أخبار

الاتفاق العسكري الأخير بين السلطة السورية وإيران هل باركته روسيا؟

تباينت الآراء والتحليلات حول الاتفاق  العسكري الأخير الموقع بين السلطة السورية وإيران، حيث قرأة البعض على أنه جاء بموافقة روسية، في حين رأى آخرون أن الاتفاق جاء درا على التحجيم الروسي لنفوذ إيران في المنطقة.

وقال الباحث الإسرائيلي، مردخاي كيدار، معلقا على الأمر، إن الاتفاقية الأخيرة بشأن تطوير منظومة النظام للدفاع الجوي، “ما كانت لتتم لولا الموافقة الروسية”، معتبرا أن موسكو سمحت بتوقيع الاتفاق بسبب “محدودية كمية القنابل والصواريخ التي ترسلها إلى السلطة السورية، إضافة إلى أن المعارك في سوريا مستمرة أكثر بكثير مما توقعت روسيا.

 

بدوره  قال مصدر في هيئة الأركان الإيرانية، لصحيفة “الجريدة” الكويتية، إن “السلطة وإيران وقّعتا الاتفاق العسكري بعد موافقة روسيا عليه، والتي عرقلته سابقا عدة مرات”. وأشار إلى أن عددا كبيرا من الأسلحة الإيرانية التي تم الاتفاق على توريدها إلى سوريا بموجب الاتفاق، ونُقلت قبل بضعة أشهر.

وحول تداخل المنظومة الإيرانية مع أنظمة الرصد الروسية، قال المصدر العسكري الإيراني، إن موسكو “عرقلت جميع محاولات عقد الاتفاقية سابقا (..) وهناك شكوك لدى  المسؤولين الإيرانيين، أن الروس هم من كشفوا مواقع عدد من مخازن بطاريات الصواريخ الإيرانية، التي استُهدفت من الطيران الإسرائيلي مؤخرا”.

 

ووفقا للمصدر العسكري فإن موقف روسيا دفع إيران إلى رفض التعاون في الهجوم على إدلب، وبالمقابل طلبت روسيا من إيران سحب عناصرها من ليبيا مقابل الموافقة على الاتفاق العسكري.

من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي، طه عودة أوغلو، في تصريحات لموقع “أورينت نت”، أن الاتفاقية جاءت ردا على العقوبات الأمريكية الأخيرة على السلطة السورية وحلفائها، والهجمات الأخيرة  على مواقع الميليشيات الإيرانية والسلطة السورية، حيث أبدت الأخيرة انزعاجها لسكوت روسيا عن الأمر وعدم تفعيل دفاعاتها الجوية لصد الضربات.

 

أما الأستاذ في  القانون الدولي فادي شعبان، اعتبر أن الاتفاقية مجرد رسائل دعائية وسياسية موجهة إلى جميع الأطراف التي تعمل على تحجيم الدور الإيراني في سوريا وخاصة روسية، والتي تسعى لفرض حل سياسي عبر صفقات لا تتوافق مع الرؤية الإيرانية وخاصة مع أمريكا وتركيا.

وأضاف أن إيران تريد من اتفاقيتها الأخيرة شرعنة هيمنتها، ولتؤكد أنها باقية رغم كل الضغوط  التي تهدف لمحاولة إخراج ميليشياتها من سوريا، ولا سيما من قبل روسيا التي تحاول عمل ترتيبات سياسية عبر  لقاءاتها الأخيرة المكثفة مع شخصيات علوية، وأخرى معارضة، ناهيك عن تحركاتها العسكرية والاشتباكات الأخيرة المحدودة بين عناصر مليشيات الطرفين. 

 

ووقعت السلطة السورية قبل أيام مع حليفتها الإيرانية اتفاقا عسكريا جديدا لمساعدة الأولى في تعزيز دفاعاتها الجوية، حيث يأتي ذلك رغم الضربات الإسرائيلية والتصريحات الأخيرة بإنهاء الوجود الإيراني في سوريا، وفي وقت تشدد فيها الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطها على البلدين الحليفين.

وأعلن وزير دفاع السلطة السورية، علي عبد الله أيوب، ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، الأربعاء الفائت، التوصل لاتفاقية عسكرية شاملة لتعزيز التعاون العسكري والأمني في شتى مجالات عمل القوات المسلحة للبلدين، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقداه في العاصمة السورية دمشق، حيث قال باقري،  “سنعزز نظام الدفاع الجوي السوري بهدف تحسين التعاون العسكري بين البلدين”، واعتبر إن الاتفاق سيعزز إدارتهم لمواجهة الضغوط الإيرانية.

ومنذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في العام 2017، توترت العلاقات مجدداً مع إيران. وأعلن ترامب في العام 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بين إيران والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، وأعاد فرض عقوبات أحادية على إيران أنهكت اقتصادها في حين كانت تأمل بتحسن أوضاعها في ضوء تقيّدها بالاتفاق.

 

وإيران من أبرز حلفاء السلطة السورية، ودعمتها سياسيا وعسكريا بعد بدء الاحتجاجات المناهضة لها والتي دعت لإسقاط السلطة الحاكمة، ومدتها بالعتاد والعناصر، وارتكبت انتهاكات كثيرة بحق المدنيين، وقتلتهم وساهمت في تهجيرهم واستولت على ممتلكاتهم، ومع مرور الوقت بدأت تأخذ شكل الدولة داخل الدولة وتوسعت مناطق سيطرتها ونفوذها، وبدأت تحاول خلق حاضنة شعبية لها في سوريا، وتنشر جاهدة الفكر الشيعي مع ترغيب الشبان والعائلات بالأموال لإظهار الموالاة لها.

ولكن الوجود الإيراني في سوريا يزعج إسرائيل كثيرا، والتي تدعو لخروجها من سوريا، وخلال الفترة الأخيرة كثّفت قصف مواقع لها وللميليشيات التي تدعمها على امتداد سوريا، وأكدت أنها ستنهي وجودها

 

الصراع الإسرائيلي – الإيراني على الأراضي السورية يحتدم.. النهاية لصالح من؟  

التعليقات: 1

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *