أخبار

بالتفاصيل والأسماء والخرائط … كشف لكافة مواقع داعش في الجنوب السوري

يزن الأطرش

عرض توثيق لانتشار داعش في الجنوب السوري

 بداية الانتشار في عام 2018:

في هذه القسم سوف نشرح كيف بدأ التنظيم عمله في الجنوب السوري وماهي القواعد التي كان له فيها فعالية كبيرة ومراكز انتشاره، حيث كان لتنظيم (داعش) عام 2018 انتشار في ثلاث مناطق رئيسية في جنوب غرب سوريا وهي:

المنطقة طبيعة التواجد عدد مقاتلي التنظيم
حوض اليرموك التنظيم كان يعتبر هذه المنطقة منطلقا المقر الرئيس له في الجنوب السوري تحت مسمى ولاية حوران حيث أن العدد الأكبر من عناصر التنظيم كانوا يتواجدون بهذه المنطقة وقد كانت طيلة السنوات الماضية منطقة عصية على تشكيلات المعارضة وذلك نتيجة وعورة المنطقة تعامل بعض التشكيلات المعارضة مع التنظيم 1350
حوش حماد التنظيم كان يعتبر هذه المنطقة هي خط الوصل بين مجموعاته في شرق سوريا و مجموعاته في منطقة حوض اليرموك حيث أن عمليات تهريب قادة وعناصر التنظيم كانت تتم عبر هذه المجموعة 50
شرق السويداء التنظيم كان يعتمد على هذه المنطقة كمعبر تجاري خلال السنوات الماضية من خلال إدخال المحروقات المنتجة في مناطق التنظيم إلى جنوب غرب سوريا ويعتبر التنظيم هذه المنطقة منطقة تجارية في المرتبة الأولى حتى وقت قريب 1700

تعتبر هذه المناطق الثلاث هي مناطق السيطرة الرئيسية للتنظيم في جنوب سوريا ولكن بالمقابل فإن التنظيم كان يشغل عشرات الخلايا التابعة له في جنوب غرب سوريا ولاسيما في المناطق التي كانت تسيطر عليها تشكيلات المعارضة.

وقد كانت إدارة  التنظيم تختلف بين هذه المناطق الثلاثة حيث أن لكل منطقة إدارة خاصة بها:

  • حوض اليرموك:

لتنظيم كان هنالك قيادة تتألف من:

  • قائد عام: وهو أبو أيوب المصري
  • قادة قطاعات: وهم كل من
  • بهاء عارف المصري: قطاع حيط
  • حذيفة الغبيطي: قطاع عدوان
  • عبد الله الرباح: فطاع جلين
  • عمر العودات: قطاع تسيل
  • عاهد القرفان: قطاع عين ذكر
  • قائد عسكري: وهو كارم المصري
  • مسؤول الحسبة: وهو ماهر كنهوش
  • مسؤول أمني: وهو إبراهيم المقدم
  • مسؤول القضاء: وهو عبد المطلب العزيزي
  • مسؤول شرعي: وهو مروان زين العابدين
  • مسؤول إعلامي: وهو أسامة العزيزي

حيث أن التنظيم كان يدير هذه المنطقة وفق هذه الترابية ولاسيما أن المنطقة التي كان يسيطر عليها جيش خالد بن الوليد (داعش) كانت تضم البلدات التالية:

البلدة عدد السكان
تسيل 22500
الشجرة 15000
سحم الجولان 14000
نافعة 4500
جملة 4500
كويا 6000
بيت آرى 4000
عابدين 3000
جلين 3000
معريا 3000
كويا 1000
عين ذكر 6000
عدوان 3000

حيث أن اجمالي عدد السكان في المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم (داعش) يصل إلى 89500 ألف نسمة من المدنيين وكان يتم تطبيق جميع قوانين تنظيم (داعش)  على سكان هذه المنطقة كما هو الحال في باقي مناطق التنظيم.

  • حوش حماد:

هذه المنطقة كان يتولى قيادة التنظيم بها (عماد السبتي) وقد كان لهذه المنطقة خصوصية كون (عماد السبتي) اتم صفقة مع قيادة ألوية العمري إحدى تشكيلات المعارضة منذ مطلع العام 2017 ولم تكن هذه المنطقة كباقي مناطق التنظيم فلم تكن قوانين التنظيم تطبق بها ولم يكن بها تواجد لسكان المدنيين و التنظيم كان يهدف من هذه المنطقة ضمان طريق له نحو شرق محافظة السويداء ومنها للبادية السورية.

  • شرق السويداء:

هذه المنطقة كانت تشهد عمليات تغير بشكل مستمر لقيادة التنظيم بها وقد كانت منطقة نفوذ لأجهزة النظام الأمنية وميلشيا (حزب الله) عن طريق وسطاء بين التنظيم و النظام من (بدو) شرق السويداء و على راسهم (جامل البلعاس) وهو أهم الوسطاء في المنطقة في عمليات:

  • إدخال محروقات (داعش)
  • إدخال المواد المخدرة القادمة من البقاع اللبناني للقلمون الشرقي ومنه نحو جنوب غرب سوريا.

التغيرات على طرأت تواجد التنظيم:

شهدت مناطق سيطرة التنظيم عدد من التغيرات منذ منتصف العام الجاري حيث أن النظام بدأ بالعمل على حسم سيطرته على جنوب غرب سوريا وقد كانت هذه التغيرات على الشكل الآتي:

  • حوش حماد:

قامت تشكيلات المعارضة بتاريخ 19 حزيران 2018 بقتل (عماد السبتي) قائد تنظيم (داعش) في منطقة ـ(حوش حماد) وقد تم قتله بالتزامن مع بدأ حملة قوات النظام على مناطق سيطرة تشكيلات المعارضة في ريف درعا الشرقي وقد تم قتله من قبل (جيش أحرار العشائر).

عملية قتله أتت من. أجل التغطية على ملفات مشتركة كانت بين قادة ميدانين في تشكيلات المعارضة و (عماد السبتي) وذلك بالتزامن مع قرب النظام من السيطرة على المنطقة حيث أن النظام اتم سيطرته على منطقة حوش حماد بتاريخ 23 حزيران 2018.

  • حوض اليرموك:

باشرت قوات النظام عمليته العسكرية في منطقة (حوض اليرموك) بتاريخ 20 تموز 2018 وذلك عقب عمليات التسوية التي تمت مع تشكيلات المعارضة حيث أن العمليات القتالية ضد جيش خالد بن الوليد الذي كان يسيطر على المنطقة تمت بغطاء جوي روسي بمشاركة من قبل:

  • الفرقة الرابعة
  • الفرقة الخامسة
  • المخابرات الجوية
  • الميلشيات الشيعية (لواء أو الفضل العباس – لواء الامام الحسين)

كما شاركت عدد من تشكيلات المعارضة في هذه العمليات ومنهم:

  • جيش المعتز بالله: بقيادة أبو مرشد البردان
  • قوات شباب السنة: بقيادة أحمد العودة
  • لواء المهجرين و الأنصار: بقيادة مصطفى الحريري
  • لواء أحفاد خالد: بقيادة أبو كنان الجلماوي
  • لواء الحرمين: بقيادة هايل النابلسي
  • حركة أحرار الشام: بقيادة مؤيد الأقرع
  • فرقة الحق: بقيادة غريب المصري

العمليات القتالية في المنطقة استمرت حتى مطلع شهر آب 2018 وقد اسفرت عن:

  • سيطرة قوات النظام بدعم من تشكيلات التسوية على كامل بلدات منطقة (حوض اليرموك) وقد كان مصير عناصر جيش خالد بن الوليد على الشكل الآتي:
  • قتل خلال العمليات القتالية بين تنظيم (داعش) من طرف و قوات النظام و تشكيلات التسوية من طرف أخر 300 مقاتل من جيش خالد بن الوليد (داعش)
  • كما تم أسر قرابة الـ 120 مقاتل خلال العمليات القتالية من قبل قوات النظام الفرقة الرابعة
  • كما قام 200 مقاتل من التنظيم من ضمنهم القيادي (أبو تميم الجاعوني) تسليم أنفسهم لتشكيلات المعارضة في المنطقة وكان مصير هذه المجموعة على الشكل الآتي:
  • تم اعدام 40 مقاتل في بلدة (حيط) على يد (هايل النابلسي) بامر من ضابط في الفرقة الرابعة بقوات النظام
  • بينما قام (أبو مرشد البردان) القيادي في جيش (المعتز بالله) بتسليم قوات النظام 160 من مقاتلي التنظيم لفرع الأمن العسكري

  • قوات النظام قامت بتاريخ 24 تموز 2018 بترحيل قرابة الـ 300 مقاتل من جيش خالد بن الوليد (داعش) باتجاه منطقة (حوش حماد) في منطقة اللجاة وذلك عقب سحب مجموعات قوات النظام من المنطقة وتمت عملة الترحيل من خلال إيصال هذه المجموعة باحافلات عبر بلدة (المسمية) للمنطقة
  • بينما تحصن قرابة الـ 200 مقاتل من جيش خالد بن الوليد في منطقة (وادي معريا) في منطقة حوض اليرموك غرب درعا
  • ولكن أخطر ما في الأمر كان عملية ترحيل قرابة الـ 220 مقاتل من تنظيم (داعش) من جنوب غرب سوريا باتجاه شمال غرب سوريا وقد تمت هذه العملية عبر قوافل التهجير التي خرجت من مدينة (القنيطرة المهدمة) حيث قام الأمني في هيئة تحرير الشام وهو (أيمن الشقيري) الملقب بـ (أبو عمر أسد) بإخراج عناصر من جيش خالد بن الوليد (داعش) من جنوب غرب سوريا باتجاه شمال غرب سوريا ضمن قابلة هيئة تحرير الشام بتاريخ 22 تموز 2018 وذلك مقابل مبالغ مالية وقد وصل عدد من عناصر هذه المجموعة للشمال السوري وقد غادر قسم منهم نحو الأراضي التركيا، بينما قامت قوات النظام بتاريخ 11 آب 2018 باعتقال عدد من عناصر جيش خالد بن الوليد (داعش) كانوا خارجين ضمن قافلة التهجير التي خرجت من مدينة (جاسم) شمال درعا باتجاه شمال غرب سوريا و المعتقلين هم من عائلة (البريدي)

وبهذا الشكل لم يعد التنظيم يسيطر على أي من بلدات منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي وقد انتقلت السيطرة في هذه المناطق لقوات النظام.

  • شرق السويداء:

التنظيم في ريف السويداء الشرقي شن بتاريخ 25 تموز 2018 هجوم واسع على بلدات ريف السويداء الشرقي و ريف السويداء الشرقي الشمالي من ثلاثة محاور وهي:

المحور التفاصيل
راما الهجوم على البلدة كان من مواقع التنظيم في البادية السورية وقد كان هو الأعنف بالمقارنة مع باقي الهجمات وشمل أكثر من اربع بلدات
دوما الهجوم على البلدة كان من مواقع سيطرة التنظيم في البادية السورية
المتونة الهجوم انطلاقا من منطقة اللجاة علما أن المنطقة تحت سيطرة قوات النظام

و بالتزامن مع هذه الهجمات نفذ التنظيم سبع عمليات انتحارية داخل مدينة السويداء وقد أدت عمليات التنظيم إلى:

  • مقتل 250 شخص من محافظة السويداء من (الدروز) جلهم من المدنيين
  • اسر 34 شخص مدني من بلدة (الشبكى) في ريف السويداء الشرقي

التنظيم لم يتمكن من تثبيت أي نقطة له في ريف السويداء وقد انسحب من المنطقة عقب انتهاء عمليات لتقوم قوات النظام عقب هذه الحادثة بشن عمل عسكري ضد تنظيم (داعش) بتاريخ 5 آب 2018 في ريف السويداء الشرقي وهذه العملية كانت بمشاركة كل من:

  • ميلشيا الدفاع الوطني بقيادة: رشيد سلوم
  • الفرقة الرابعة
  • الفرقة 15 قوات خاصة
  • الفرقة الخامسة
  • ميلشيا حزب الله

بينما الجانب الروسي منع تشكيلات المعارضة التي اتمت عمليات التسوية في ريف درعا الشرقي من المشاركة بهذه العملية و ذلك كون ميلشيا (حزب الله) تشارك بها وقد تمكنت قوات النظام و حلفائها من طرد تنظيم (داعش) من ريف السويداء الشرقي وحصر التنظيم في منطقة (الصفا) في البادية السورية:

عمليات النظام الأمنية ضد التنظيم:

المنطقة طبيعة العملية الجهة المنفذة عدد المعتقلين التفاصيل
داعل – غرب درعا دهم و اعتقال المخابرات الجوية 28 شنت قوات النظام بالتعاون مع من تشكيلات المعارضة الذين اتموا عمليات التسوية في المدينة وهم كل من (مشهور الكناكري – محمد أبو زيد) عملية دهم و اعتقال لأشخاص متهمين بالانتماء لكل من (جيش خالد بن الوليد – هيئة تحرير الشام) في المدينة
جباب – شمال درعا اعتقال الأمن العسكري 10 تم اعتقال 10 أشخاص كانوا ضمن قافلة المهجرين الذي خرجت من مدينة (جاسم) شمال درعا العملية تمت على طريق دمشق – درعا الدولي و قد عرف من المعتقلين كل من (أكرم سعد الدين – مصطفى اللاذقاني – محمد الفؤاد – وجيه الجوبراني) وجميعهم من بادة (جملة) غرب درعا و التي كانت تعتبر معقل جيش خالد بن الوليد (داعش)، وقد أكملت قافلة المهجرين طريقها عقب اعتقال هؤلاء الأشخاص باتجاه الشمال السوري
ابطع اعتقال المخابرات الجوية 3 اعتقلت قوات النظام ثلاثة من عناصر جيش خالد السابقين وهم كل من (أحمد أبو حلاوة – هيسم أبو حلاوة – عبد الرحمن أبو حلاوة)
بصرى الشام اعتقال الأمن العسكري 1 تم اعتقال الشيخ (بدر) وهو من عناصر جيش خالد بن الوليد حيث أنه كان يقوم بالتخطيط لتنفيذ عملية انتحارية داخل مدينة (بصرى الشام)
خربا اعتقال المخابرات الجوية 1 اعتقلت قوات النظام (ًابر الدكاك) وهو من مجموعة أبو صدام الشلبي التابع لقوات شباب السنة حيث أنه كان أمير تنظيم (داعش) في ريف السويداء الشرقي قبل أن ينضم لقوات شباب السنة
جاسم اعتقال المخابرات الجوية 2 اعتقل كل من (زياد الشنوان – بشار ربية) وهو من القضاة السابقين في محكمة حركة المثنى التابعة لتنظيم (داعش) خلال توجهم لاتمام عملية التسوية

قوات النظام نفذت عدد من عمليات الدهم لخلايا في التنظيم خلال الفترة الماضية في بلدات (جاسم – عتمان – الرفيد – ابطع – داعل – المليحة الغربية – بصر الحرير) ضد خلايا تتبع للتنظيم.

وضع التنظيم الراهن في الجنوب السوري:

شهدت مناطق نفوذ التنظيم عدد من التطورات خلال الفترة الماضية وقد كان لها انعكاس على انتشار التنظيم و على الولاء من قبل التنظيم.

  • حوض اليرموك:

عناصر جيش خالد بن الوليد الذي يصل عددهم لقرابة الـ 200 مقاتل في منطقة (حوض اليرموك) غرب درعا انقسموا إلى قسمين وهم:

  • مجموعة عدي المطرود: وهي إحدى مجموعات جيش خالد بن الوليد (داعش) انضمت لقوات النظام الفرقة الرابعة ويبلغ عدد مقاتلي هذه المجموعة 80 مقاتل وهم يعملون داخل بلدة (سحم) في منطقة حوض اليرموك وهذه المجموعة تعتبر المجموعة الوحيد من التنظيم التي تنضم لقوات النظام بشكل معلن:
  • مجموعة إبراهيم المقدم: وهذه المجموعة من مجموعات التنظيم ما تزال تتحصن داخل وادي بلدة (معريا) في منطقة حوض اليرموك غرب درعا و يبلغ عدد مقاتلي هذه المجموعة قرابة الـ 120 مقاتل و قد قامت هذه المجموعة بتاريخ 20 أيلول 2018 بزرع عبوة ناسفة لقوات النظام و تشكيلات التسوية في مبنى الشركة (الليبية) داخل منطقة حوض اليرموك مما أدى لمقتل أثنين من ضباط الفرقة الرابعة في قوات النظام و أثنين من مقاتلي جيش المعتز بالله.

حوش حماد:

قوات النظام قامت مطلع شهر آب 2018 بحملة اعتقالات واسعة في المنطقة حيث أنها اعتقلت 120 شخص من أبناء المنطقة كما قامت بافراغ بلدات (حوش حماد – الشومرة – الشياح) شمال منطقة اللجاة وهي المنطقة التي كان تنظيم (داعش) يتحرك ضمنها، وتم ابعاد السكان من المنطقة و تجريف منازلهم، حيث أن مجموعة من ميلشيا (حزب الله) قامت بانشاء مقار لها وهذه المجموعة يشرف عليها (جامل البلعاس) وهو قائد مجموعة ميلشيا (حزب الله) بمنطقة اللجاة ولم يعد هنالك أي تواجد معلن لتنظيم (داعش) في المنطقة.

شرق السويداء:

تنظيم (داعش) تمكن بتاريخ 24 أيلول 2018 من فك الحصار عن مجموعته في منطقة (الصفا) بالبادية السورية، وتوغلت مجموعة من التنظيم لمنطقة (أرض الكراع) الواقعة في ريف السويداء الشرقي:

التنظيم في هذه المنطقة تمكن من نصب ثمانية كمان لقوات النظام أدت لمقتل عدد من ابرز قادة قوات النظام ومنهم:

  • العميد وليد الكردي: قائد جيش التحرير الفلسطيني في الجنوب السوري
  • طارق إبراهيم حيد: قائد ميلشيا شرق السويداء
  • العميد عماد محسن محمد: قائد عمليات قوات النظام في المنطقة

تنظيم تمكن من فتح طريق يربط مناطق تواجده في بلدة (هجين) شرق سوريا بمنطقة (الصفا) في البادية السورية.

كما أن ميلشيا (حزب الله) اللبنانية تعمل على السيطرة على مناطق التنظيم في البادية السورية وصولا لبلدة (هجين) شرق سوريا وهي أخر البلدات الخاضعة لسيطرة التنظيم شرق سوريا و ذلك من أجل ضمان استمرار فتح الطريق بين الأراضي العراقية و الأراضي السورية.

 تفاصيل انتشار مواقع داعش في الجنوب السوري خلال الأشهر الثلاث الأخيرة وحتى لحظة نشر هذه الدراسة: 

في هذا القسم نشرح وبالتفاصيل تواجد تنظيم داعش في الجنوب في الاشهر الثلاث الاخيرة، بعد خسارتهم لمواقعهم في منطقة الباغوز في الشمال الشرقي لسوريا، وانتقال قسم منهم نحو الجنوب عبر تسهيل ايراني من خلال البادية السورية وصولاً الى بداية السويداء والى مناطق قريبة من قاعدة التنف الامريكية.

اولاً – التواجد والعدد:

اعاد تنظيم داعش انتشاره وإعادة تموضعه في بادية البوكمال والمناطق القريبة من الحدود السورية -العراقية ،بعد انسحابه  من جنوب غربي البلاد “تلول الصفا-بئر القصب” يتواجد التنظيم حاليا في عدة مواقع أبرزها :أم الجمبريس ،مغارة أم النارين بتعداد  لا يتجاوز ٥٠٠عنصر ، الانسحاب من المنطقة وإعادة الانتشار الجديد جاء عقب معارك أدت إلى اتفاق مع قوات النظام ،كان آخرها انسحاب التنظيم من معظم المناطق القريبة من ريف السويداء الشرقي وتلول الصفا مقابل الافراج عن الأسيرات من محافظة السويداء .

ملاحظة : العناصر التي كانت موجودة سابقاً في حوض اليرموك والتي كانت مبايعة لتنظيم داعش تحت اسم جيش خال إبن الوليد، عند دخول النظام قام بإعتقالهم وتصفية قسم منهم، ومن ثم اعاد القسم المتبقي بعد اجراء مصالحة معه عبر وساطة ايرانية واصبحوا اليوم يعملون ضمن صفوف قوات حزب الله في منطقة حوض اليرموك، ومن بينهم مجموعة عدي المطرود ومجموعة ابراهيم المقدام ويقدر عدد 200 عنصر.

القيادة وجنسيات العناصر :

يشكل المقاتلون الأجانب عصب التنظيم في المنطقة حيث أن الغالبية العظمى من القياديين في التنظيم من  خارج سورية عرف منهم كل من :

أمير التنظيم في المنطقة المدعو ابو عبدالرحمن العراقي

أمير التسليح المعروف بأبو البراء العراقي .

ويذكر انهم كانوا موجودين في منطقة حوض اليرموك وقد تم نقلهم الى منطقة بئر القصب عبر تسهيل ايراني، إضافة لبعض القيادات العسكرية عراقية الجنسية وبعض الشرعيين من  الأردن .

طرق الإمداد :

يعتمد التنظيم حاليا في المنطقة على أبناء العشائر البدوية من ابناء المنطقة  لتأمين مستلزماتهم اليومية من طعام وماء ووقود، حيث يتم دفع مبالغ مالية للمهربين وأبناء البدو لتأمين احتياجاتهم من محافظة السويداء بشكل رئيسي . أبرز اسماء المهربين أبو فرحان الغياثي – أبو سرحان موجود في منطقة الزرقاء القريبة من منطقة ٥٥ التي يسيطر عليها التحالف .

بالإضافة لقادة مليشيات مدعومة من إيران من ابناء محافظة السويداء.

مراكز المقرات لداعش:

الموقع العدد التقريبي طبيعية التواجد
حوش حماد غير محدد مقرات ثابتة
شرق السويداء 500 مقرات ثابتة
تلال الصفا 400 – 1500 العدد غير ثابت مقرات ثابتة
الوعر الغربي ٥٠٠ مقرات ثابتة
سد العطشان ومحيطها ٣٥٠٠ مجموعات متنقلة +مقرات ثابتة

هذه الخريطة تشرح وتحدد توزع نقاط داعش في منطقة تلول الصفا القريبة من حدود جبل الدروز.

هذه الخريطة تشرح نقاط توزع تنظيم داعش في منطقة سد العطشان، ويقع بين البوكمال وبين قاعدة التنف ومن خلاله يتم امداد العناصر من قبل تنظيك داعش نحو تلول الصفا.

شرح للخريطة :

اللون الأسود :مناطق سيطرة التنظيم

اللون البنفسجي والأحمر :مناطق سيطرة المليشيات

 

التسليح والذخائر :

يعتمد التنظيم في المنطقة على سيارات الدفع الرباعي في تنقلاته في البادية ،ضمن المناطق التي يسيطر عليها بشكل كامل ،في الوقت الذي ما زال فيه التنظيم يشتري سيارات وأسلحة من المستودعات التي تملكها المعارضة السورية في محافظة درعا .

حاليا يتم شراء أسلحة وذخائر وآليات مصدرها الأول محافظة درعا عن طريق محافظة السويداء بمساعدة وتسهيل من أبناء السويداء.

هناك طريقين لتغذية المنطقة بالمقاتلين والأسلحة والمؤون وهما :

الوعر الغربي باتجاه منطقة خشوم الفراديس ومنها إلى عمق البادية السورية بمحاذاة منطقة ٥٥وصولا إلى مناطق السيطرة الجديدة بالقرب من الحدود السورية العراقية سد العطشان الصرايم -فكة كبد -النيارية -وادي المياه ،في هذه المنطقة تم استهداف مجموعة للروس والفرقة ١٧ المدعومة روسيا .

منذ منتصف العام ٢٠١٨ اعتمد التنظيم استراتيجية جديدة تقوم على الانتشار بشكل واسعة وتنفيذ ضربات خاطفة بأعداد قليلة ،تعرف هذه العملية باسم الذئب المنفرد ،الرتل الروسي الذي تم استهداف غربي مدينة الميادين بما يزيد على ٣٠كم ،تمكن عناصر التنظيم من نقل الضباط الروس البالغ عددهم ٤ضباط لمسافة تزيد على ١٠٠كم حيث مناطق سيطرتهم ،عبر الصحراء باستخدام الطريق المذكور اعلاه .

الطريق الثاني :وهو الطريق الذي يربط محافظة السويداء في البادية السورية ،يسيطر على هذا الطريق عناصر من لواء ذو الفقار المدعوم من إيران ،بعد طرد الفيلق الخامس من المنطقة بشكل كامل ،لتأمين عمليات التهريب وتسهيل إيصال الأسلحة والذخائر للتنظيم في المنطقة .

 

 

طرق إمداد المليشيات الإيرانية :

في البادية السورية تستخدم المليشيات العراقية طريقين للإمداد من العراق إلى سورية الأول من الرطبة باتجاه عكاشات وصولا إلى الحدود السورية العراقية وهو معبر غير رسمي انشأ حديثا بشكل غير رسمي . تبعد داعش عن الطريق قرابة ٤٠كم في تواجد بسيط لمجموعاتها ومن دون مقرات وتشتهر هذه المنطقة بكثرة الوديان فيها .حيث تساعدهم التضاريس بالاختباء في المنطقة والسيطرة بشكل غير مباشر على الطريق الذي لم يسبق وأن تعرض لأي هجمات من عناصر التنظيم .

الطريق الثاني : من القائم باتجاه البوكمال مرورا بحصيبة حيث تمركز وثقل المليشيات العراقية ويمثل نقطة ضغط  أمريكية على روسيا لإخراج تلك المليشيات لا سيما وأن مجموعات تتبع للقوات الروسية سبق وتعرضت لأكثر من هجمة في المنطقة  .تعتبر هذه الحدود أحد أهم المنافذ لتهريب المخدرات والأسلحة والاتجار بالبشر لا سيما قادة تنظيم داعش ،الذين يتم نقلهم من والى سورية والعراق مقابل مبالغ مالية كبيرة .

العلاقة بين داعش والمليشيات الإيرانية :

 يسيطر تنظيم الدولة على أجزاء واسعة من البادية سواء من خلال تمركز دائم أو عبر مجموعات متنقلة ،تقوم بتنفيذ هجمات متكررة على المنطقة ،ولعل التنافس الروسي الإيراني للسيطرة عليها أجبر المليشيات الإيرانية للاستعانة بالتنظيم وتقديم ما يلزم من دعم وحماية بهدف استهداف الروس وإبعادهم عن المنطقة . وهو ما يفسر اقتراب تنظيم داعش أكثر من مرة إلى منطقة السخنة في ريف حمص ،أحد الطرقات التي تسلكها القوافل الإيرانية خلال مسيرتها من العراق إلى سورية . كذلك إدخال ٥ سيارات دفع رباعي مزودة بأسلحة وذخائر في تشرين الثاني /فبراير من العام الماضي ،أدخلتها الفرقة الرابعة للتنظيم شرقي السويداء  ،بعد دخول الفيلق الخامس في المعركة ضد التنظيم ،الذي أجبر عناصره على الانسحاب منها بعد تهديدات من المليشيات الإيرانية . واستهداف عناصر الفيلق بشكل مباشر ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من ابناء مدينة بصرى الشام .

تنسيق بين حزب الله وبقايا تنظيم داعش في الجنوب:

 سيطر نظام الأسد  بشكل كامل على الجنوب السوري منتصف آب/أغسطس من العام ٢٠١٨ ،بعد معارك خاضها مع فصائل المعارضة انتهت باتفاق مصالحة بين الطرفين بضمانة روسيا ،التي قدمت ضمانات لدول الجوار “الأردن وإسرائيل ” بإبعاد خطر المليشيات المدعومة من إيران مسافة ٨٠كم عن حدود الجولان المحتل والحدود السورية الأردنية .

معارك مشابهة خاضتها قوات النظام والمليشيات المساندة لها مع جيش خالد بن الوليد ،الذي كان يسيطر على منطقة “حوض اليرموك” جنوب غربي سورية بالقرب من مثلث الحدود السورية -الأردنية مع الجولان المحتل ،انتهت تلك المعارك بسيطرة كاملة للنظام على المنطقة .

لكن ما هو مصير عناصر التنظيم الذين تجاوز عددهم في تلك الفترة ١٤٠٠عنصر ؟

يمكن تقسيم عناصر التنظيم إلى ثلاث مجموعات :

–          الأولى قتل عناصرها خلال عمليات القصف والاشتباك المتبادل ،في حين نفذ بعض عناصر هذه المجموعة هجمات بسيارات مفخخة ويقدر عدد الذين قتلوا جراء تلك العمليات ب٣٠٠عنصر .

–          المجموعة الثانية أسرى سلموا أنفسهم لقوات النظام وفصائل المصالحات ويقدر عدد هذه المجموعة ب٢٠٠مقاتل ،أعدمت قوات النظام وفصائل المصالحات ٤٠منهم في بلدة حيط غربي درعا ، وتسليم البقية لفرع الأمن العسكري في المحافظة .

–          المجموعة الثالثة والتي يقدر عدد أفرادها بأكثر من ٦٠٠ عنصر تمكن قسم منها الخروج إلى الشمال السوري ضمن قوافل تهجير هيئة تحرير الشام وبقي ما يقارب من ٢٠٠ عنصر متحصنين في وادي معريا في حوض اليرموك بقيادة إبراهيم المقدم أحد قادة التنظيم في المنطقة ،والذي ينحدر من بلدة تسيل في حوض اليرموك .

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *