أخبار

بداية مشروع تقسيم … برعاية حواجز الأمن في الساحل السوري

 

«لم أعرف بماذا سأجيب رئيس الحاجز على مدخل مدينة طرطوس لأن سؤاله كان مفاجئاً: شو جاي تعمل هون؟ لذا وبعد تفكير سريع أجبته بأنني طالب جامعة وقد أتيت لرؤية بعض الأصدقاء في المدينة الساحلية، وعندها سألني عن اسماء أصدقائي وبعد عدة أسئلة وأجوبة رمى الهوية في وجهي (بعد أن أخذ لها فيش ولم يجد أنني مطلوب) وقال: رجاع ما إلك فوتة».

يضيف محمد عمر لموقع أنا إنسان: «تكررت هذه الحالة خلال عامين أكثر من 5 مرات، مرة واحدة استطعت الدخول لطرطوس و4 مرات كان يتم أرجاعي وفي كل مرة كنت أخضع لتحقيق على الأقل لثلث ساعة في غرفة الحاجر».

محمد عمر وهو من مدينة المعرة ومقيم في حلب وغيره الكثير من المواطنين السوريين وخاصة من ابناء المحافظات الشمالية تواجههم نفس الصعوبات عند رغبتهم بالدخول لإحدى مدن الساحل السوري من تفتيش دقيق إلى تحقيق طويل ومعاملة جافة لينتهي الأمر في معظم الأحيان بعدم السماح بدخول المدينة، فيما لجأ البعض من النازحين للمدينة لإخراج سندات إقامة توضح مكان إقامتهم حيث يوفر عليهم الكثير من الإجراءات حين إظهاره كما وضحت لنا السيدة “زكية معلوم” النازحة للاذقية من ريف حلب منذ حوالي الثلاث سنوات حيث قالت:«أحياناً أضطر للسفر لحمص لزيارة ابنتي المتزوجة هناك، وفي طريق العودة تحدث المشاكل من تدقيق زائد وتأخير لذا عمدت لإخراج سند إقامة يوضح أنني مقيمة في اللاذقية مما سهل لي العودة للاذقية، الأمر أشبه بأنك مقيم في دولة ثانية».

“أيهم” صرح لموقع “أنا إنسان” عن طريقة جديدة أيضاً يتبعها عناصر هذه الحواجز مع ابناء المحافظات الشمالية حيث تؤخد منهم هوياتهم ويتم الاحتفاظ بها على الحاجز فيما يتم إعطاؤهم ورقة يتحركون بها داخل المدينة لحين انتهاء أعمالهم وخروجهم منها وبحسب ما فهمنا ان هذه الورقة تعطى في بعض الأحيان للزائرين الذين يرغبون بزيارة إحدى مدن الساحل السوري ليوم واحد فقط بغية قضاء حاجة ما أو لزيارة عائلية سريعة.

صعوبة أخرى يواجهها ابناء المحافظات الأخرى عند رغبتهم في دخول المدينة وهي التفرقة الواضحة بين معاملة الزائر ومعاملة بقية الركاب من سكان المدينة حيث يوضح “فيصل ديب” أحد سكان اللاذقية لموقع “أنا إنسان” قائلاً:

«عندما يصعد معنا أحد ابناء المحافظات الشمالية في بولمان دمشق اللاذقية في كراج العباسيين ندرك مباشرة أننا سنتأخر لنصف ساعة على الأقل في الوصول للاذقية بسبب اجراءات الحواجز في النهاية لجأ بعض الركاب من أبناء الساحل للنزول مع أبناء هذه المحافظات وإخبار الحاجز بأن هذا الشخص هو برفقتهم بغية توفير الوقت».

 

“أحمد” وهو أحد عناصر حواجز طرطرس رفض ذكر اسمه الحقيقي كشف لموقع “أنا إنسان” عدداً من أسباب هذه المعاملة القاسية والغير منطقية قائلاً:«يعلم الجميع أن الأفرع الأمنية في سوريا تتباين فيما بينها بسبب الاستقلالية التي يحظى بها كل فرع أمني، كما يعلم الجميع أن هناك حالة من التنافس بين هذه الأفرع الأمنية هذا الأمر ينعكس مباشرةً على معاملة المواطنين وخاصة ابناء المحافظات التي شهدت معاركاً على أرضها حيث يجد بهم عناصر هذه الحواجز ضالتهم لإثبات جدارتهم أمام مرؤوسيهم أضف إلى ذلك أن بعض الحواجز يتوزع عليها إضافة إلى عناصر الأفرع الأمنية عناصر من كتائب البعث وهم مدنيون يحملون السلاح وهؤلاء أيضاً يمارسون سلطتهم على ابناء المحافظات الأخرى بكل عنجهية ونتيجة الشرخ المجتمعي الذي أصبح يصنف المواطنين السوريين إلى خونة وأوفياء، وطبعاً يبقى السبب الرئيسي برأيي هو إرغام السائقين أو المواطنين على دفع ضريبة دخول “رشاوي” لعناصر الحواجز لتسهيل دخولهم».

في النهاية وبعد كل المصاعب التي تواجه الراغب بزيارة الساحل السوري من ابناء المحافظات الأخرى يبدو أن ناقوس الخطر يجب أن يقرع فهناك تقسيم مجتمعي خطير يمارس من قبل هذه  الحواجز ولا أحد يدري ما إذا كانت ممارستهم هذه نتيجة الضخ الإعلامي الرسمي الذي تعمد وضع كل سكان المحافظات التي خرجت عن سيطرة السلطة السورية في دمشق بخانة أنهم إرهابيون أو نتيجة توجيه مباشر من قبل الأفرع الأمنية التي تتبع لها هذه الحواجز.

رام اسعد

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *