أخبار

داعش يمكن أن يعود مجددا إلى التحكم بطريق دمشق – دير الزور

رغم إعلان القضاء عليه، إلا أن نشاط خلايا تنظيم “داعش” عاد خلال الفترة الفائتة إلى الجهتين الشرقية والغربية من نهر الفرات شرقي سوريا والبادية السورية، التي تتقاسم السيطرة عليها كل من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقوات السلطة السورية والميليشيات الموالية، لتعيش هذه المناطق حالة من عدم الاستقرار وعودة الاغتيالات وأحيانا الظهور العلني لعناصر التنظيم دون خوف أو رادع.

وقالت مصادر مهتمة بتوثيق التطورات في البادية السورية وما حولها، في تصريحات خاصة لموقع “أنا إنسان”، إن هذا النشاط يثير المخاوف من احتمالية عودة التنظيم للسيطرة الفعلية على الأرض، والانتقال من مرحلة الاكتفاء بخلايا سرية موزعة بشكل يضمن تنفيذ عمليات أمنية، إلى التحكم بطريق (دمشق- دير الزور)، وهو ما سيشكل عقبات أمام تحركات قوات السلطة والميليشيات الإيرانية في المنطقة.

حدود سيطرة خلايا داعش ونشاطها

أكدت المصادر في تصريحاتها، أنه لا يمكن وبشكل محدد التعرف على القرى التي يقيم التنظيم بداخلها وعلى مشارفها، ولكن المعلومات تفيد إلى وجود قوي له في منطقة الرهجان بريف حماة الشرقي، والرصافة بريف الرقة، وفي مناطق قريبة من السخنة وتدمر بريف حمص وهي مناطق تقع غربي نهر الفرات، إضافة لوجود فعلي للتنظيم في القرى الواقعة على خط نهر الخابور شرقي الفرات.

ولفتت إلى أن عناصر التنظيم ينفذون عمليات الاغتيال والتفجيرات بين الحين والآخر، وإن سنحت الفرصة ينفذون شيئا من أحكامهم المتشددة في القرى البعيدة نسبيا عن قبضة الجهات التي تسيطر على الأرض، وعلى سبيل المثال ما فعله التنظيم في مدينة البصيرة بريف دير الزور الخاضعة لـ”قسد”، حيث قطعت خلايا داعش رأسي شخصين، وقد تم وضع ملصق على جثتيهما ينص على أن هذا جزاء من يقوم بالتشليح (السرقة غصبا) باسم التنظيم.

شاهد بالفيديو.. عودة داعش استجماع قوة أو توجيه مخابراتي؟


وعززت خلايا التنظيم وجودها بريف دير الزور الشرقي وفي مناطق شاسعة بالبادية، من خلال عمليات الاستهداف لمختلف القوى التي تفرض سيطرتها على تلك المناطق، بحسب ما أشارت المصادر لـ”موقع أنا إنسان”، والتي ذكّرت بقيام “داعش” بقتل عناصر من “قسد” على طريق بئر الملح بريف دير الزور الشرقي، وقتل وجرح آخرين بسبب انفجار عبوة ناسفة زرعت بسيارة عسكرية في منطقة الحصية وسط مدينة الشحيل، وهي عمليات جديدة من سلسلة طويلة دأب التنظيم على تتفيذها منذ مطلع العام 2020.

ويكون رد “قسد” على العمليات التي تنفذها خلايا “داعش” من خلال فرض طوق أمني عقب كل عملية إضافة لشن حملات مداهمات على قرى ومدن عديدة في دير الزور والرقة، بحثا عن مطلوبين أو أشخاص متهمين بالانتماء والولاء لهذا التنظيم.

وبات من الملاحظ أن عناصر التنظيم قد استثمروا حالة الفلتان التي تعيشها بعض المناطق المتاخمة للبادية، كونهم يتحركون بأريحية ودون خوف من الملاحقة، وبإمكان خلايا التنظيم النشاط في مساحات واسعة تقع بين ريفي الرقة ودير الزور وحتى مواقع في البادية قريبة من تدمر.

أي أن حدود تحركات التنظيم تصل بين منطقتين تخضعان لسيطرتين مختلفتين وهي: شرقي الفرات التي تديرها “قسد” ، وغربي الفرات بدءا من قرية الرصافة ومرورا بالرهجان وحتى مناطق قريبة من مدينة تدمر وتخضع لقوات السلطة السورية، وهو ما يجعل التهديد كبيرا على طريق دمشق- دير الزور ولاسيما في حال خرج التنظيم من مرحلة الخلايا النشطة إلى مرحلة الوجود والسيطرة الفعلية.

وينتشر التنظيم على نحو 4000 كلم مربع انطلاقاً من منطقة جبل أبو رجمين في شمال شرق تدمر وصولاً إلى بادية دير الزور وريفها الغربي، بالإضافة لتواجده في بادية السخنة وفي شمال الحدود الإدارية لمحافظة السويداء.

شاهد بالفيديو.. داعش يوسع نشاطه في البادية السورية


روسيا تتدخل خوفا من خلايا التنظيم وخسائر كبيرة بالمواجهات

المقاتلات الروسية نفذت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، عدة غارات على مواقع لتنظيم “داعش” في البادية، وجاء ذلك في وقت لم تتوقف فيه المواجهات بين التنظيم وقوات السلطة، وهو ما أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.

ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري، فإن تنظيم “داعش” تمكن خلال العام 2020 من قتل 780 عنصر من قوات السلطة والمليشيات الموالية لها عبر كمائن واستهدافات وقصف واشتباكات ضمن البادية السورية، من ضمنهم 108 من المليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، كما خسر التنظيم 507 من عناصره في العمليات ذاتها وبالقصف الجوي من قبل طيران السلطة وروسيا

. وأحصى المرصد السوري خلال العام 2020، أكثر 480 عملية لخلايا تنظيم “داعش” ضمن مناطق قسد في دير الزور والحسكة والرقة ومنطقة منبج، توزعت تلك العمليات بين تفجيرات وكمائن واستهدافات وهجمات، وتسببت بمقتل 208 أشخاص، هم 86 مدنياً بينهم 10 أطفال و6 سيدات و122 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية.

شاهد بالفيديو.. 3 رسائل رئيسية وراء الضربات الروسية على محاور البادية