أخبار

الإنفلات الأمني يهيمن على اللاذقية وطرطوس برعاية السلطة السورية والميليشيات الإيرانية

يرفض محمد القاسم (اسم مستعار) الذي يبلغ من العمر 44 عاماً الذهاب إلى العمل في مزرعة البرتقال في أحد مناطق ريف طرطوس وذلك بعد الفلتان الأمني التي تشهدها المناطق من عمليات خطف وقتل واعتقال من قبل الحواجز المنشرة على الطرقات، إضافة إلى الاشتباكات المتقطعة بين حواجز الشبيحة في المنطقة.

محمد القاسم هو عامل من ريف إدلب ويعيش في منطقة طرطوس منذ 20 عاماً ويعمل مع عائلته في مزارع البرتقال والليمون حيث تعرض في وقت سابق للاعتقال لمدة شهرين لأنه من محافظة إدلب، ولكنه خرج وعاد إلى مهنته السابقة حيث بات يخشى الذهاب للعمل خشية الفلتان الأمني وإعادة اعتقاله من جديد.

يقول “القاسم” لموقع (أنا إنسان): “قبل ما يقارب 10 أيام اختطاف أحد أبناء الجيران وهو طالب طب من منطقة الدريكيش خلال ذهابه إلى جامعة تشرين حيث فقده أهله ولم يتصل بهم لمدة يومين وبعد هذه الفترة اتصل الخاطفون من جهازه وطالبوا أهله بدفع فدية تقدره بـ 5 ملايين ليرة سوري مقابل إطلاق سراحه حيث اضطر والده لدفع المبلغ لإخراجه”.

وأضاف: “خلال المشي على الطريق باتجاه العمل هناك عدة حواجز منها للدفاع الوطني وأخرى للشبيحة وحواجز لجيش السلطة السورية حيث نتعرض للابتزاز بشكل متواصل على الحواجز في حين أن حواجز الشبيحة تطلب مبالغ مالية من أي شخص يعلمون بأنه ثري أو منطقة غير موالية للنظام”.

 

وقد شهدت محافظتا طرطوس واللاذقية عشرات الجرائم في مناطق متفرقة في الأشهر الماضية، وفقاً لما نقلته صفحات محليّة، راح ضحيتها ثلاثة أشخاص، في الوقتِ الذي أصبح فيه الانفلات الأمنيّ سمة عامة في المناطق والمدن التي تحكمها قوات السلطة السورية.

وفي مدينة الدريكيش بريف طرطوس، أفادت صفحات محليّة، بأنّه “تمّ العثور على جثة شاب على جانب أحد الطرقات الحراجية، بعد قتله باستخدام قنبلة يدوية استقر عدد من شظاياها في رئة الشاب والطحال والفك السفلي، أدت إلى نزيف صاعق أسفر عن وفاته وهو يعمل سائق باص”.

 

ونقلت مصادر موالية للنظام إلى أن حادثة هزت مدينة جبلة مؤخراً، من خلال إقدام فتى يبلغ من العمر 17 عاماً، على قتل والده برصاصة في الرأس في إثر خلاف عائلي بينهم، ليسعفه إلى المستشفى ويزعم في إفادته أمام الجهات الأمنية أن شخصاً مجهولا أطلق النار على والده ومن ثم هرب، ليتبين بعد التحقيق أنه هو من أطلق النار وقتل والده.

يقول الصحفي أيهم عبد الله وهو مختص في شأن المناطق الموالية للنظام أن “الفلتان الأمني في مناطق سيطرة السلطة السورية وخصوصاً في الساحل السوري هو تنوع مناطق السيطرة ما بين ميليشيات تتبع لإيران وأخرى تتبع لروسيا بالإضافة إلى أن جيش السلطة السورية فقد السيطرة على هذه المناطق وسطوة عناصر الشبيحة وسيطرتهم على عدد من المناطق وقيامهم بعمليات خطف وابتزاز بحق المدنيين”.

وأضاف: “أكثر المليشيات التي تقوم بالانتهاكات في مدينة اللاذقية على وجه الخصوص هي للمدعو هلال الأسد الذي يمتلك كتائب من الشبيحة هدفها عمليات السلب والخطف وتهريب المخدرات وبيعها في الأسواق بالإضافة إلى اعتقال كل من يرفض تصرفاتهم حيث لا يستطيع جيش السلطة السورية وضع حد لتصرفاتهم بسبب دعمهم من قبل المليشيات الإيرانية”.

 

وأفادت مصادر موالية للسلطة السورية من مدينة اللاذقية أن قواتها عمدت إلى تسليح شريحة واسعة من الشبان؛ بهدف الالتحاق بصفوف قواتها والقتال إلى جانبهم في معاركهم ضد الفصائل؛ بالإضافة إلى عمليات السطو والخطف التي يقوم فيها شخصيات موالية من آل الأسد ومخلوف ما انعكس على الوضع الأمني في هذه المدن ورفع من معدل الجريمة بشكل كبير جدا وباتت تشهد جرائم متكررة وسط غياب للعقاب أو إجراءات للحد من هذا الأمر وسط عدم اكتراث المليشيات بهذه الجرائم.

العميد محمد الخالد وهو خبير في الشؤون العسكرية يقول لموقع (أنا إنسان): “الضائقة الاقتصادية التي يتعرض السلطة السورية وكذلك المليشيات الإيرانية جعلت الفصائل المحسوبة عليهم تلجأ إلى التعفيش والابتزاز والخطف من أجل تأمين مصاريفهم بسبب انقطاع الرواتب أو انخفاضها كذلك ارتفاع أسعار الدولار إلى مستويات قياسية أحدث تذمراً في الوحدات العسكرية التابعة للشبيحة”.

وأضاف: “تحاول إيران وروسيا إطلاق يد الفصائل الموالية لهم في صراع أصبح علنياً في الساحل السوري من أجل السيطرة عليه وذلك من خلال التغاضي عن أغلب الجرائم المرتكبة من قبلهم مقابل ضمان ولائهم رغم انخفاض الدعم المالي المقدم لتلك المليشيات لذلك فإن هذا الجرائم ستشهد وتيرة متسارعة في الأيام المقبلة”.

ويشار إلى مدينة اللاذقية تشهد بشكل متكرر اشتباكات بين عناصر من الشبيحة وقوات الدفاع الوطني وقوات من جيش السلطة السورية داخل المدينة وتؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين وسط عدم قدرة أي طرف على حسم المعركة لصالحه وإنهاء الطرف الآخر.

أحمد العكلة – أنا إنسان

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *