أخبار

قاطرجي يستولى على منازل في حلب مهددا أصحابها بالاعتقال أو هدمها

أكدت تقارير إعلامية، إقدام عضو “مجلس الشعب” في السلطة السورية ورجل الأعمال، حسام الدين قاطرجي، على الاستيلاء على عشرات المنازل في مناطق من محافظة حلب التي تسيطر السلطة على أجزاء منها.

وقالت صحيفة “عنب بلدي” المحلية في تقرير لها، إن قاطرجي وضع يده على عشرات المنازل في أحياء جبل بدرو وأرض الحمرا والأحمدية ومساكن هنانو، مقدما أقل من نصف قيمتها للسكان، بحجة تصنيف بعض أحيائها بـ”العشوائيات” المفتقدة للسجلات العقارية المثبتة لدى السلطات، أو بحجة أن أصحاب تلك المنازل مطلوبون لدى أجهزة السلطة.

وأضافت أنها رصد بيع 23 منزلا ضمن منطقة جبل بدرو القريبة من مطار حلب الدولي، وذلك عن طريق سمسار مطلع على عمليات البيع.

 

شاهد: ميليشيا أسد تعفش البيوت في حلب

 

أسبوع مهلة ثم مخالفة

وبحسب ما نقلت عن السمسار، فإن بعض تلك المنازل كانت تحت الحجز بسبب انضمام أصحابها لصفوف “المعارضة المسلحة”، بينما كان القسم الآخر من تلك البيوت مهدما ولا قدرة لأصحابها على الترميم.

وأشار السمسار أن سكان بعض المنازل المهدمة، في الأحياء التي لا تتضمن منزلًا أو اثنين قابلين للسكن، يقبلون بالبيع لأن الشارع بأكمله عرضة للهدم.

ولفت إلى أنه تم تقديم عروض بيع لسكان منازل عشوائية في حي مساكن هنانو مع مهلة أسبوع للموافقة، وإلا ستهدم بيوتهم بحجة أنها “مخالفة”.

بدوره قال مصدر من ضمن التشكيلات العسكرية التابعة لقاطرجي، إن العناصر التابعين لرجل الأعمال يهددون أصحاب المنازل الذين لا يرغبون ببيعها بالاعتقال، إما بسبب وجود أقرباء لهم في مناطق سيطرة المعارضة إلى الآن، وإما بحجة أنهم تعاملوا مع الفصائل في أثناء سيطرتها على الأحياء الشرقية للمدينة.

وبحسب المصدر فإن عدد المنازل التي اشتراها قاطرجي في منطقتي جبل بدرو والأحمدية بلغ 60 منزلا، بعضها مدمر وبعضها الآخر مهدد بالانهيار.

كما عمل العناصر على التواصل مع العائلات التي نزحت من حلب لإجراء عملية البيع، إذ أُجريت عملية الشراء عن طريق وكلاء للعائلات التي تسكن في محافظات أخرى، مثل دمشق أو طرطوس، وفقا للمصدر.

 

شاهد: عقارات حلب بربع الثمن والمشتري إيران وميليشياتها

تهديد وتهم

ويقول أحد الأشخاص الذين أجبرهم قاطرجي على بيع منزله، إنه تعرض للتهديد والمضايقات ما دفعه للقبول ببيع منزله الواقع في حي مساكن هنانو وذلك بمبلغ 12 مليون ليرة سورية، أي ما يعادل خمسة آلاف دولار أمريكي.

وأشار أنه وبسبب قلة المبلغ لم يتمكن من شراء منزل بديل مع ارتفاع أسعار العقارات في المدينة، ما اضطره للسكن مع أخيه في حي قاضي عسكر.

كذلك تعرض شاب رفض بيع بيت أهله في حي الأحمدية للتهديد المباشر بالاعتقال، بتهمة “المساس بهيبة الدولة”، لكنه باع المنزل في نهاية المطاف، وذلك بعد أن رأى الجرافات تقوم بهدم العديد من المنازل بحجة أنها تعود ملكيتها لأشخاص كانت تهمتهم تتعلق بالمعارضة.

وباع رجل منزله ضمن منطقة جبل بدرو، وتسلّم 15 مليون ليرة سورية لقاء المنزل الذي لا تقل قيمته عن 40 مليونا، وذلك بعد اعتقاله لمدة أسبوعين من أجل الضغط عليه لبيع المنزل.

لا يقتصر مصير المنازل المباعة على الهدم، حسب شهادة سكان المدينة، إذ يقدم رجل الأعمال بعض المساكن للعناصر المنضمين لشعب “المخابرات العامة”، والذين يتبعون له، حيث ينتشرون في أحياء بستان القصر والكلاسة والسكري والفردوس.

وبحسب ما نقلت الصحيفة عن عنصر يعمل لدى قاطرجي، يقوم الأخير بتسوية أوضاع بعض العائدين إلى منازلهم، بشرط انضمام أحد أفراد العائلة إلى التشكيلات المقاتلة التابعة له، والتي يبلغ تعداد أفرادها نحو 4500 مقاتل.

 

شاهد: تحية عسكرية للنائب ورجل الأعمال السوري حسام قاطرجي تثير جدلا

حسام قاطرجي

وحسام قاطرجي رجل أعمال سوري، وبرز اسمه بشكل كبير خلال السنوات الفائتة، وكان قد شكل ميليشيات تابعة له في مناطق متفرقة بريفي الرقة ودير الزور، وذلك لتسيير أعمال التهريب وخاصة النفط بين مناطق السلطة وقوات سوريا الديمقراطية.

وسبق أن لعب دور الوسيط بين “داعش” والسلطة، إذ تولى شراء شحنات يومية من النفط ذي الجودة العالية من بعض آبار حقل العمر شرقي دير الزور لمصلحة أسد، وما يزال يلعب نفس الدور بعد طرد “داعش” وسيطرة قسد على المنطقة.

يشار إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على شركة القاطرجي النفطية في سوريا، في أيلول العام الماضي، كونها لعبت دور الوسيط بين السلطة السورية وتنظيم “داعش”، عبر تسهيلها نقل شحنات نفطية بين الطرفين، بالإضافة إلى تزويد السلطة بالفيول وشحنات الأسلحة وتقديم الدعم المالي.

وكانت إحدى الصحف الروسية هاجمت ما أطلقت عليها “عشيرة الأسد” في سوريا، وتحدثت عن تجاوزات العديد من الشخصيات الموالية للسلطة ومنها الأخوين حسان ومحمد قاطرجي، وقالت إنهما تعاملا مع تنظيم “داعش” واشتروا القمح والنفط منه، ولعبا “دورا سيئا في الحرب، إذ كانا يمولان تشكيلا عسكريا، وانتقل العديد منهم للمعارضة”.

عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات سورية

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *