أخبار

معتقل سابق لدى جيش الإسلام يروى الفظائع حول التعذيب بالسجون

روى معتقل سابق لدى “جيش الإسلام” والذي كان محتجز ضمن “سجن التوبة” في دوما بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، فظائع عن التعذيب بالسجون.

وكشف السجين نبيل طه، الذي مكث هناك مدة 5 سنوات عما عاشه هناك من معاناة تركت آثارها حتى يومنا هذا، موضحاً أن السجن كان معتقلا لعدد كبير من العسكريين والمدنيين الرجال والنساء ممن تم اختطافهم من مواقع متعددة.

وتابع أنه وبعد الاتفاق الذي تم بين “جيش الإسلام” وقوات السلطة السورية عام 2018 أطلق سراح عدد من المعتقلين، فيما تمت تصفية آخرين من قِبل جيش الإسلام.

وعند اعتقال “طه” كانت تهمته أنه توجه يوم الـ 29 من نوفمبر عام 2014 عند الساعة الثامنة صباحاً وعمره آنذاك 51 عاماً، بسيارة أخيه المحامي حُجر برفقةِ صديقيهما، سالكين طريق حرستا بريف دمشق إلى محافظة حماة، للقاء عائلاتهم، حين أوقفهم 10 مسلحين واقتادوهم عبر نفقٍ إلى مزرعةٍ تبعد 200 متر جنوب الطريق.

وهناك تجمع المسلحون حول المخطوفين وسلبوهم أوراقهم الثبوتية وهواتفهم وحتى ملابسهم ثم قيدوهم وعصبوا أعينهم، واقتادوهم إلى مبنى لـ”جيش الإسلام” بعد ساعات من بقائهم في المزرعة.

وبعد ذلك بدأ التحقيق معهم عقب عزلهم في زنازين انفرادية مدة أسبوع، ترافق بمختلف أنواع التعذيب وانتهى بجمعهم ونقلهم بسيارة مغلقة إلى سجن التوبة سيئ السمعة.

استلم السجان المخطوفين الأربعة وزجّ بهم في زنزانة مظلمة لا تتجاوز مساحتها 40 مترا وتأوي أكثر من 45 مخطوفا آخرين.

ووفق السجين، كان حال السجن سيئاً للغاية، عرف بطعام قليل وماء أقل، لم يحوي وسائل للنظافة، ولا عناية طبية، ولا تهوية، إضافة إلى ذلك كان هناك تعذيب يومي وإهانة.

كما قسمت السجون هناك إلى اثنين برقم 10 و11 للعساكر المخطوفين من قوات السلطة، أما الزنزانة رقم 13 فكانت لمحكومي الإعدام قبل أيام من تنفيذ الحكام.

وأكبر الزنزانات كانت تحمل الرقم 15 وكانت تضم أكثر من مئة شخص. أما من بقي من النساء ممن لم يتخذهن قادة “جيش الإسلام” كجاريات أو زوجات فكن في سجن خاص لم يكن حاله بأفضل من حال سجن الرجال الذي يبعد حوالي 40 مترا.

سجان صادق السجين

ولحسن الحظ أن طه كان أحد الناجيين من هذا المعتقل، وأوضح أنه وخلال أيام سجنه كان هناك شخص يأتي إلى زنزانته ويأخذهم لحفر الأنفاق، مؤكداً أن ذاك الشخص كان مختلفاً عن البقية، وكان يعامل الأسرى بطريقة مغايرة عن الآخرين، يعطيهم استراحات أثناء العمل ويقدم لهم الطعام خلسة، حتى تكونت صداقة بين السجين وهذا المسؤول من “جيش الإسلام” آنذاك.

المفارقة بالحكاية، أن مسؤول حفر الأنفاق هذا الذي يعرف بلقب “أبو رياض”، كان جزءاً من اتفاق عام 2018 مع السلطة، وأوضح طه أنه وبعد خروجه من المعتقل بحث عن سجانه أياماً طويلة إلى أن حصل على رقم هاتفه وتواصل معه.


وفي تلك الفترة، تداولت معلومات عن أن أعداد المفقودين من جيش السلطة والمدنيين في دوما بلغ أكثر من 6000، أوضح أبو رياض أنه وقبل عام 2014 لم يكن هناك توجّه من الفصائل المسلحة نحو الاحتفاظ بالمخطوفين حيث قتلوا كل من وقع بأيديهم، لكن مع بداية العام 2014 بدأت الفصائل تحتفظ بالأسرى بهدف التفاوض لأنهم بالبداية ظنوا أن النصر على الأسد مسألة وقت، وفقا للسجان الذي أكد في حديث لوكالة “أسوشيتيد برس” أن جيش الإسلام قام بتصفية الآلاف.

وفاة مخطوفين تحت ضغط العمل الشاق

في مارس 2015 اختارت إدارة سجن التوبة عددا من السجناء للعمل في حفر الأنفاق العسكرية وكان طه بينهم، فنقلت المجموعة إلى زملكا التي تبعد حوالي 6 كيلومترات غرب دوما، وكان العمل في النفق على ورديات، وكان لكل نفق حراس غاية في القسوة فضلا عن مراقبي عمل، الأول كان أبو بشير القدوة وعرف بوحشيته. وقد توفى في نوبته عددٌ من المخطوفين تحت ضغط العمل الشاق. أما مراقب العمل الثاني فكان أبو رياض الذي كان يتعاطف مع المخطوفين.

وأوضح طه أنه حفر الأنفاق كان يتم بوسائل بدائية مضنية، فيما كانت الحصة اليومية من الطعام لكل عامل رغيف خبزِ، ولتر ماء واحد، والضرب المبرح كان عقاب المقصرين.

“كان طيبياً مجبراً على العمل معهم”

أوضح السجين الذي عاد إلى الحياة أن علاقة طيبة نشأت مع سجانه، الذي كان أحيانا كان يأخذ المعول من يده و يعمل عنه، وكان يوصل الرسائل إلى عائلته بعيدا عن أعين قادة السجن أو المراقب الآخر، قائلاً: “كان أبو رياض الرحمة الوحيدة خلال 8 أشهر لا تنسى من الكرب”.

وفي أبريل عام 2018، تم توقيع اتفاق يقضي بإطلاق سراح المخطوفين لدى جيش الإسلام مقابل الخروج الآمن لبعض قادتها وعناصرها إلى جرابلس في الشمال السوري، وهي مناطق خاضعة لسيطرة تركيا، ونتيجة لهذا الاتفاق خرج طه ورفاقه.

أما أبو رياض، وبعد أن خضع لاتفاق المصالحة عام 2018، فتم استدعاؤه للخدمة الاحتياطية في جيش السلطة، وقبل الدعوة، ونقل إلى وحدة عسكرية في دوما.

وبعد سنوات من البحث، عَلِمَ طه مكان أبو رياض وذهب لزيارته في كتيبته. وتم اللقاء الأول بينهما.

الجدير ذكره أن هذه المأساة تعيد إلى الأذهان مأساة أخرى باتت معروفة بأنها “أيقونة الثورة السورية”، وهي الناشطة الحقوقية رزان زيتونة التي غابت عن الأنظار سنوات طويلة وسط اتهام جيش الإسلام بالوقوف فعلا وراء ذلك.

اقرأ أيضا: جيش الإسلام يتحدث مجددا عن قضية اختفاء رزان زيتونة

ولعل اختفاء زيتونة وزملائها مازال يعتبر أحد أكبر ألغاز الحرب حتى اليوم، فرغم التحقيقات الطويلة التي أجريت على مدار السنين الماضية من جهات مختلفة، لم يأتِ خبر يشفي العليل.

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *