أخبار

«تحرير الشام» وميليشيات إيران تغرق إدلب وريفها بالمخدرات

 

 

مصدران يزودان إدلب وريفها بالمواد المخدرة. الأول معبر مورك الذي تسيطر عليه «هيئة تحرير الشام» وهي المسؤولة عن كل ما يدخل ويخرج من هذا المعبر، والثاني معبر العيس تحديداً حيث تقوم ميليشيات حزب الله والميليشيات الإيرانية بتهريب حبوب الكبتاجون والهلوسة.

مع ازدياد وتيرة الحرب السورية، وما تتعرض له إدلب من ضغوطات سياسية وعسكرية اقتصادية، انتشرت مؤخراً عادات خطيرة ألقت بظلالها على الشمال السوري كالمخدرات، ففي مناطق سيطرة المعارضة السورية ظهرت أنواع كثيرة من الحشيش والأفيون والهيروين والكبتاجون وحبوب الهلوسة وغيرها.

يعد الشباب الفئة الأكثر عرضة للوقوع في فخ الإدمان، بسبب ما يعيشه معظمهم من عوز وندرة فرص العمل؛ ظناً منهم بأنهم وجدوا ضالتهم في تعاطي المواد المخدرة، ليكونوا بذلك ضحية لعبة قذرة يلعبها النظام وميليشياته الإيرانية من جهة؛ وبعض ضعفاء النفوس والمتسلقين من جهة أخرى، حيث تدخل معظم هذه المواد من مناطق النظام والمناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني بشكل خاص، إلى مناطق المعارضة عن طريق عدة نقاط ومعابر بريف حلب الشرقي وريف إدلب الجنوبي، وبعض مناطق الساحل.

مصدر مطلع رفض ذكر اسمه؛ يقول لأنا إنسان: «المواد المخدرة تدخل لكل مناطق المعارضة عن طريق نقطتين أساسيتين، إحداهما عن طريق معبر مورك بواسطة بعض الشخصيات في الميليشيات الإيرانية والدفاع الوطني، التي تسلمها إلى مهربين على تماس مع المعارضة، حيث يبلغ ثمن تهريب السيارة أكثر من عشرة آلاف دولار للسماح لها بالمرور. مع العلم أن نقطة مورك تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» وهي المسؤولة عن كل ما يدخل ويخرج من هذا المعبر. أما النقطة الثانية فهي بريف حلب الجنوبي؛ ومعبر العيس تحديداً حيث تقوم ميليشيات حزب الله والميليشيات الإيرانية بتهريب حبوب الكبتاجون والهلوسة من هذه النقطة عن طريق بعض السيارات التجارية التي يتم التغاضي عن تفتيشها عند دخولها إلى مناطق سيطرة المعارضة؛ لتصل إلى أشخاص يخفون هويتهم الحقيقية، ويسعون للترويج لها في الخفاء لتوزع معظم هذه المواد على طلاب المدارس والجامعات عن طريق خلايا سرية تقوم بترويج هذه المواد. وكذلك تستهدف فئة المراهقين والشباب».

ويؤكد المصدر أن هذه المناطق ليست الوحيدة التي يتم فيها توزيع المخدرات، بل امتدت حتى تصل إلى مناطق تسيطر عليها الفصائل المعارضة في كل من عفرين ومناطق درع الفرات، وتدخل عن طريق الميليشيات الكردية التي بدورها تقوم بزراعة هذه المواد بكميات كبيرة وصناعتها، ومن ثم توزيعها على تلك المناطق.

محمد عبدالله (25عاماً- اسم مستعار) من ريف حلب، تحدث لأنا إنسان عن معاناته مع الإدمان قائلاً: «بسبب الظروف المعيشية القاسية، وبعد تركي لدراستي والبحث عن فرصة عمل أستطيع من خلالها إعالة نفسي وأسرتي، وازدياد الضغوط النفسية والجسدية علي؛ كل هذه الأشياء دفعتني إلى تناول حبوب الكبتاجون لعلها توصلني إلى الراحة ونسيان أعباء الحياة، وتبعدني عن الواقع المرير». وعن آلية الحصول على هذه الحبوب يضيف عبدالله: «كنت أذهب إلى محل تجاري قريب من الجامعة، وكان صديقي أيضاً يتردد عليه بسبب إدمانه، وكنا نطلب الحبوب عن طريق كلمة السر التي كانت (عندك مسكن)، حيث كنا نأخذ هذه الحبوب بأسعار مرتفعة جداً، وكانت تباع الحبة الواحدة 3000 آلاف ليرة سورية، وبلغ سعر كيلو الحشيش بحسب الحسن 200 ألف ليرة سورية، وسعر حبة الكبتاجون تبلغ 60 ألف ليرة سورية».

لا يتوقف إدمان المخدرات على تلك الأنواع فقط، فالأدوية المهدئة والمسكنة دور كبير في انتشار ظاهرة الإدمان، حيث توجد هذه الأدوية في الصيدليات بدون رقابة تذكر، ومنها البالتان والترامدول، والإيبروفال وغيرها الكثير.

أحد أفراد الشرطة الحرة في مدينة معرة النعمان قال لموقع أنا إنسان: «في الأسابيع القليلة الفائتة تم ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة في منطقة معرة النعمان والمناطق المجاورة لها، حيث ازدادت أعداد المتعاطين بشكل كبير في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها المنطقة. كل هذه الأمور أدت إلى دخول المواد المخدرة بكثرة إلى داخل المناطق المحررة»، محملاً المسؤولية لكل الجهات المعنية والمسيطرة على هذه المناطق، حيث تعد معرة النعمان وريفها الشرقي والغربي تحت سيطرة حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام.

لم تعد الحرب في سوريا تقتصر على الأسلحة والنار والبارود، بل تطورت لتدمير عقول وفكر الشباب السوري عن طريق تسهيل النظام وميليشياته دخول هذه المواد إلى المناطق الخارجة عن سيطرته، ليكون بذلك قد ترك بصمته الواضحة في العقول المدمرة نفسياً وفكرياً وصحياً.

 

 

 

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *