أخبار

خلال محاكمته في ألمانيا.. الضابط السابق “أنور رسلان” ينفي تعذيب المعتقلين

نفى الضابط السابق في السلطة السورية، أنور رسلان، خلال جلسة محاكمته في ألمانيا، التهم الموجهة له بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتعذيب المعتقلين في الفرع 215 الذي كان مسؤولا عنه لإحدى الفترات.

وقال الحقوقي السوري، أنور البني، على حسابه في فيسبوك، إن رسلان لم يقم أمام المحكمة بنفي ممارسته التعذيب للمعتقلين فقط، وإنما نفى أيضا أن يكون هناك تعذيب أساسا في الفرع “251”، ونفى أن يكون هناك شبح للمعتقلين بسبب أن سقف الفرع عال!، بحسب قوله.

وأضاف أن رسلان قال أيضا خلال جلسة المحاكمة: “لا يوجد سلاسل في الفرع ولا أدوات تعذيب وكل ما يذكر أن المعتقلين تعرضوا للتعذيب في الفرع كذب وافتراء، والفرع كان قبل 2011 كمدرسة جميلة للتثقيف ولا يمارس في أي تعذيب أو ضغط أو ترهيب”.

https://www.facebook.com/anwar.bounni/posts/10156769490986148

وعلّق الحقوقي أنور البني على ما أفاد به رسلان قائلا: “يبدو واضحا أن أنور رسلان بهذه الإفادة لا يدافع عن نفسه وإنما يدافع  ويبيض صفحة السلطة كلها, وينفي أن يكون هناك أي تعذيب تقوم به, فهم أشخاص جيدون لا يعذبون المواطن ولا المعتقل، ورمى بالمسؤولية عن أي عملية تعذيب إن حصلت على محمد ديب زيتونة مدير إدارة أمن الدولة بعام  2012 ، وعلى مملوك، وحمّل المسؤولية كذلك لحافظ مخلوف رئيس القسم 40، وتوفيق يونس رئيس الفرع 251 ولعبد المنعم نعسان نائب رئيس الفرع 251”.

 

وخلال جلسة المحاكمة جلس “رسلان” خلف لوح زجاجي في إطار تدابير الوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، وبدا شديد التركيز خلال قراءة محامييه مايكل بوكر ويورك فراتسكي بيانه الذي استغرقت تلاوته 90 دقيقة.

وجاء في البيان: “إن رسلان لم يعذب سجناء بل ساعد في تحرير” معتقلين كثر كانوا قد أوقفوا إبان انطلاق  الاحتجاجات ضد رأس السلطة بشار الأسد، في العام 2011″.

والمحاكمة الجارية في محكمة كوبلنز الألمانية بدأت في 23 مايو وهي الأولى في العالم التي تنظر في انتهاكات منسوبة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين تجري محاكمة رسلان ومتهم آخر هو إياد الغريب في ألمانيا، عملا بمبدأ “الولاية القضائية العالمية” الذي يسمح لدولة ما بمقاضاة مرتكبي جرائم ضد الإنسانية بغض النظر عن جنسيتهم أو مكان وقوع جريمتهم.

وكانت النيابة العامة قد اتهمت في افتتاح المحاكمة، رسلان، بالإشراف على عمليات اغتصاب وانتهاكات جنسية و”صدمات كهربائية” وضرب بـ”القبضات والأسلاك والسياط” و”حرمان من النوم” في السجن.

 

وعلّق رسلان قائلا: “أنأى بنفسي عن اعمال كتلك إن ارتكبت”!.

وعمل رسلان على مدى 18 عاما في المخابرات السورية حيث ارتقى في المناصب ليصبح قائدا لقسم التحقيقات في الفرع 251، ويقول إنه انشق عن السلطة وغادر سوريا أواخر العام 2012 ووصل إلى ألمانيا في العام 2014 في إطار برنامج لاستقبال اللاجئين السوريين.

ويتوقع مراقبون أن تستمر المحاكمة لنحو عامين، علما أن المحكمة ستبدأ الاستماع لشهادات الضحايا خلال الشهر القادم.

 

ويُتهم رسلان الّذي كان ضابطا بارزا في الاستخبارات السورية في فرع “251” أو “فرع أمن الخطيب” في دمشق، بتعذيب نحو 4 آلاف شخص قُتِل منهم 58 في الفترة الممتدة من نيسان/ أبريل 2011 وأيلول/ سبتمبر من العام 2012. بالإضافة لاتهامه بارتكاب حالتي عنف جنسي واغتصاب، بحسب لائحة الاتهامات الموجّهة إليه، كما أنه متهم باعتقال البني في أيار/مايو 2006 من أمام منزله في دمشق وسجنه لمدة خمس سنوات حتى إطلاق سراحه في 2011 عند بدء الثورة في سوريا، وتعرف عليه البني خلال رؤيته صدفة في أحد المتاجر الكبرى في ألمانيا، ليبدأ بجمع الأدلة مع محامين في العام 2016 ضد رسلان من أجل محاكمته.

ومنذ اندلاع الثورة السورية لم يتوقف النظام عن اعتقال المعارضين له وزجهم في سجونه، وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت في تقريرها السنوي إن العام 2019 وحده شهد  ما لا يقل عن 4671 حالة اعتقال تعسفي، بينها 178 في كانون الأول، وفي تقرير آخر أصدرته العام الفائت، قالت إنها وثقت وفاة أكثر من 13600 شخص بسبب التعذيب في السجون التي تديرها أطراف في الحرب في سوريا، أكثر من 90 في المائة من هذه الحالات في منشآت خاضعة للنظام.

لأول مرة ضابط سوري سابق عذّب آلاف المعتقلين… يواجه العدالة في ألمانيا

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *