أخبار

بعد تعرضهم للضياع والتزوير .. مركز لتوثيق اللاجئين الفلسطينيين المهجرين في الشمال

 

سامر النجم أبو شبلي

بعد شتاتهم الثالث .. وجد المهجرون الفلسطينيون في الشمال السوري أنفسهم بلا أي تنظيم يمكن أن يريحهم من أعباء الأوراق والحياة المدنية التي فرضت عليهم من جديد، وجعلت عدداً منهم يلجأ للتزوير، قام عدة أشخاص بالتنسيق مع الإدارات المحلية؛ بتأسيس مركز توثيق للاجئين الفلسطينيين المهجرين ليكون الجهة الرسمية التي تعنى بإصدار وثائق مدنية لهم.

 وأكد “عمار القدسي” مدير المركز لموقع “أنا إنسان” أن أهمية تأسيس المركز يأتي للحفاظ على الوجود الفلسطيني في شمال سوريا، وتسجيل الواقعات المدنية من زواج وطلاق وولادة ووفاة لهؤلاء اللاجئين؛ بالتنسيق مع السجلات المدنية كافة في الشمال السوري.

وأضاف: «إن سبب التأسيس هو غياب الجهات الرسمية وغير الرسمية الفلسطينية؛ التي يفترض أن تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين المهجرين إلى الشمال السوري، فضلاً عن تخلي وكالة الغوث الدولية (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية عنهم وغياب أي غطاء سياسي أو قانوني يحميهم».

وينتظر آلاف المهجرين أن يبدأ المركز تقديم خدماته المتعددة، ومن أبرزها منح الثبوتيات كإخراج القيد الفردي، وبيان العائلة، ليصل في المرحلة القادمة إلى منح بطاقات عائلية إضافة إلى ثبوتيات لفاقدي الوثائق منهم؛ بما يتوافق مع الأنظمة والقوانين المعمول بها في الشمال.

التعداد غير الرسمي للفلسطينيين الذي هجروا أثناء حملة الجيش السوري المدعوم من روسيا على المخيمات؛ تبلغ حوالي 10 آلاف لاجئ من مخيمات “اليرموك”، و”خان الشيح”، و”الغوطة الشرقية”، ومناطق أخرى.

وبحسب “القدسي” فإن المهجرين الفلسطينيين في الشمال السوري يتوزعون بواقع 1500 عائلة على مدن “عفرين”، و”اعزاز”، و”إدلب”، وأريافها، ومخيمات المهجرين المقامة فيها، وأن أكبر تجمع لهم في مخيم “دير بلوط” بناحية “جنديرس” في مدينة “عفرين” الذي يضم مهجرين من مخيم “اليرموك” وجنوب “دمشق”، إضافة إلى تجمع آخر في مخيم الإقامة المؤقتة بمدينة “اعزاز”. كما يقطن مئات الفلسطينيين المهجرين من مخيم “خان الشيح” و”الغوطة الغربية” في مدينة “إدلب”.

ووفق الناشطين في مناطق تواجد المهجرين الفلسطينيين، فإن غالبيتهم يصطدمون بظروف معيشية وأمنية صعبة في ظل فقدانهم لممتلكاتهم بعد النزوح القسري، فضلاً عن انتشار البطالة والأزمات الاقتصادية في هذه المناطق، في ظل انعدام الدعم من قبل الجهات الفلسطينية والدولية المسؤولة عنهم قانونياً، بالتوازي مع قلة توزيع المنظمات الإغاثية للمعونات الغذائية والصحية عليهم.

وأعرب “القدسي” عن أمله بأن يستصدر اللاجئون الفلسطينيون الوثائق الثبوتية الجديدة منعاً لاستعمال أي أوراق مزورة وتوثيق أنفسهم في المركز لمنحهم وثائق معتمدة في الشمال، مشيراً إلى أنّ المركز معني بتوثيق كافة الفلسطينيين، بمن فيهم حملة جوازات السلطة الفلسطينية والوثائق الأردنية والعراقية وسواها، لكي تصبح هذه الوثائق معتمدة من جديد، وتقدم للجهات المسؤولة عن الفلسطينيين في الشتات؛ دون مصادرة أي وثائق مع هؤلاء العائلات.

وأهم ما يعترض انطلاق المركز هو افتقاره لقاعدة بيانات، وهو ما يسعى إليه من خلال التوثيق والتنسيق عن طريق مديرية الشؤون المدنية؛ لتسجيل الواقعات الواردة من السجلات المدنية المنتشرة في الشمال، وضمن مناطق عملها لتوثقها في المركز.

أما عن توزيع العائلات الفلسطينية في الشمال وفق إحصائيات غير رسمية، فقد كان نصيب مخيم “دير بلوط” الأكبر، حيث يضم 350 عائلة، ومخيم “اعزاز” ومحيطه يضم 150عائلة، وفي مدينة “الباب” 100عائلة، وفي مدينة “عفرين” 50 عائلة، وفي “جنديرس” يقطن فيها 150 عائلة، بينما في بلدة “أطمة” قطن 200عائلة، وفي مدينة “إدلب” 250 عائلة، ومعرة النعمان 50 عائلة، ومدينة “أريحا” 40 عائلة، ومدينة “جسر الشغور” 30 عائلة، بينما كان نصيب بلدة “بنش” 40 عائلة.

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *