أخبار

لأول مرة وفد أممي رفيع المستوى يدخل إدلب .. والأوضاع الإنسانية تزداد سوءا

شهدت محافظة إدلب وللمرة الأولى منذ العام 2011 دخول وفد أممي رفيع المستوى لمعرفة أحوال النازحين على الحدود السورية – التركية، والتي تزداد سوءا مع استمرار النظام السوري بقصف مناطق في المحافظة ومحاولاته التقدم على الأرض، ما يجبر الأهالي على ترك منازلهم والبحث عن مناطق أكثر أمنا.

 

وضم الوفد الأممي الذي دخل أمس الثلاثاء، سفير الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، كيلي كرافت، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري، والسفير الأمريكي في تركيا والدبلوماسي الأمريكي، دايفد ساتيرفيلد، والتقى فريقا من الدفاع المدني السوري في معبر باب الهوى، على رأسه مدير المنظمة رائد الصالح، الذي أطلع الوفد على أوضاع النازحين، والحاجة إلى وقف الهجوم العسكري، وتأمين عودة آمنة للمهجرين إلى منازلهم.

 

وحول الزيارة قال المنسق الأممي للإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، إن ما يحتاجه المدنيون هو وقف لإطلاق النار واحترام القانون الدولي الإنساني، مؤكدا في الوقت ذاته أن الأمم المتحدة تتابع كل خيار ممكن لمساعدة المحتاجين في سوريا.

 

وأضاف: “المدنيون يعانون أزمة إنسانية خطيرة، وقد أدى النشاط العسكري في المنطقة إلى نزوح ما يقرب من مليون شخص منذ كانون الأول/ديسمبر المنصرم، معظمهم من النساء والأطفال، وبعضهم لا يجدون خيارا أمامهم سوى النوم في العراء”.

 

وأشار إلى أن وكالات الأمم المتحدة تمكنت من جمع معلومات تفصيلية مباشرة عن الاحتياجات على أرض الواقع وعن أفضل السبل لحماية المدنيين، والبعثة التي دخلت سوريا وجدت أن الكثير من الناس يعيشون في خوف من التفجيرات والقتال، وأنهم يحتاجون إلى المأوى المناسب والغذاء والصرف الصحي والخدمات الصحية الأساسية والحماية”.

 

وأكد لوكوك أن الأمم المتحدة ترسل شهريا مئات الشاحنات من تركيا إلى شمال غرب سوريا محملة بالطعام والماء والخيام، وطالب بالحفاظ على استمرار هذه العمليات الإنسانية وزيادة طاقتها، “فهذا ما ينقذ الأرواح” حسب قوله.

 

وحول كمية المساعدات وهل تكفي احتياجات المدنيين، قال إن  هناك ما يقدر بنحو 2.8 مليون شخص في شمال غرب البلاد في حاجة إلى المساعدة الإنسانية، وأن وكالات الأمم المتحدة ستتمكن من الوصول إلى 1.1 مليون شخص من أكثر الفئات ضعفا، بفضل التمويل الدولي البالغ 500 مليون دولار أمريكي.

 

وأردف: “وبتبرع اليوم السخي البالغ 108 ملايين دولار من الولايات المتحدة، وصلت تعهدات المانحين ومساعداتهم التي تم استلامها حتى الآن إلى أكثر من 300 مليون دولار”.

 

وفي هذا الشأن أفاد تقرير صادر عن ثلاث جهات غير حكومية الأربعاء أن قوات النظام السوري المدعومة من روسيا تتعمد استهداف البنى التحتية المدنية لإخافة السكان وتسهيل تقدمها العسكري، ما جعل “المناطق المدنية غير صالحة للسكن”.

 

واستند التقرير الصادر عن منظمتي سيف ذي تشيلدرن (أنقذوا الأطفال) والرؤية العالمية وجامعة هارفرد إلى تحليل صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية لمدن ومخيمات في محافظة إدلب أجراه برنامج تابع لمبادرة هارفرد الإنسانية، وتظهر الصور التي تم تحليلها حقولا زراعية امتلأت بمخيمات النازحين خلال أشهر، وقرى وبلدات سويت بالأرض.

 

وتشن قوات النظام بدعم روسي منذ كانون الأول/ديسمبر هجوما واسعا في ريفي إدلب وحلب، تمكنت بموجبه من إحراز تقدم كبير في جنوب إدلب وغرب حلب، وسط قصف عنيف، ما دفع مئات الآلاف للهروب بأنفسهم إلى أماكن أكثر أمنا.

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *