أخبار

نيويورك تايمز: كيف قامت إيران بالتغطية على حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية؟

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الحرس الثوري الإيراني رفض التعامل مع الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد إسقاط الطائرة الأوكرانية ومقتل ركابها البالغ عددهم 167 راكباً.

وكان الحرس الثوري قد أسقط الطائرة باستخدام صاروخين مضادين للطائرات ومن ثم حاول التستر على حادثة إسقاط الطائرة بعد اكتشافه بأنها طائرة مدنية.

في البداية رفض ضباط الحرس التعامل مع روحاني ومن ثم علموا إن المسألة بحاجة إلى معالجة ولذلك أعطوا إنذراً نهائياً: قم بلملمه القصة أو استقل من منصبك. ولذلك قرر المرشد الإيراني علي خامنئي، بعد 72 ساعة، التدخل، وأمر الحكومة بالاعتراف بالخطأ الذي أدى إلى إسقاط الطائرة.

وتمكنت نيويورك تايمز من جمع التسلسل الزمني للأيام الثلاثة الأولى التي تلت إسقاط الطائرة عبر لقاء دبلوماسيين إيرانيين وأعضاء في الحرس الثوري وأشخاص مقربين من المرشد الإيراني تحدثوا جميعهم للصحيفة شريطة عدم ذكر أسمائهم.

شاهد بالفيديو : فيديو للحظة إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ فوق طهران

ويكشف تقرير الصحيفة النقاش الذي أجرته الحكومة الإيرانية وراء الكواليس في محاولة منها التستر على الحادثة في الوقت الذي كان فيه الشارع الإيراني يعيش حالة من الصدمة بسبب فقدان عدد كبير من الإيرانيين جراء اسقاط الطائرة.

المسافرون كدروع بشرية
وتتبين المداولات الداخلية للحكومة الإيرانية القوة الهائلة التي يتمتع بها الحرس الثوري الإيراني الذي همش الحكومة تماماً وعمل منفرداً على تغطية الحادث في تحرك يعمق الانقسام الكبير بين الحرس والحكومة.

وماتزال الانقسامات داخل إيران مستمرة وستنعكس على التحقيق، والمفاوضات حول التعويضات التي يجب أن تقدم للضحايا وإجراءات محاسبة المسؤولين عن الحادثة.

وبحسب ما قال الجنرال أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية في الحرس الثوري، إنه أمر الحكومة، في 7 كانون الثاني، بإغلاق المجال الجوي الإيراني وإيقاف جميع الرحلات الجوية إلا ان الحكومة لم تستجب.

تقول الحكومة إن إغلاق المطار كان سيؤدي إلى إثارة حالة من الذعر وبإشاعة بدء المعركة بين إيران والولايات المتحدة. ولذلك رفضت أوامر الحرس.

وقال مسؤولون إيرانيون، إن الحكومة بالحقيقة كانت تعتقد أن وجود طائرات مدنية سيشكل رادع للجيش الأمريكي يمنعه من شن أي هجوم. ولذلك قررت تحويل المسافرين إلى دروع بشرية.

شاهد بالفيديو :حادث الطائرة الأوكرانية يعيد للأذهان إسقاط طائرة ماليزية بصاروخ في 2014

زاد تعقيد المشهد الإنذار الذي أصدرته قيادة الدفاع الجوي المركزية الإيرانية حيث رصدت طائرات حربية أمريكية أقلعت من الدول المجاورة، أعتقد الحرس أن هدفها قصف الأهداف الإيرانية التي كانت تشن هجوماً يستهدف القواعد الأمريكية في العراق.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن الإنذار كان خاطئاً بل وأكدوا للصحيفة عدم وجود طائرات أمريكية قريبة من المجال الجوي الإيراني في تلك الليلة.

محاولات لاحتواء الأزمة
بعد أن علم الحرس الثوري أنه أسقط طائرة مدنية بصاروخين قام فوراً بإبلاغ خامنئي ولكنه لم يطلع روحاني، أو غيره من المسؤولين المدنيين.

وبدأ قادة الحرس بنقاشات داخلية للتستر على الحادثة، حيث قدموا مقترحات منها تدمير الصندوق الأسود للطائرة.  وقال عضو بارز في الحرس الثوري “دافعوا عن محاولة التستر لاعتقادهم إن البلاد لا يمكنها مواجهة المزيد من الازمات.. هدفنا النهائي الحفاظ على الجمهورية الإسلامية مهما كان الثمن”.

وبالفعل، خرج المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية ببيان قال فيها إن الاقتراحات التي تشير إلى مسؤولية إيران ما هي إلا “كذبة كاملة”.

حاول روحاني الاتصال عدة مرات بالقادة العسكريين ولكنهم رفضوا استقبال مكالماته. وفي نهاية المطاف أخبره قادة الحرس ما حدث وحذروه من أن تداعيات الاعتراف بالمسؤولية من الممكن أن تزعزع استقرار البلاد.

هدد روحاني بالاستقالة وقال إن كندا ستعلم أن إيران هي التي تتحمل المسؤولية. عقد مجلس الأمن القومي الإيراني اجتماعاً طارئاً وصاغ بيانين رسميين، الأول يصدر عن القوات المسلحة، والثاني من مكتب روحاني.

وقالوا من الأفضل الادعاء بان بأن الولايات المتحدة أو إسرائيل ساهمت في الحادث عبر التشويش على الرادارات الإيرانية أو اختراق شبكات اتصالاتها ولكن القادة العسكريين رفضوا، وقالوا إنه من الأفضل القول إن إيران أسقطت الطائرة بحادث بشري على أن يتم الاعتراف باختراق نظام الدفاع الجوي من قبل الأعداء.

للاطلاع على التقرير من المصدر

 

أورينت نت

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *