أخبار

التفاصيل الكاملة للهجوم المسلح لداعش على السويداء

خاص أنا إنسان

لم يتوقع أهالي السويداء أن يستيقظوا فجر الاربعاء 25/7/2018على هذا الهجوم الهمجي من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

كان كل شيء مهيأ لهذا الهجوم من قبل الحكومة السورية، حيث قام النظام أولاً باستجلاب داعش من مخيم اليرموك والحجر الأسود عبر اتفاق بم بين الدواعش ووفد ايراني تم من خلاله نقلهم بالباصات الخضراء إلى شرقي محافظة السويداء أي بجوار القرى التي تعرضت للهجوم .

وفي شهر حزيران قام النظام السوري بسحب قوات جيشه من المنطقة الشرقية بالقرب من القرى التي كان يثبت نقاطاً له فيها وهي القرى التي تعرضت للهجوم الداعشي.

وقام أيضاً بإخلاء أهم نقطة مراقبة في المنطقة الشرقية قبل فترة قصيرة من الهجوم وهي نقطة (الدياثة) التي كان الدفاع الوطني يثبت نقطة مراقبة له فيها، كما قامت الحكومة السورية قبل الهجوم بثلاثة أيام بسحب السلاح الذي كانت قد سلمته للأهالي  للدفاع وحماية المحافظة من أي اعتداء، إضافة إلى قيام الحكومة بقطع التيار الكهربائي عن المناطق التي تعرضت للهجوم قبل بدايته بقليل لمساعدة الإرهابيين في الوصول للمنازل دون أن يراهم أحد .

الدافع الأساسي لهذا الهجوم هو اجتماعات القيادات الروسية مع وجهاء ومشايخ المحافظة الأمر الذي أثار خوف النظام وإيران أن يخسروا تواجدهم فيها، فقد فشلوا سياسياً ودينياً واجتماعياً ولم يبقَ لديهم إلا تحريك يدهم في المنطقة من خلال (داعش)، فضلاً عن تمرد شباب السويداء وامتناعهم عن الالتحاق بجيش النظام.

بدأ الهجوم على قرى ريف السويداء الشرقي (رامي، شريحي، طربا، شبكي ودوما) وقرى الريف الشمالي (المتونة، السويمرة) حوالي الساعة الرابعة والنصف فجراً، حيث دخلت داعش إلى القرى ومعهم من يساعدهم من بدو تلك المناطق والذين كانوا على معرفة بأهالي القرى نتيجة سكنهم بقربها، و بدأوا يطرقون الأبواب وينادون أصحاب المنازل بأسمائهم فلم يتردد أحد من الأهالي من فتح الباب للطارق نتيجة معرفة صوت الشخص الطارق للباب، وعندما يفتح صاحب المنزل بابه يعاجلونه برصاصة أو بطعنة سكين في صدره ويدخلون إلى منزله  ويقتلون كل أفراد العائلة، أو يبقون طفلاً واحداً على قيد الحياة ليكون شاهداً على ذبح عائلته وينقل للآخرين ما جرى.

في الوقت نفسه وحوالي الساعة الخامسة إلا خمس دقائق تحديداً دخل عدد من إرهابيي داعش إلى مركز مدينة السويداء، و بدأوا  بتنفيذ هجوم بالأحزمة الناسفة حيث وقعت خمسة انفجارات  أكبرها الذي وقع عند سوق الحسبة (سوق الخضار) في قلب المدينة حيث يتجمع في الصباح الباكر أهالي الأرياف الذين يأتون بأرزاقهم ليبيعوها مما أوقع العديد من الضحايا.

كما وقعت انفجارات عند (دوارالمشنقة) و (دوار نجمة)  وفي حي المسلخ .

كان الهدف من هذه التفجيرات إلهاء الأهالي عن تلبية نداء الفزعة ومساندة القرى التي تتعرض لهجمة داعش البربرية.

قام العديد من الأهالي والشباب بمساندة القرى المنكوبة لمواجهة داعش وخصوصاً بعد أن سيطر التنظيم على قريتي الشبكي وشريحي، فانطلق المدنيون من كل أنحاء المحافظة تجاه القرى لقتال داعش بالإضافة إلى رجال الكرامة الذين كان لهم دور أساسي في صدّ هذا الهجوم الإرهابي.

بقيت الإشتباكات مستمرة حتى الرابعة  عصراً، حيث تمكن شباب الجبل الذين لبوا نداء الفزعة من استرداد القرى التي سيطرت عليها داعش دون أي تدخل من الحكومة أو الجيش الذي لم يقم بمساندة الأهالي، حيث هبَّ الشباب المدنيون من (جرمانا وصحنايا وحضر) للدفاع عن القرى ولم تصل مساعدة الجيش بعد، وعندما انتهت الاشتباكات قامت الحكومة بإرسال سيارة تحتوي على 15 عنصراً كلهم من الخدمات الثابتة وبينهم مصابين لإظهارهم على الإعلام وتزوير الحقيقة.

خسر داعش الكثير من القتلى الذين سقطوا على أيدي الأهالي أثناء الدفاع عن قراهم حيث قُدر عدد قتلى داعش الذين لم يتمكن التنظيم من استردادهم حوالي ال 120 جثة، الجدير بالذكر أن أحد الفروع الأمنية قام بإرسال عناصره إلى قرية دوما وأخذ جثث الدواعش هناك الأمر الذي فسره الأهالي أنه عملية إخفاء عناصر الأمن الذين هم بالأساس من يأدون دور داعش .

انسحبت داعش من القرى نتيجة تصدي الأهالي لها ومع انسحابهم اتضح عدد الذين استشهدوا من شباب وأهالي السويداء بالإضافة إلى الكشف عن عدد من المفقودين من النساء والأطفال، وبعد يومين من الاشتباكات عُثِرَ على بعض المفقودين إما متوفين نتيجة قتل داعش لهم أو مختبئين بعدما تمكنوا من الهرب، واتضح أن باقي المفقودين من نساء وأطفال قامت داعش باختطافهم واحتجازهم كرهائن حيث سرّبت صورهم بطريقة مشبوهة أتبعتها بفيديو للمختطفات مع ذكر مطالب التنظيم على لسان إحدى المختطفات وهي إخلاء سبيل معتقلي داعش عند النظام وإيقاف حملته العسكرية على منطقة حوض اليرموك، وبقي هذا الفيديو مجهول المصدر حيث لم يعرض على الصفحات الرسمية الخاصة بداعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومع هذا الفيديو بدأت المفاوضات التي اتضح مؤخراً أنها تتم بين النظام وتنظيم الدولة ولم يُعرف عنها شيء حتى الآن .

 وبعد مرور ستة أيام على الهجمة الداعشية على السويداء سُرِّبَ فيديو جديد لإحدى المختطفات تطمئن فيه الأهالي بأنهن بخير.

مما لاشك به أن كل ما يحدث هو من عمل النظام الذي ترك الأهالي بمواجهة مع داعش بعد أن فتح لها الطريق للدخول إلى المحافظة، وبعد أن سحب السلاح من الأهالي الذي كانوا يحمون أنفسهم به، بالإضافة إلى تأخر وصول مساندة الجيش وكان الدعم عبارة عن خمس دبابات مهمتها تمثيلية فقط، وهذا ماظهر عندما تساقطت قذائف الهاون على قرية (شبكي) بعد دفن الشهداء فقامت دبابة النظام بالقصف على مكان آخر تماماً بعيد عن مكان خروج قذائف الهاون، بالإضافة إلى محاولته الدائمة تحريض شباب السويداء المرابطين على اقتحام البادية باتجاه داعش دون أي عتاد ثقيل أو حماية .

خسرت السويداء ما يقارب 250 شهيداً ومازال العدد مرشحاً للزيادة نتيجة الحالات الحرجة لبعض الجرحى، ومع ذلك مازال الأهالي مصرين على الدفاع عن محافظتهم وأرضهم وعرضهم بالرغم من ضعف الإمكانيات التي يمتلكونها والتي لا تتعدى سكين المطبخ أحياناً.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *