أخبار

في يوم عيدها… الأم السورية تضمّد جراحها وتكمل الطريق

يحتفل العالم اليوم السبت 21 آذار / مارس بعيد الأم، الذي يفتح جراح البعض ممن فقدوا أمهاتهن، ويطرق أبواب السعادة عند أولئك الأشخاص الذين يعيشون مع عائلاتهم ولم يفقدوا أي من أفرادها، وكما هو الحال في كل دول العالم يزور هذا العيد الأمهات في سوريا، واللواتي عانين الكثير خلال السنوات التسع الماضية ، ورغم كل شيء كن يضمدن جراحهن ويتابعن طريقهن رغم وعورته.

لم تكن السنوات الماضية كغيرها على الأم السورية التي شاركت في الحراك السلمي المناهض لنظام الأسد وفي مختلف المجالات، فالكثير منهن فقدن حياتهن نتيجة قصف النظام السوري والميليشيات المساندة له وحليفه الروسي، وأخريات تعرضن للاعتقال وزجهن النظام في سجونه بسبب نشاطهن، وعانين أصعب أنواع التعذيب النفسي والجسدي، وتم تفرقتهن عن أطفالهن وعائلاتهن.

ولم تقف مأساة المرأة عند ذلك الحد فقط، بل رمت الظروف السيئة للسنوات الأخيرة بظلالها على الأم  السورية، فالكثيرات منهن فقدن أبنائهن بسبب الاعتقال أو القصف أو المعارك أو التهجير، مثل “أم محمد” المنحدرة من مدينة داريا بريف دمشق الغربي، التي فقدت ثلاثة من أبنائها نتيجة القصف، وتلا ذلك اعتقال النظام آخر كان برفقتها في منطقة نزوحها، وتهجيره لاثنين آخرين من أبنائها  إلى الشمال السوري لتبقى وحيدة بعيدة عن فلذات كبدها وتتمنى لقاء من بقي منهم على قيد الحياة ولو لمرة واحدة فقط.

شاهد بالفيديو :ذكرى عيد الأم في سوريا

وحال “أم محمد” كالسيدة “أم بشار” من ريف دمشق، والتي حدّثت موقع “أنا إنسان” بحرقة قلب، كيف خسرت ولديها وزوجها بعملية إعدام ميداني للنظام في قبو منزلهم، لتبقى وحيدة مع أربع بنات، واحدة منهن قتلت لاحقا مع زوجها بقصف للنظام وأخرى عادة لها بعد أن قتل قناص النظام زوجها أثناء ذهابه لعمله، وتقول: “أي اختبار أخضع له، فقدت أولادي وخسرت كل شيء، استمر في الحياة رغما عني، صدقا لا أستطيع الحديث عن حجم الألم في صدري، استقبل عيد الأم بحرقة وألم ووجع، ولكن الحمد لله على كل حال”.

ولربما أصعب ما مر على المرأة السورية بعد ألم فقدان الأبناء، فقدان الزوج  فالكثيرات من السوريات، تغيب أزواجهن وراء قضبان المعتقلات، وأخريات فقدنهن بسبب المعارك والقصف، لتحمل تلك الأم مسؤولية الأطفال لوحدها وتأخذ دور الأب وتصارع الحياة في سبيل تأمين لقمة العيش التي باتت من أصعب المهام في سوريا، خاصة مع تدهور الوضع الاقتصادي وغياب فرص العمل والارتفاع الجنوني في الأسواق.

ولكن رغم كل ذلك وقساوة الحياة والنزوح والتهجير والاعتقال والفقدان، باتت المرأة السورية قدوة يحتذى بها، خاصة وأنها لم تستسلم للظروف، وجابهتها بكل ما أوتيت من قوى، ودعمت أبناءها للوقوف بوجه النظام، وعملت وكافحت وفتحت مشاريع خاصة بها، ومؤسسات تعنى بشؤونها وتدعمها وتمكنها لتكن عنصر فعال في المجتمع، وفي كل فرصة خرجت لتؤكد أنها مربية الأجيال الأفضل بأقل الإمكانيات، وبعض الأمهات وصلن للعالمية وحصلن على جوائز.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت في تقرير لها، إنه وخلال السنوات الماضية، قتل 226247 مدنياً، بينهم 29257 طفلاً، و16021 سيدة (أنثى بالغة)، 91.36 % منهم قتلوا على يد قوات النظام السوري وروسيا، حيث تفوق نسبة الضحايا من الأطفال والسيدات إلى المجموع الكلي للضحايا حاجز 18 % وهي نسبة مرتفعة جداً وتُشير إلى تعمُّد النظام وروسيا استهداف المدنيين.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *