أخبار

مرض مجهول الأسباب يهاجم 90 بالمئة من أطفال مخيم الركبان

شهد مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية خلال الأسابيع الماضية، إصابة حوالي 90 بالمئة من الأطفال بإسهال وإقياء شديدين.

ولم تستطع النقاط الطبية المحلية معرفة سبب المرض لضعف الإمكانيات، وعدم توفر الأجهزة الطبية المتطورة، أو الأطباء القادرين على تشخيص الحالات، بحسب ما أكد ممرض في المخيم

كذلك لم تستجب الأمم المتحدة لنداءات السكان الداعية إلى إغاثتهم، بالرغم من تفشي المرض بشكل كبير في المخيم، وانتقال العدوى إلى عدد من الرجال والنساء.

ومن جهتها رفضت الحكومة الأردنية فتح الحدود لاستقبال الحالات الحرجة من المرضى، ما أجبر السكان إلى إرسال البعض من هذه الحالات إلى مناطق سيطرة السلطة السورية.

اقرأ: مخيم الركبان.. خدمات سيئة وحصار مستمر والشتاء يفاقم معاناة النازحين

وقال الممرض في نقطة تدمر الطبية التابعة لمجلس عشائر تدمر والبادية السورية داخل مخيم الركبان، شكري الشهاب، “بأنهم لاحظوا قبل نحو شهر، مراجعة 5 أطفال بوقت متزامن للنقطة، وجميعهم يعيشون في بيت واحد”.

شاهد: شاهد: صدى مناجاة أهالي مخيم الركبان يتردد في الصحراء

وأضاف أن الأطفال الخمسة أصيبوا بإسهال وإقياء شديدين، ولم تنجح النقطة الطبية في تشخيص المرض، في حين رجّح ممرضون أن يكون تناول مادة غذائية، مثل حليب الأغنام، هي السبب وراء المرض.

وأكد “الشهاب” أنه “خلال أسبوع واحد، راجع عدد كبير من الأطفال النقطة الطبية، وكلهم يعانون الأعراض نفسها وفي كل يوم كان عدد الأطفال المراجعين للنقطة يزداد، “كما علمنا أن النقطة الطبية الأخرى الموجودة في المخيم، تستقبل العدد نفسه من الأطفال”.

وتابع أن حالات المراجعة وصل في بعض الأيام، إلى أكثر من 40 طفلاً. مؤكدا أن الأمم المتحدة، والحكومة الأردنية، لم تستمع للنداءات التي أطلقتها النقاط الطبية، لإنقاذ حياة الأطفال، والتدخل لمعرفة مسببات المرض.

وزاد أن كل ذلك أجبر الأهالي على نقل بعض الحالات لمناطق تسيطر عليها السلطة السورية، ما أسفر عن وفاة طفلة.

وأردف: “بعض حالات الإسهال كانت حادة ومدماة، مع إقياءات شديدة، وهذه الأعراض المترافقة تنذر بخطورة الوضع، ولم نستطع تحديد السبب لعدم وجود وسائل التشخيص، وخاصة المخبر”.

شاهد: شبح فيروس كورونا يسيطر على مخيم الركبان

 

وقدمت النقاط الطبية في المخيم، “العلاج النوعي والإفتراضي” بوجود هكذا حالات، مثل المطهرات المعوية، والسوائل، وتقديم مواد تعويض الشوارد بظروف الأملاح.

ووفق “الشهاب”، فإن “مقدمي الخدمة الطبية بالمخيم نجحوا بشكل نسبي في السيطرة على المرض، بالرغم من الظروف السيئة، نتيجة نقص الأدوات الطبية والأدوية”.

مؤكدا أن ما زاد معاناة الأهالي وذوي المرضى، ارتفاع أسعار الأدوية وشحّها، بينما تخشى النقاط الطبية من انتقال المرض للنساء والرجال بشكل كبير، كونه سُجلت حالات لديهم لكنها كانت قليلة جداً.

وحصر الممرضون في المخيم سبب المرض بتناول حليب الأغنام أو اللبن والجبن، حيث كان تناول هذه الأصناف القاسم المشترك بين جميع المرضى.

ووجهت النقاط الطبية نصائح للأهالي، للحد من انتشار المرض، منها التأكد من غلي حليب الأغنام لمدة 15 دقيقة قبل تناوله، ومنع إطعام الأطفال المصابين مشتقات حليب الأغنام وخاصة اللبن والجبن.

وأضاف المصدر أن النقاط الطبية طلبت من بائعي اللبن، التأكد من غلي الحليب بشكل جيد قبل تصنيع اللبن والجبن، ويؤكد “الشهاب” أن “الأمر قابل للأخذ والرد حتى يتبين السبب الحقيقي للمرض”.

ومن جهتها خاطبت هيئة العلاقات العامة والسياسية للبادية السورية في 1 من أيار الجاري الأمين العام للأمم المتحدة، عبر بيان أكدت فيه سوء الخدمات الطبية داخل مخيم الركبان، والتي تكاد أن تكون معدومة لقلة الإمكانيات وسوء الحالة المعيشية.

وطالبت هيئة العلاقات بإيجاد حلول سريعة وجدية لأهالي مخيم الركبان بعيداً عن أي اتفاقات دولية قد تودي بحياة آلاف الأشخاص، طالبة من الجميع تحمل المسؤولية الإنسانية تجاه المخيم، وفتح طريق لإخراج السكان من “مستنقع الموت”.

الجدير بالذكر أن نحو 10 إلى 12 ألف نازح، يقطنون في المخيم بعد أن قُدّر عدد سكانه بنحو 45 ألف نازح في عام 2018، اغلبهم مهجرون من أرياف الرقة ودير الزور وحمص.

وبات معروفا للجميع أوضاع المخيم الإنسانية الصعبة، والحصار المحكم الذي يحيط به، بعد إغلاق المنفذ الواصل إلى الأردن بضغط روسي، وإغلاق طريق الضمير من قبل قوات السلطة السورية والشرطة الروسية، فضلاً عن إغلاق جميع المنافذ لإجبار النازحين على الخروج إلى مناطق سيطرة السلطة.

 

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *