أخبار

“حجر صحي” في دمشق بعيد كل البعد عن الصحة.. و”كورونا” يشل وزارة النقل

رغم أن النظام السوري يعيش حالة إنكار لوجود أي إصابة بفيروس “كورونا” في المناطق الخاضعة له، إلا أنه يعلن بشكل يومي عن اتخاذ إجراءات جديدة تحسبا من هذا المرض الذي غزا العالم وخلّف حتى الآن أكثر من 200 ألف إصابة.

ومن الإجراءات التي اتخذها النظام فرض الحجر الصحي على عدد من الواصلين إلى سوريا عن طريق الرحلات الجوية، والتي أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفها البعض أنه إجراء “بعيد كل البعد عن السلامة والصحة والاهتمام بصحة الواصلين”.

ويظهر في الصور التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، الحالة السيئة للمكان (مركز الحجر الصحي في الدوير) الذي من المفترض أن يكون نظيفا، حيث بدت الأسرة متلاصقة ببعضها البعض والحمامات غير نظيفة أو مجهزة، وحقائب المسافرين مكدسة إلى جانبهم في ممرات المكان.

وعلّق أحد السوريين على الأمر قائلا: “أعتذر لأن الصور غير لائقة صحيا ولا نفسيا، من الممكن ان يدخل الشخص مشتبهاً بإصابته بكورونا ويخرج مصاباً بأمراض أخطر بكثير..

هل يقبل وزير الصحة الموقر أو أحد أعضاء الحكومة ومجلس الشعب أو أصغر مسؤول في الدولة أن يناموا ليلة واحدة في هكذا زريبة، أشك في ذلك!.. هذا أشبه بمعتقل للمتهمين بجرائم خطيرة”.

 

https://www.facebook.com/100002116838838/posts/2829475220466345/

 

وكان المكتب الإعلامي لوزارة الصحة في حكومة النظام السوري أعلن الثلاثاء، عبر “فيسبوك”، عن وضع 134 مسافرا سوريا في الحجر الصحي، بعد قدومهم من دول انتشر فيها فيروس كورونا.

 

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=519506595373328&id=311933776130612

 

وفي الشأن ذاته شل “كورونا” أعمال وزارة النقل التابعة لحكومة النظام وأنشطة أخرى حددتها، في سبيل الحد من الازدحام وانتشار الفيروس، حيث وأوقفت الوزارة العمل كليا في كافة مديرياتها ودوائرها وبجميع المحافظات، حتى إشعار آخر.

وسبق ذلك اتخاذ النظام إجراءات عدة منها إيقاف التعليم لمدة أسبوعين، وإغلاق المقاهي وصالات الأفراح والمطاعم وغيرها حتى إشعار آخر، ومنع التجمعات والازدحام، كما قام أيضا بإجراء دورة تدريبية على كيفية دفن الموتى المصابين بالفيروس، حيث يأتي كل ذلك وسط إصراره على عدم تسجيل أي حالة.

بدورها تساءلت صحيفة “لوموند” الفرنسية في عددها الأربعاء عن السر وراء عدم إعلان النظام لأي حالة إصابة بـ”كورونا”، وجاء في مقدمة مقال  نشرته حول الأمر “في الوقت الذي تكافح جميع دول المنطقة المرض، لم تسجل أية حالة إصابة في سوريا، ما السبب وكيف ذلك؟!”.

ونقلت “لوموند” عن دبلوماسي غربي يعمل في الملف السوري قوله “السلطات السورية في حالة إنكار ومنظمة الصحة العالمية عالقة هناك، وممثل المنظمة في دمشق يعرف جيدا أنه إذا أصدر بيانا يتناقض مع موقف الحكومة، سيتم وضعه على متن طائرة، وهو ما لا نرغب فيه”.

ووفقا لمعظم المراقبين المستقلين، فإنه من غير المعقول ألا تتأثر البلاد، نظرا للعلاقات الوثيقة مع إيران، المصدر الرئيسي لانتشار الفيروس في الشرق الأوسط، فبالإضافة إلى الآلاف من رجال الميليشيات الذين تم حشدهم إلى جانب قوات النظام، ترسل طهران إلى سوريا العديد من مجموعات “الحجاج” إلى المزار الشيعي السيدة زينب جنوبي دمشق.

 

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *