أخبار

الاتهامات تلاحق فصائل المعارضة حول انتهاكات عفرين والأخيرة ترد

تعرضت مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية بريف حلب شمال سوريا، انتهت بسيطرة فصائل المعارضة المدعومة من تركيا عليها في مارس/ آذار 2018، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف الاتهامات للجهات المسيطرة بإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة.

وجراء الحملة نزح ما يزيد عن نصف سكان المدينة، البالغ عددهم قبل السيطرة نحو نصف مليون شخص من سكان أصليين ونازحين وتمركز النازحون في مخيمات بمناطق “الشهباء” في ريف حلب الشمالي، على بُعد عشرات الكيلومترات من منازلهم.

ويتهم ناشطون أكراد قوات المعارضة السورية بإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة، عن طريق تهجير السكان الأصليين، ووضع عوائل المقاتلين ونازحين من بلدات الغوطة الشرقية لدمشق ومدن حمص وحماة وحلب وغيرها في منازل عفرين.

“جيكر” شاب كردي من منطقة “عفرين” نزح إلى مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال شرق سوريا بعد سيطرة قوات المعارضة على مدينة عفرين.

اقرأ أيضا: عفرين.. انتهاكات جديدة لـ”فرقة الحمزة” والضحايا مدنيون والتوتر يشعل المنطقة

وقال “جيكر” إن “قوات المعارضة السورية عملت على تهجير الأكراد من المدينة من خلال التهديد وعمليات السلب المستمرة لأملاك الأهالي والتضييق على أهالي المدينة، من خلال خطفهم وطلب فدية مقابل مبالغ كبيرة من أجل فك أسرهم”.

وأضاف في حديثه لموقع “أنا إنسان” أن “التهمة جاهزة لأي مواطن كردي يعيش بالمدينة بأنه عميل لحزب العمال الكردستاني، إذا أراد رفض تسليم أملاكه أو دفع إتاوة للفصائل”.

وأضاف: “تركيا إذا لم تكن مشاركة في هذه العمليات فهي على الأقل صامتة على ممارسات الفصائل، ولم تقم بالدور الكافي لإعادة حقوق المدنيين في عفرين وإعادة أملاكهم”.

ويتهم النشطاء الأكراد الفصائل بالاستمرار في الاعتقالات التعسفية وحالات الاختطاف والقتل والمضايقات والضغوط ضد الكرد المتبقين وبتواصل تقييد حركتهم وضرب مقومات حياتهم والتنمر والاستعلاء عليهم، لدفعهم نحو الهجرة وترك الديار والممتلكات.

“عبد الرحمن” وهو مدني كردي يعيش في مدينة “عفرين” عاد إليها بعد نزوحه لمدة عام إلى منطقة “الدرباسية” بريف الحسكة، وذلك بهدف إنقاذ ما تبقى من أرزاقه بعد حصوله على حكم من المحكمة بعودة أراضيه.

وقال “عبد الرحمن” إن “الفصائل سيطرت على أرضي الزراعية التي تتألف من 500 دونم زراعي، وقامت بجني ثمارها وبيعه وكذلك سيطرت على 5 شقق سكنية في مدينة عفرين، ومحل تجاري وتم وضع نازحين من الغوطة والشرقية وحمص في المدينة”.

وزاد: “بعد حصولي على حكم من المحكمة بعودة أرزاقي طلب مني مسلحون بدفع إتاوات سنوية مقابل تسليم الأراضي، حيث طلبوا مبلغ 5000 دولار بشكل سنوي مقابل التخلي عن الأرض الزراعية والشقق السكنية”.

وشهدت الآونة الأخيرة تشكيل لجنة متخصصة في متابعة شكاوى السكان في منطقة عمليات “غصن الزيتون” بالإضافة إلى لجنة أخرى تكون بمثابة جهة رقابية في كل مناطق عمليات “درع الفرات” و “غصن الزيتون” و “نبع السلام” (المناطق التي سيطرة عليها الفصائل المدعومة من تركيا بريف حلب وانتزعتها من يد قسد)، ومحافظة إدلب.

وجاءت هذه اللجان بموجب مقترحات قدمها قضاة ومشايخ سوريون، وحظيت بموافقة وتأييد تركي، وذلك بعد تصاعد الشكاوى من الانتهاكات بحق السكان خاصة في “عفرين”.

بدوره رفض “الفاروق أبو بكر” وهو قيادي في الجيش الوطني السوري الأحاديث عن عمليات التغيير الديموغرافي حيث قال: “بما يخص مصطلح التغيير الديمغرافي في مدينة عفرين، فقد اخترعته الآلة الإعلامية لقسد”.

وبحسب قوله فإنه وبعد انتهاء المعارك بين الفصائل وقسد والسيطرة الأولى على عفرين عاد قسم كبير من أبناء المدينة.

وتابع “يوجد كثير من عوائل القيادات والمقاتلين التابعين لقسد ضمن العوائل التي خرجت من مدينة عفرين وهؤلاء الناس هم الذين رفضوا العودة لأنهم عوائل قيادات”.

ووفقا للقيادي فإن “هناك منع من قسد لعودة المدنيين من المنطقة، وتطلق صفة الإرهابي على الكردي الذي يسكن في بيته في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الوطني و لدينا دلائل على منعها لعودتهم”.

وأشار إلى أن “أي شخص يريد العودة إلى مدينة عفرين الأبواب مفتوحة إن كان من أبناء مدينة عفرين او أبناء ريف عفرين، وهناك لجان شكلت لمساعدة أي شخص يعود إلى المنطقة وإن كان بيته مسكون من قبل مهجرين من غير منطقة يتم إعادة إلى بيته وإخراج الأشخاص المدنيين”.

وفي تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية العام 2018 قالت إن القوات التركية تطلق العنان لفصائل المعارضة لارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد المدنيين في مدينة عفرين شمالي سوريا.

وأضاف التقرير أنه من بين هذه الانتهاكات الاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، ومصادرة الممتلكات، وأعمال النهب، وقد غضت القوات التركية الطرف عنها. بل إن بعض هذه الجماعات، وكذلك القوات المسلحة التركية ذاتها، استولت على المدارس، مما عطل تعليم الآلاف من الأطفال.

 

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *