أخبار

عن أسباب الانشقاقات الفردية في الجبهة الجنوبية بعد التسوية

 

 

أمير القاسم

 

بدأت مجدداً الانشقاقات الفردية لعناصر نظام الأسد في المناطق الخاضعة لسيطرته، وتحديداً الجبهة الجنوبية التي خضعت في بداية العام 2018 لعملية التسوية العسكرية والمدنية لعناصر الجيش الحر والمدنيين المشتبه بهم، إذ تزداد عمليات الانشقاق يوماً بعد يوم بشكل سري مع احتدام المعارك الجارية بين الجيش الحر وعصابات النظام في الشمال السوري وتحديداً في ريفي حماة واللاذقية.

وبإحصائية مؤقتة حتى هذا اليوم تم توثيقها وفقًا لما أعلنه النظام وأهالي القتلى في مواقع التواصل الاجتماعي، وصل عدد القتلى في المنطقة الجنوبية إلى ثلاثة عشر عنصراً من محافظة القنيطرة وجلهم ممن كان يتبع لميليشيا الدفاع الوطني -بقيادة مجد حيمود سابقاً قبل مقتله-، وعشرين عنصراً من محافظة درعا ممن التحقوا أيضاً بالجيش بعد إجراء عمليات التسوية والزّج بهم في معارك الشمال السوري، إضافةً إلى مقتل عنصر بريف حماة من بلدة كناكر بريف دمشق إذ التحق مع مجموعة تبلغ خمسة وعشرين عنصراً بالفرقة الرابعة كقوات رديفة للنظام وإصابة ثلاثة من باقي مجموعته.

وفي حديث خاص مع أبي محمود الحوراني الناطق باسم تجمع أحرار حوران قال: «إنّ أكثر من خمسة عشر عسكريًا من أبناء بلدة النعيمة انشقوا من جديد عن صفوف نظام الأسد، فيما انشق عشرون عسكريًا من بلدة الكرك الشرقي، ومن مدينة نوى قرابة 14منشق، و5 آخرين من بلدة خربة غزالة، وأكثر من 25 منشق في بلدة نصيب لم يُسلّموا أنفسهم، وعشرات العناصر المنشقين من قرى حوض اليرموك غربي درعا، وليس هذا إلا غيض من فيض إذ إن العناصر المنشقة تتوارى عن الأنظار ولا تقبل الإشهار بانشقاقهم على العلن كما كان يحدث في سنوات الثورة الأولى خوفاً من بطش النظام وملاحقتهم أمنياً وتَتَبّع أهاليهم».

وفي سياق متصل قال رابح الحسن أحد المنشقين القدامى في بلدة كناكر «إن عدد المنشقين الذين لم يلتحقوا بالجيش السوري بعد عملية التسوية 26 عنصرا، والتحق قرابة 50 عنصر في بداية عام 2018 بالفرع 220 في سعسع و 12 آخرين بعد التسوية الأخيرة مع وعود بإعادتهم إلى قطعهم العسكرية السابقة قبل انشقاقهم، إلا أن هذه الوعود لم تتحقق وتم الزج بهم في معارك ريفي حماة واللاذقية ناهيك عن أكثر من 1600 متخلف عن الخدمة الإلزامية الذين تم منح قرابة 1000 منهم تأجيل عن الالتحاق لمدة تسعة أشهر من الآن، ويضيف رابح: «لقد تم منح 3 من المنشقين في الأسبوع الماضي من شهر يوينو/حزيران 2019 ورقة تأجيل عن الالتحاق بالخدمة مجددا لمدة عام، وذلك مقابل مبالغ مالية لموظفي شعبة التجنيد في مدينة قطنا بريف دمشق الغربي ويُستثنى من هذه التأجيلات العناصر المنشقون حديثاً بعد التحاقهم بالجيش ضمن فترة التسوية، والذين يبلغ عددهم 6 منشقين رفضوا التصريح عن أسمائهم إلا إننا استطعنا الحديث مع أحدهم والمدعو ” أبو زيد” الذي قال عن سبب انشقاقه: «لقد التحقنا بالجيش بعد أن صدر العفو الرئاسي عن المنشقين والمتخلفين بشرط العودة إلى القطع العسكرية مع ضمانات من عرابي المصالحة والقوات الروسية بعدم تغيير أماكن خدمتنا، وهذا بالفعل تم تنفيذه لمدة لم تتجاوز الثلاثين يوماً، ثم تم سوقنا وزجنا في جبهات القتال بريف حماة، والغريب في الأمر أن القطاع الذي تم وضعنا فيه كان يخلو من ضباط الجيش ومخصص فقط لعناصر التسويات إذ وضعونا كمحرقة لمراهنة الروس والفرقة الرابعة على السيطرة على تلة استراتيجية اسمها “تلة الكبانة” والمعروفة هناك باسم “الثقب الأسود” لأنها – وبتعبير مجازي – تبتلع كل من يدخلها وهي المقتلة الأكبر لمن يحاول اقتحامها. علماً أن القتل ليس مقتصرًا فقط على يد قوات الجيش الحر التي تقوم بالتصدي، وإنما على يد قوات النمر التي تقود المعارك هناك حيث الأوامر صريحة ومعلنة بقتل كل من يحاول الانسحاب من المعارك، وهذا سبب استسلام مئات العناصر لقوات الجيش الحر والعدد الكبير من الأسرى لديهم، ويضيف أبو زيد «نحن لم نلتحق بالخدمة العسكرية من أجل قتل إخواننا وإنما بسبب الضغوطات الكبيرة التي تعرضنا لها ومنها الضائقة المعيشية والملاحقة الأمنية والتلاعب بقرارنا من قبل عرابي المصالحات فعندما كان الخيار مجددا بين أن نشارك في قتل السوريين وبين انشقاقنا اخترنا الثانية مع القبول بكل المخاطر المحتملة».

الجدير بالذكر أن مدينة زاكية وبلدة بيت جن التابعتين لمحافظة ريف دمشق هما الأشد حرصًا على عدم التحاق شبابها الذين كانو ضمن مرتبات الجيش الحر، إذ يبلغ عددهم في بيت جن 250 عنصراً وفي زاكية قرابة 100 عنصر، وتم منح شبان هذه البلدات وبلدة كناكر تأجيلات التحاق لمدة سنة منذ تاريخ صدورها قبل ثلاثة أشهر لمعرفة النظام بعدم مقدرته على الزج بهؤلاء في معارك الشمال السوري إذا ما التحقوا بشكل جماعي، وفي نية منه إلى تفرقتهم وسحبهم إلى الخدمة الإلزامية بشكل فردي خوفاً من الانشقاقات الجماعية في قادم الأيام ومن التكتلات العسكرية الخارجة عن سيطرته كلياً في مرتبات الجيش، وهذا ما أكدته رئيسة شعبة التجنيد في قطنا متهكمة «انتوا ليش بدكن تعذبونا بالتأجيل تبعكن، نحنا بنعرف انكن مارح تلتحقوا وانو هي الاجراءات كلها مراوغة وتحصيل وقت اضافي، ولعلمكن دولتنا بتشتغل عالنفس الطويل ولهيك ما فينا نستقبل مجموعات كتيرة من نفس المنطقة ورح نستقبل فقط التجنيد الافرادي، يعني قد ما راوغتوا مرجوعكن لعنا أو بتهربوا لعند العصابات الارهابية على ادلب»، وذلك بحسب شاهد عيان على تكرار هذه الحادثة في شعب تجنيد دمشق وريفها.

يذكر أن عدد شعب التجنيد في دمشق وريفيها الغربي والشرقي يبلغ 13 شعبة متوزعة في ( دوما، قطنا، التل، داريا، جرمانا، الكسوة، ببيلا، النبك، الزبداني، يبرود، عربين، النشابية، الميدان)، وتعطل ثلاثة منها عن العمل بسبب سيطرة الجيش الحر عليها سابقاً، وهي شعب دوما، وداريا، وعربين، ولكن تم إعادة تفعيل شعبة دوما الشهر الماضي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *