أخبار

جو بايدن الرئيس الأمريكي الجديد والملف السوري

فاز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية، ليصبح الرئيس القادم للولايات المتحدة، متغلبا على دونالد ترامب، وباتت أنظار السوريين تذهب نحو الحاكم الجديد لمعرفة كيف سيتعامل مع الملف السوري والذي يزداد تعقيدا.

وبحلول الحادية عشرة والنصف صباحاً بتوقيت واشنطن صباح السبت أعلنت السلطات في ولاية بنسلفانيا الانتهاء من فرز الأصوات وتقدم جو بايدن بأكثر من 30 ألف صوت، بعد أن أبلغت مدينة فيلادلفيا عن 3000 بطاقة اقتراع. فاز بايدن بنسبة 85 في المائة من هذا العدد. وسيكون بايدن، الذي سيبلغ من العمر 78 عاماً في وقت لاحق من هذا الشهر، أكبر رئيس سناً يؤدي اليمين الدستورية في يناير (كانون الثاني) المقبل.

 

 

وسيتولى بايدن منصبه في العشرين من يناير مع مجموعة من الأزمات، حيث يتعين على بايدن معالجة جائحة وباء كورونا في وقت تتزايد فيه حالات الإصابة بفيروس كورونا ويشعر الأميركيون بتزايد اللامبالاة.

ويجب عليه إعادة بناء اقتصاد أغلقته عمليات الإغلاق بسبب الوباء، وسيحتاج إلى إعادة بناء علاقات أميركا مع الحلفاء المقربين والهيئات الدولية. وربما كان الأمر الأكثر صعوبة هو أن يعالج أمة منقسمة بشدة بسبب الحزبية والعداء العرقي والحروب الثقافية المستمرة التي يذكيها النفوذ المحلي والأجنبي.

سيضطر على الأرجح إلى العمل مع مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، على عكس أوباما الذي كان قادراً على العمل مع الكونغرس وهو بالكامل في أيدي الديمقراطيين.

 

وأعلن جو بايدن في ساعة مبكرة من صباح الأحد، أن فوزه برئاسة الولايات المتحدة بعد أن رفض الناخبون بفارق ضئيل قيادة الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترمب لصالح نائب الرئيس الديمقراطي السابق.

وقال بايدن في خطاب إعلان النصر مخاطباً أنصاره الذين احتشدوا في ولايته ديلاوير بعد إعلان جميع شبكات التلفزيون الأميركية الكبرى فوزه بعد أربعة أيام من انتخابات يوم الثلاثاء: |أيها الأصدقاء، شعب هذه الأمة قال كلمته. لقد أعطونا فوزاً صريحاً، فوزاً راسخاً”.

وأضاف: “أتعهد بأن أكون رئيساً لا يقسم يؤمن بالوحدة. لقد سعيت إلى هذا المنصب لاستعادة روح أميركا، وإعادة بناء العمود الفقري لهذه الأمة، الطبقة الوسطى، ولجعل أميركا تحظى بالإحترام في جميع أنحاء العالم مرة أخرى.. والآن أصبح العمل على صنع هذه الرؤية حقيقياً”.

 

بايدن والملف السوري

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في العالمين العربي والغربي منذ اللحظات الأولى لإعلان وسائل الإعلام الأمريكية فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وتوجهت أنظار السوريين للرئيس الجديد، مترقبة الإعلان موقفه من الأحداث في سوريا والخطوات التي يتخذها في هذا الشأن.

وتزامن إعلان فوز بايدن مع إعلان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري استقالته من منصبه أمس السبت.

جاء ذلك خلال اتصال “جيفري” بعدد من نظرائه الأوروبيين والمسؤولين العرب والمعارضين السوريين لإبلاغهم استقالته والتأكيد على أن “السياسة الأميركية ستستمر” بعد فوز “جو بايدن” بالرئاسة الأميركية.

 

 

وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية أن من المقرر أن يتسلم المنصب في هذه الفترة، نائبه “جويل روبارن” الذي كان حاضرا معه في معظم اتصالاته ولقاءاته بعد تسلمه منصبه في منتصف عام 2018 منسقاً خاصاً في وزارة الخارجية للملف السوري وممثلاً لواشنطن في التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

واعتبر مسؤولون أوروبيون أن هذا “مؤشر على استمرار السياسة في المرحلة الحالية إلى حين تشكيل الإدارة الأميركية”.

وسبق أن رجح “جيفري” قبيل الانتخابات الأمريكية أن نتائج الأخيرة لن تؤثر على الملف السوري، وأن سياسة واشنطن لن تشهد تغيرات جوهرية إزاء ما يجري في سوريا.

وسبق أن قال أحد مستشاري حملة المرشح للرئاسة الأمريكية، جو بايدن، إن إدارة الأخير في حال تشكلها ستوضح للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه لا يمكن أن يكون هناك أي دعم أمريكي أو أوروبي لإعادة إعمار سوريا في ظل غياب إصلاح سياسي.

وأضاف المستشار بحسب صحيفة الشرق الأوسط: “لا بد أن يكون الإصلاح ذا مغزى وحركة موثوقة بشأن القضايا الإنسانية والمساءلة الرئيسية”.

وأشار إلى ضرورة الإفراج عن السجناء، مع إبقاء العمل بالعقوبات الأمريكية على السلطة السورية الحاكمة والكيانات التي تتعامل معه، بما في ذلك الروسية.

وتابع المستشار خلال لقاءء مع الجالية السورية في أمريكا أن التواصل الأمريكي الدبلوماسي في عواصم العالم والأمم المتحدة سيعود مرة أخرى، لمواجهة الدعاية الروسية التي تسعى إلى تصوير الأسد كضحية للعدوان الغربي، والتي تسعى إلى إقناع العالم بإعادة بناء البلد الذي دمره.

وأكد أن إدارة “بايدن” ستستخدم التواصل الدبلوماسي لإعادة تأكيد القيادة الأمريكية، لدعم إجراءات خفض التصعيد والعملية السياسية.

 

 

كما لفت إلى أن بايدن سيحافظ على وجود قوات عسكرية في شمال شرقي سوريا “لأنها أظهرت أنها رادع للغارات الجوية الروسية والنظامية”، وفق تعبيره.

وبيّن المستشار أن إدارة “بايدن” ستبحث عن طرق لتعزيز العمليات التركية في إدلب التي تحمي حاليا ما يقارب من ثلاثة ملايين شخص.

وزاد: “بغض النظر عن الخلافات مع تركيا نحن ندرك تأثير عملياتها في إدلب على الحفاظ على حياة السوريين، وسنعمل معاً حول ذلك”.

ولفت إلى أن موافقة الحزبين على “قانون قيصر” في الكونغرس “تؤكد مدى أهمية قيام إدارة بايدن بدورها في محاسبة نظام الأسد على جرائمه”.

واعتبر أن العقوبات أداة ضرورية ضمن أدوات السياسة الخارجية وفرض عقوبات على السلطة السورية ليس سوى واحدة من عدة أدوات اقتصادية ودبلوماسية مهمة يجب أن تشكل معا سياسة تعزز العدالة والمساءلة، ويدفع باتجاه تسوية سياسية للحرب السورية، بحسب قوله.

وسبق أن اجتمع مرشح الحزب الديمقراطي، جو بايدن، مع مجموعة من السوريين لمدة 20 دقيقة، حيث وعد بالعمل على الاستعانة بخبرات السوريين في الإدارة إذا فاز بالانتخابات.

وقال المعارض السوري ورئيس منظمة “مسيحيون سوريون من أجل السلام”، أيمن عبد النور، على حسابه في تويتر، حول الموضوع، إن الحديث بين بايدن والسوريين كان “وديا جدا”.

 

من هو بايدين؟

وحصل بايدن في أغسطس/ آب الماضي على ترشيح الحزب الديمقراطي رسميا لتمثيله في سباق التنافس للفوز بالرئاسة، بعد تصويت غالبية المندوبين الديمقراطيين في مؤتمر الحزب الوطني العام الذي جرت وقائعة افتراضيا بسبب تفشي فيروس كورونا.

ويعرف بايدن بأنه سياسي ديمقراطي مخضرم، له حضوره في السياسة الأمريكية منذ سبعينيات القرن الماضي، كما عمل نائبا للرئيس إبان حكم الرئيس السابق باراك أوباما للفترة من 2009 إلى 2017، وبايدن في الـ 77 من العمر، وأصبح الرئيس الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة

بايدن ليس غريباً عن الحملة الانتخابية، فقد بدأت مسيرته المهنية في واشنطن في مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1973 (قبل 47 عاماً) وقاد أول حملة لانتخابات الرئاسة في عام 1987 (قبل 33 عاماً).

 

 

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *