أخبار

تفاصيل حكاية محمد … التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي

خلود حدق – خاص ” أنا قصة إنسان “

محمد اثناء عمله في احدى طرقات دمشق ومتابعته لدراسته بنفس الوقت
محمد اثناء عمله في احدى طرقات دمشق ومتابعته لدراسته بنفس الوقت

تناقل ناشطون سوريون من قلب العاصمة دمشق عبر موقع التواصل فيس بوك صورة  لشاب صغير يجلس في شارع أبو رمانة ليبيع البسكويت و العلكة و بنفس الوقت ينكب على كتبه بنهم.. يبيع تارة و يدرس تارة أخرى.

 “أنا قصة أنسان ” تابعت قصة محمد  ذي الخمسة عشر ربيعاً والذي تبين أنه يعيش في إحدى عشوائيات مدينة دمشق مع أبيه و زوجته و له أخان و أختان تعيشان مع أمهم المطلقة.                

                        

يخرج محمد في كل صباح إلى مكانه المعتاد, يحمل معه صندوق العلكلة و صندوق البسكويت التي ابتاعها من غلة اليوم السابق و التي أقطعها سابقا قبل أن يستولي أبوه على كامل ما جمعه من بيعه.

ترك محمد المدرسة منذ أربعة أعوام تحت ضغط والده الذي أرسله للعمل ليعيله كابن العائلة الأكبر, لكن محمد لم ينسى حلمة و لم يتخلى عن طموحه بتحطيم شبح الجهل. هو بالكاد يستطيع كتابة الكلمات العربية بشكل جيد استطاع الحصول على الكتب الخاصة بمنهج الصف الثالث الاعدادي دون أن يعلم والده بالأمر و بدأ يدرس أثناء عمله, حتى في أصعب الظروف لم يتوانَ عن حماية نفسه و كتبه من ماء المطر بقطعة من النايلون صنعها كمظلة للمكان الذي يجلس فيه متحديا كل ما يعيق وصوله لهدفه.

نجوى وهبة عاملة في المجال التطوعي, صادفت محمد عدة مرات ولفت نظرها انكبابه على كتبه و حبه للرسم ايضا و ممارسته لهوايته و هو يجلس أمام( البسطة), ترددت في بداية الأمر لكنها سرعان ما غامرت وتقربت منه  وصورت رسوماته وشجعته.

                                                                                                                                        تقول نجوى أنها لاحظت إصراره على الرغم من ضعفه فعرضت عليه المساعدة و أصبحت تتردد لتعطيه بعض الدروس باللغة الإنكليزية لكن نجوى لم ترَ الأمر كافيا فأنشأت مجموعة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.

 لاقت المجموعة روادا جيدين, و تشاركت نجوى الافكار مع اعضاء المجموعة. و عبر نشاطها الشخصي أيضا استطاعت نجوى تأمين دعم مادي لمحمد لأنه رفض أن يترك البيع بعد أن عرضت عليه أن تسجله بمعهدلإكمال دراسته.

و قد تكفل الداعمون بالمبلغ الذي كان يجنيه محمد يومياً من البيع إضافة إلى دعم مادي شخصي له و تأمين كادر تدريسي كامل لجميع المواد بشكل طوعي.

من بائع.. إلى طالب للعلم, تحول محمد بفضل إصراره و بفضل داعميه.  بهذا تكون انتهت رحلة التشرد و الفقر التي كان يعيشها طفل سوري في قلب عاصمة تصارعها الحرب بكافة أشكالها.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *