التابع لروسيا من جهة، ومسلحين مجهولين من جهة أخرى، أسفرت عن سقوط جرحى في صفوف الأول، كما جرى اعتقال اثنين من المسلحين المجهولين من قبل الفيلق الخامس فيما تمكنت بقية المجموعة من الفرار.

وتتصاعد في مناطق التسويات جنوب سوريا، عمليات الاغتيال التي ينفذها مجهولون، تطال عناصرَ وضباطاً في قوات السلطة والمخابرات، بالإضافة إلى استهداف النقاط الأمنية والحواجز العسكرية في المنطقة، فضلاً عن الاغتيالات التي طالت المدنيين المقربين من السلطة السورية، حيث وثق ناشطو المنطقة خلال شهر نيسان / أبريل الماضي أكثر من 25 عملية اغتيال قضى على إثرها 14 شخصاً، وأصيب 10 آخرون.

 

تعزيزات للسلطة في درعا تمهيدا لعملية مرتقبة.. ومفاوضات لتهدئة الأمور

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *