أخبار

تفاصيل الجريمة التي ارتكبتها داعش في معمل الاسمنت بالضمير

إنليل خليل – خاص ” أنا قصة إنسان ” 

بعد منتصف الليل بقليل تم إيقاظهم في معمل إسمنت البادية، الواقع في الريف الشرقي للعاصمة السورية دمشق، على صوت يقول “هناك اشتباكات في منطقة المقالع، تجمعوا جميعا في الطابق الأرضي من بناء القامة في المعمل”، وسرعان ما كان خبر أخر يحمله أحد عمال المعمل لمئات العمال بأن مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أصبحوا في المعمل ويريدون من الجميع التواجد في الساحة، وهنا بدأت قصة أكثر من 300 عامل مع التنظيم.

crop,700x395,1515747927ونقل الناشط الإعلامي في القلمون الشرقي وسام الدمشقي، في حديث مع “أنا إنسان”، شهادة “أبو حسام” أحد عمال المعمل، الذي قال إن “قرابة الساعة 1.30 ليلا تم إيقاظنا بسبب وجود اشتباكات في منطقة المقالع القريبة من المعمل، وسرعان ما قيل لنا أن الدواعش سيطروا على المعمل ويريدون من الجميع التجمع في الساحة، وعقب تجمعنا أجلسونا في الأرض وطلبوا منا تسليم أجهزتنا الخلوية وحقائبنا، ويسألون عن العساكر والدروز والمسيحيين”، مستدركا أن “هناك عدد من العمال عرفنا فيما بعد أنهم نجو من التنظيم لبقائهم في بعض الأقنية والأقبية التي ليس من السهولة لمن هو من خارج المعمل الوصول لها”.

وتابع “أخرجوا شبابا لا على التعيين وطلبوا منهم أن يخرجوا الاشخاص بحسب طوائفهم، ومن لم يتجاوب معهم أطلقوا النار عليه مباشرة، ومنهم مشرف السكن أبو طوني، الذي اخرجوه ليدل على طوائف العمال، لكنه لم يفعل فأطلقوا عليه النار فقتل، كما خرج شاب اسمه رواد وأخبرهم أنه مسيحي، إضافة إلى مهندسين من الموحدين الدروز، فقتلوهم جميعا مباشرة، وقتلوا أشخاصا أخرين منهم من استخدم جواله فقط، ومنهم شيف المطبخ الذي تم ذبحه لأن على جواله صور له مع ضباط بالقوات النظامي”.

واضاف “بعد ذلك جاء أميرهم، وأمرهم أن يوقفوا القتل، ثم أخذوا عشرات منا بشاحنات، ونقلونا إلى تل دكوة، وهو تل محصن فيه دبابات، ووضعونا في بلوكوز، وأخبرونا أننا ننتظر حكم الأمير بنا”، مبينا أن “الطيران الحربي السوري والروسي والاستطلاع لم تغيب عن سماء المنطقة، والتي كانت تنفذ يوميا العديد من الغارات بمختلف أنواع القنابل، لكن على ما يبدوا لم تكن ذات جدوى، حيث كان مقاتلي التنظيم مستقرين وقادرين على التنقل”.

ولفت إلى أن “العمال خضعوا لتحقيق من قبل أشخاص من التنظيم سألوهم عن المعمل وحرسه والقوات النظامية التي كانت تتواجد به، إضافة إلى أسئلة عن العقيدة والشرع”.

وأوضح أن عمال المعمل الذي يزيد عددهم عن 300 عامل، تم توزيعهم على العديد من المناطق فمنهم من نقل إلى الرقة ومنهم إلى شرق السويداء، ومنهم من لا نعلم شيء عن مصيره إلى اليوم”.

وفي معرض حديثه قال العامل إن “داعش أخذت الأليات المتواجدة في المعمل والمواد، باستثناء عدد من السيارات التي كانت محملة بالإسمنت، ووجهتها الرقة، وهي كانت عبارة عن زكاة للمعمل سترسل إلى معقل التنظيم”.

وتابع “التنظيم عقب أن حقق مع العمال أطلق منهم مجموعات في الصحراء، منهم من التجأ الى البدو ومنهم من ذهب الى المعمل ومنهم من عاد الى تل دكوة، وهناك مجموعة قصفها الطيران بحسب شهود عيان ولم يعرف مصيرهم”.

وأضاف “باقي العمال تم اخبارنا بأنه سيتم ارسالنا إلى بلداتنا، عبر منطقة خنيفيس، فحملونا بسيارات وبدأ الرحلة بين مسير وسيارات، حتى أننا مررنا من قرب مطار السين، إلى منطقة السبعة بيار، وعبرنا عبر حاجز للنظام، توقف عنده نحو دقيقتين، على طريق خنيفيس، وبعد مفاوضات بين داعش وشركة الاسمنت وتم الاتفاق على تسليمنا في تل الباردة بالقرب من خنيفيس وانطلقنا مساءا عقب نحو الاسبوع من الانتظار، سائرين لأربع ساعات ثم انتظرنا في قرية مدمرة يتحصن بها مقاتلي داعش بانتظار ان يتم تسليمنا”.

وتابع “من وصل معنا في نهاية المطاف 90 عاملا، سرنا 8 كيلومترات لوصلنا إلى نقطة الجيش حيث تم تفتيشنا، ومن ثم تابعنا المسير نحو 6 كم، تم عقبها تحميلنا في ثلاث حافلات ونقلنا إلى مطار المزة العسكري بدمشق، حيث تم التحقيق معنا لنحو الـ10 ساعات من قبل المخابرات الجوية التي رافقتنا من نقطة وصولنا إلى الجيش، ليتم عقبها إطلاق سراحنا وارسالنا بحافلات إلى بلداتنا”.

وذكر أبو حسام أن “من بين مقاتلي داعش هناك أطفال لم يجاوزوا الـ13 من العمر، وبينهم جنسيات مختلفة مصرية وتونسية ومغربية وسودانية وخليجية وشرق أسيا ، إضافة إلى السوريين، بحسب ما صرح به المقاتلين”.

وكان تنظيم داعش شن بداية الشهر الجاري هجوما واسعا على العديد من المناطق في ريف دمشق مسيطرا على عدة نقاط للقوات النظامية، منها من بقيت تحت سيطرته عدة ساعات فقط، إلا أنه حصل منها على كميات من الأسلحة والذخيرة وأليات، إضافة إلى أنه قتل وجرح العشرات.

 

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *