أخبار

ما الهدف من تغطية درع الفرات بشبكة اتصال تركية؟

لم يعد بإمكان أبو كاسم المهجر من الغوطة الشرقية إلى عفرين؛ معرفة مصير من تبقى من أهله في ريف دمشق، بعد إقدام قوات «درع الفرات» التابعة لتركيا على نسف أبراج التغطية الخلوية التابعة للنظام السوري بحجة أنها اختراق أمني، وأن هذه الشبكات تهديداً مباشراً للمناطق التي حررتها عملية درع الفرات (عفرين واعزاز والباب وجرابلس).

أما تخوف أبو جاسم فيعيده إلى أن «التواصل من خلال الشبكة السورية مع أهلي داخل الغوطة سهل وآمن من خلال شبكة محلية لا تهتم أفرع مخابرات النظام بمراقبتها، بينما تشدد على المكالمات الخارجية، وخصوصاً التركية منها، التي لا أستطيع استخدامها في التواصل معهم خشية التسبب لهم بأذى».

جاء إزالة الأبراج بأمر من قيادة ما أطلق عليه الجيش الوطني المدعوم من تركيا، والذي يسيطر على منطقة عفرين؛ وبعض مناطق شمالي حلب لأسباب عزاها الناطق باسمه بالضرورات الأمني، حيث صرح الرائد يوسف الحمود لوسائل الإعلام عن سبب الإزالة بأن السبب يعود لكون هذه الشبكة مرتبطة بنظام الأسد، وأن ما أسماهم بالمجموعات الإرهابية التي تستهدف المنطقة؛ تستخدم تلك الشبكات للتواصل فيما بينها؛ الأمر الذي يؤدي إلى خلل أمني كبير فيها، ويصعب من عملية ضبطها، وأن الجيش الوطني اتخذ قراراً بإلغاء تلك الأبراج، وأوعز إلى وحداته المنتشرة بريف حلب بتنفيذه.

أدت طريقة إزالة الأبراج إلى انتقادات شديدة للجيش، حيث سربت مقاطع فيديو للحظة تدمير أكبر هذه الأبراج في بلدة «ميدانكي» شرق عفرين بعد تفخيخها بالمتفجرات دون العمل على تفكيكها بطريقة صحيحة من أجل الاستفادة منها مستقبلاً.

ويؤكد أبو شيركو أحد سكان مدينة عفرين أن هذه الحركة ليست إلا لزيادة أرباح الشركات التركية، واجبار الناس على شراء الخطوط التركية واستخدامها، وفتح باب أرباح شركات الاتصالات الخاصة توركسل وتورك تيليكوم التي باتت تنشط في المنطقة. ويضيف: «مو رايحة غير علينا، كنت عبي بألف ليرة خطي يبقو معي كل الشهر، بس هلق صار بدي عبي بأربعة آلاف للخط التركي شهرياً، ويروح علي الرصيد إذا ما استخدمتو كلو لآخر الشهر»، ويضيف أبو شيركو أن الحجة التي يتبجح بها هؤلاء عن الوضع الأمني، وتواصل المجموعات الإرهابية تفتقد للدقة، فبمقدور أي شخص تفعيل خطوط سويدية وأميركية، والتواصل عبر برنامج الواتساب بكل أريحية.

وكانت السلطات التركية قد بنت أبراجاً عملاقة لشركات الاتصالات في الشمال السوري، وافتتحت فروعاً لها لكن أسعار تلك الشركات فاقت المتوقع، وباتت عبئاً ثقيلاً عن الناس الذين وجدوا أنفسهم مرغمين على التعامل بها، حيث تبلغ تكلفة الشبكة التركية بالتعبئة المحدودة لمدة شهر حيث يضطر المستخدم لتعبئة خطه بالدقائق والرسائل بمقدار 35 ليرة تركية (ما يعادل 4000 ليرة سورية) في الشهر، تتضمن ألف رسالة وألف دقيقة اتصال و5 غيغا انترنت لمدة شهر، فيما كانت الشبكة السورية تعد أرخص إذ تكلف 350 وحدة اتصال حوالي 500 ليرة سورية، وتكلف الدقيقة على الشبكة السورية 12 ليرة سورية، فيما ليس للدقيقة على الشبكة التركية قيمة اتصال محددة، ويجب تعبئة الخط التركي شهريا، كما أن الخط التركي صالح لثلاث أشهر فقط، في حال عدم وجود بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك) وهو ما ليس متاحاً للمقيمين في الشمال السوري.

أبو هشام صاحب محل اتصالات في مدينة عفرين يقول: «كانت التغطية السورية مصدر رزق لي، واعتمد عليها في تأمين دخلي اليومي بعد تهجيري من ريف حمص العام الماضي. أكثر من40  ألف وحدة أقوم بتعبئتها للزبائن شهرياً؛ ومنها أجني المال الذي أدفع من خلاله أجرة المحل البالغة30  ألف ليرة شهرياً، وهذا حال الكثيرين مثلي من أصحاب محلات الاتصالات، فالناس تقبل على تعبئة خطوطها السورية كونها تملكها منذ زمن. ورغم وجود خطوط الشبكة التركية إلا أن سعر الخط مرتفع، وسعر تعبئته الشهرية مرتفعة أيضاً، تدفع الأهالي لتجنب اقتنائها».

 

 

 

يزن محمود

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *