أخبار

الأمن والاستقرار يعودان إلى سرمين بعد الخلاص من خلايا داعش

يشعر سكان سرمين التي تقع شرقي مدينة إدلب اليوم بارتياح كبير، بعد أن بدأ الاستقرار والأمن يعود تدريجيا، بعد ما اعتادوا عليه خلال السنوات الماضية من تفجيرات واقتتالات واغتيالات، فخلايا تنظيم الدولة أو ما يعرف بـ “داعش” قد تم القضاء عليها وسرعان ما بدأت المتاعب تتلاشى والأمن يستتب.

فوضى

شكلت سرمين التي احتضنت على مدار سنوات فصائل جهادية متشددة أحد أبرز الحواضن العديدة في إدلب لتنظيم الدولة، ولم يكن الولاء للتنظيم وأفكاره بشكل عام، لكن كان هناك إقبال من بعض الشبان على الانخراط في تنظيم الدولة او تنظيمات لم تكن موالية له عند تأسيسها، ثم سرعان ما بدلت ولاءها مثل “جند الأقصى” لاسيما في المرحلة التي تلت الإعلان عما يسمى “دولة الخلافة”.

يتحدث “أحمد” (اسم مستعار لأحد السكان) عن الفوضى المريعة التي عاشها قرابة 40 ألف نسمة من كان المدينة الأصليين أو الوافدين إليها من مناطق أخرى، بسبب النشاط المحموم لخلايا التنظيم، إذ وصل الأمر في إحدى المرات لاعتلاء أحد الشرعيين منبر جامع الفردوس وسط المدينة رفقة مجموعة من المسلحين، حيث ألقى خطبة طويلة حول الجهاد وضرورة دعم المجاهدين، وطبعا كان الدعم سيذهب للتنظيم ليتم من خلاله تقوية فروعه في إدلب ومنها سرمين، يقول “أحمد”.

إتاوات

كانت عمليات جمع الأموال تتم بشكلين: اختياري عبر جمع التبرعات بعد الصلاة الجمعة. وإجباري: من خلال التهديد والابتزاز الذي طال السكان من قبل عناصر ومتزعمي الخلايا بحجة جبي الزكاة.

“سامر” (اسم مستعار لتاجر من سرمين) تعرض للنوع الاخير من الابتزاز، يقول بأسى واضح “اتصلوا بي عبر واتساب لإخباري بأنهم فرضوا علي 3000 دولار كزكاة لبيت مال المسلمين!”.

حاول سامر التملص من هذا الطب فقام بحظر الرقم الذي أرسل إليه هذه الرسالة المبطنة بالتهديد والوعيد، لكن في اليوم التالي تعرض متجره في السوق لزخات من الرصاص قام ملثمون بإطلاقها، ومن ثم تم الاتصال به من رقم آخر وفي النهاية “دفعت المبلغ خوفا من قتلي.. اشتريت روحي بهذا المبلغ” يتابع طسامر”.

قتل بدم بارد

كان القتل والاغتيالات تتم بدم بارد، إذ يتذكر “معتز” (اسم مستعار لأحد السكان) كيف تم اغتيال شبان من المدينة في وضح النهار بحجة انتسابهم يوما ما لـ “حركة أحرار الشام” -الفصيل الذي يكرهه عناصر التنظيم لاسيما “السرامنة”، بسبب حملة أمنية وعسكرية ضخمة شنها منتصف العام 2016 على سرمين للقضاء على جند الأقصى وخلايا “داعش” النشطة في المدينة.

يقول “معتز” “جاء ملثمان على دراجة نارية وأفرغوا عياراتهم النارية في جسد أحد الشبان وسط السوق وأمام أعين السكان.. كان هذا مذلا حقا.. لم يدافع أحد عن الشاب الذي مات مضرجا بالدماء”.

طالت الاغتيالات مقاتلين سابقين، مدنيين، مهجرين، وكانت تتم باستخدام أساليب متعددة مثل القتل العلني بوساطة إطلاق النار على الضحية من سلاح فردي، وتلغيم سيارة الضحية بعبوات متصلة بجهاز “تحكم عن بعد”، إضافة لخطف المقاتلين المنتسبين لفصائل أخرى وذبحهم بالسلاح الأبيض وقطع رؤوسهم.

الخلاص

قادت الفصائل العاملة في إدلب عدة حملات امنية للقضاء على النشاط المريب والمرعب في المدينة، وبداية العام 2020 اضطر السكان لإفراغ المدينة بعد تمدد النظام نحو قرية النيرب المتاخمة، واستغلت الفصائل هذه الفترة للمراقبة، وبعد عودة السكان بدأت حملات أمنية مكثفة كان آخرها القضاء على ما يعرف بخلية “عبد الرزاق عبود” متزعم الخلية التي تتبع لـ “داعش”، والذي قتل أمام بيته خلال هجوم شنته الفصائل وانتهى الأمر باعتقال بقية أفراد الخلية.

احمد زكريا – خاص أنا إنسان 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *