أخبار

التشرد الناعم

رشا العنداري 

أطفال النزاعات عنوان يختزل في كلماته واقعا مريرا جريحا.. فكم من طفل تحول إلى متسول جائع لا دفئ يقيه برد الأرصفة أو بائع تبغ بأحسن الأحوال أو حامل سلاح..

فقط هم ضحايا صراع من بيت ومدرسة والكثير من الأصدقاء في مدينته حلب إلى شارع بارد في دمشق محمد وذكريات العشرة أعوام سنين عمره تسقط أمام أحذية المارة في مكان نزوحه لم يجرئ أن ينظر في عيني وأنا أسأله ولم أقوى على ضبط توازني أمام خجله كان همه الأول أن يخبرني بأنه من حي الأنصاري من حلب الجميلة اعترض فقط على أن أصوره بثيابه المتسخة محمد يعمل صباحا في مسح زجاج السيارات على إحدى إشارات المرور ويبيع التبغ في المساء ربما كان أصعب مارأيته عيون بريئة تتحدث بلسان رجل مثقل بالهموم وعلى الرصيف المجاور كانت تقبع إسراء الطفلة ذات التسعة أعوام مع شقيقها أحمد في الخامسة من عمره تشردا بعد مقتل والدتهما إثر قذيفة اغتالت بيتهم ووالدهما الذي خرج ليجلب حاجيات المنزل ولم يعد ..كان ذلك الرصيف منزلهم ومضايقة المارة دروس سندفع ثمنها جميعا .. وجه إسراء الجميل ينبئ بما قد يحدث حدثتني ولم تكن تعرف أن ما تتعرض له هو تحرش جنسي همها الوحيد هو حماية أخيها الصغير وإطعامه هي الآن أم

هؤلاء الأطفال يتعلمون الآن أبجدية الشوارع ونظراتهم تقول ستدفعون ثمن هذا التشرد غاليا … هذه بعض الحالات التي تعم الشارع /غربة داخل الوطن/ ومستقبل لا يحمل في جوانبه إلا القهر أن نعبر جميعا خطوطنا الأولى وكل هذا القهر خلفنا نكون قد مشينا فوق مستقبلنا وحطمناه نحن بحاجة لأكثر من صرخة.

صحفية سورية 

التعليقات: 3

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *