أخبار

اللاجئون السوريون في لبنان تحت مطرقة الشتاء وكوارثه!

 

يناشد اللاجئون السوريون في بلدة عرسال اللبنانية مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمات الدولية والمحلية المعنية، للنظر إلى وضعهم الحالي وتقديم المساعدة اللازمة والضرورية لهم، بظلّ العواصف والمنخفضات الجوية التي تضرب لبنان.

منذ مساء البارحة تشهد البلدة هناك تساقطاً مستمرا للثلوج، فيما تسببت مياه الأمطار والثلوج المتساقطة بكثافة على مخيمات البقاع وعكار بغرقها.

تقول رانيا من مخيمات عرسال، إن حاجة أهالي المخيمات لمادة المازوت والتدفئة والمواقد، كبيرة جدا خاصة أنّ المنطقية جردية جبلية. وبحسب قولها: “الصوبيات التي يمتلكها اللاجئون هنا، عمرها أكثر من ست سنوات”.

جدير بالذكر أنّ الحملة الأمنية التي شهدتها المخيمات في لبنان الصيف المنصرم، والتي قامت بها الحكومة بإقرار القوانين لإزالة الجدران الحجرية للمخيمات، مما أثرّ على الخيم بشكل مباشر، فبضع “البلوكات” كانت تقف حاجزاً بسيطاً بوجه شدة البرد، وتساعد في دعم الخيمة من الهبوط على قاطنيها عند تساقط الثلوج والأمطار. أما الآن فـالغلاف البلاستيكي للخيمة ” الشادر” لا يحمي شيئاً من العراء ويعرض حياة قاطنيهم لخطر الموت المباشر.

يوجد في عرسال 142 مخيماً، وقد بلغ عدد المتضررين في مخيمات عرسال قرابة 1500 عائلة ( 9000 نسمة)،  من العاصفة الماضية “لولو” التي ضربت لبنان في مطلع الشهر الجاري، فيما تضاعف العدد في المنخفض الحالي.

أما في مخيمات وادي حميد التابعة لبلدة عرسال، وهي أكثر المناطق حرماناً من المساعدات خاصة بعد أحداث 2014، هناك 226 عائلة بحاجة للمساعد ويبلغ عددهم 1100 شخص يحتاجون إلى الشوادر والخشب لتدعيم السكن، أيضاً خزانات مياه مع العلم انهم يملؤون المياه بخزانات غير صالحه للشرب. وإلى الوقود والمساعدات الغذائية، فهي أكثر المناطق برودة في عرسال. في تلك المنطقة الاطفال لا يذهبون إلى المدارس لعدم قدرة الأهالي على دفع المواصلات لأبنائهم. ولا وجود لفرص عمل في المنطقة برمّتها.

إلى عكار شمال لبنان حيث تناشد السيدة هناء، مفوضية الأمم المتحدة، وتحكي معاناتها معهم بأنّ المفوضية لم تستجب لهم على الأرقام التي وزعتها عليهم فيما سبق على أنّها ارقام الاستجابة الطارئة، حيث غرقت خيمهم بمياه الأمطار وسواقي الصرف الصحي، وتركوا المخيم ليومين ليحاولوا الانتقال إلى أقرب جار إليهم. بينما وصل موظفي المفوضية بعد يومين من غرق الخيم، وكان الجواب أنّ خيمكم لا تحتاج لأيّة مساعدة. وتؤكد أنّ الكثير من المنازل العشوائية انهارت على أصحابها، ولكن نجا من يسكنها بأعجوبة، وذلك نتيجة شدة الرياح”.

الأضرار واحدة في معظم المناطق اللبنانية، أبرزها هبوط أسقف الخيم، وتلف الخشب، وتطاير الشوادر، وغرق أثاث الخيم وكامل محتواها. فكلّ المخيمات بحاجة إلى شوادر وخشب، وحرامات واسفنج وسجاد، كما أن مياه الصرف الصحي في السواقي المجاورة للمخيمات فاضت عليهم، والمخيمات بحاجة لصيانة شاملة.

 

وبحسب الاحصائيات في البقاع يوجد 25 مخيم تضرروا بشكل جزئي منذ عاصفة “لولو” حتى اللحظة، موزعين على مناطق (سعد نايل، تعلبايا، العمرية، برالياس، حوش الحريمة، الروضة، دير زنون، المرج) حيث دخلت مياه الأمطار إلى بعض الخيم وأدت إلى تلف الأسقف أو غرق أثاث وفرش الخيمة بشكل كلّي.

ما نتج عنه تشرّد ألفي شخص، أكثر من نصفهم أطفال.

ويعدّ مخيم 011 في منطقة العمرية في البقاع الأوسط، أبرز المخيمات التي تضررت بشكل كامل، حيث أغرقته مياه الأمطار المتساقطة ومياه الصرف الصحي التي فاضت من حفره. ما أدى لحاجة جميع سكانه البالغ عددهم 300 شخص إلى مأوى، قامت عندئذ منظمة سوا للإغاثة والتنمية، بالاستجابة الطارئة ونقلت أهالي المخيم إلى غرف استأجرتها وجهزتها بشكل مستعجل.

 

يقول الناشط أحمد في مخيمات البقاع إنّ بعض الجمعيات المحلية تحاول ما بوسعها لتحقيق الاستجابة الطارئة لإنقاذ اللاجئين، لكن مع تدهور الوضع العام ونقص الدعم ووجود حاجة ضخمة، لا يمكن لهذه الجمعيات وغيرها من المبادرات استيعاب كامل الكارثة التي ستلحق بجميع المخيمات.

أما رياض رحيمي المسؤول عن رابطة شباب سعدنايل، وأحد أعضاء البلدية فيها يحكي لنا عن دور البلدية في هذه الأزمة: “نحن كبلدية ليس لدينا قدرة حتى نستطيع المساعدة مثل بقية الجمعيات والمفوضية. نحن نشتغل على شّق ثاني، نحاول تفريغ المخيم من المياه، ونعمل على موضوع أساسي جدا، وهو محاولة الحصول على اذن من المحافظ ل نفكّ الخيم كلها ونعاود بناء المخيم بشكل سليم بالتعاون مع المجلس النرويجي. فكما تعلمون أنّه ممنوع بناء أي خيمة الا بقرار من المحافظ.”

ويضيف عن الوضع الاغاثي: “بالنسبة للمساعدات فهناك شحّ كبير، خاصة المازوت والحطب، لأن هاتين مادتين أساسيتين للتدفئة في منطقة البقاع. الناس في المخيمات تستخدم الملابس والأحذية القديمة والمهترئة والبلاستيك وبقايا النفايات كوقود للتدفئة، والوضع الصحي للأطفال يتدهور نتيجة لذلك، الأطفال هنا مصابون بالأمراض التنفسية وخاصة الربو وذلك من خلال فوهات المداخن قبل الدخول للمخيم، مشهد الدخان يخيف من سيدخله”.

إنّ الأزمة الاقتصادية التي يمرّ بها لبنان، تؤثر مباشرة على وضع اللاجئين. فالجمعيات التي يتمّ تمويلها من الخارج، انخفضت نسبة دعمها بشكل كبير، لأنّ الموارد المادية التي تتلقاها تخسر بها بنسبة كبيرة مع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، والذي لايزال ثابتا في البنك المركزية بينما يتغير في السوق الحرّة.

كما تحتاج مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان إلى تدخل مباشر من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية ومفوضية اللاجئين والمنظمات الدولية، وكذلك الأمر للاجئين الذين يستأجرون الكراجات والمنازل ليسوا بأفضل حال من أهل الخيم. فالعديد من العوائل باتت في الشارع لعجزها عن دفع جرة المكان الذي تسكنه. الوضع الاقتصادي يخنقهم، لا عمل ولا مورد مادي، والمفوضية لا توجه مساعداتها إلاّ لعدد ضئيل لا يذكر”.

 

مزنة الزهوري

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *