أخبار

زواج القاصرات والأرامل .. ضريبة اللجوء في لبنان

هي “أرخص” ..كلمة باتت مصطلحاً يستند إليه الإعلام وعدد من الشاب اللبنانيين الباحثين عن الاستقرار، عندما وجدوا ضالتهم في مجتمع اللاجئات السوريات اللواتي كن غالبيتهن بلا معيل أو أب بعد أن بات جزء منهم في السجون، والجزء الآخر في القبور.

والبحث عن القاصرات ليس أمراً صعباً بعد أن لجأ إلى لبنان ما يفوق المليون و300 ألف نسمة غير المقيمين بالأصل وأصحاب الإقامات، حيث كشفت مجموعة ناشطة من النساء السوريات العاملات بين المخيمات والبلدات اللبنانية التي تشهد ازدحاماً باللاجئين، أن غالبية هؤلاء هم من النساء والأطفال بنسبة تصل بين 75 – 80% من اللاجئين في لبنان،  وإن معظم اللاجئات هن المعيلات لأسرهن بسبب فقدان الأب جراء الاعتقال، أو الموت من الحرب الطاحنة في سوريا، أو أنه مفقود، أو بسبب حالات الطلاق، أو وفاة طبيعية، أو أنه ما زال مقاتلاً مع إحدى فصائل المعارضة.

ومن هنا لا يجد الباحثين عن الفتيات القاصرات، أو الأرامل اللواتي يتمسكن بالحياة لكي يجدن من يحمل عنهن كتفاً في إعالة أبنائهن.

تقول الناشطة “صباح حلاق” العاملة منذ سنوات بين اللاجئين: أن ظاهرة تزويج القاصرات منتشرة في بعض المناطق السورية ما قبل العام 2011، ولذلك فإن هذه العادة جاءت معهن إلى بلاد اللجوء، فمعظم اللاجئات هن من هذه المناطق، مما أدى إلى استمرار حالات تزويج القاصرات، حيث يتم تزويجهن للأقارب أو اللبنانيين، وليس للخليجيين كما يتم تداول هذه الفكرة على مواقع التواصل، وفي عقول الناس.

لكن الشيء الذي يدعو للاشمئزاز حول تزويج اللاجئات القاصرات تلك العبارات التي تمس بكرامة اللاجئات، وبخاصة عند استخدام الشباب اللبناني تعبير “أرخص” جواباً إذا كانت لديهم رغبة في الزواج من لاجئات سوريات.

وتضيف الحلاق أنه تم رصد عدد من حالات عدم تسجيل الزواج رسمياً، والاكتفاء بالزواج الشرعي لدى شيخ. وهو ما يجعل القاصرات معرضات بشكل دائم لكي يكن في الشارع.

ولعل المأساة التي حلت بالسيدة “أم وليد” خير مثال على ما وصل إليه السوريات في بلاد اللجوء، فقد تزوجت في سن السادسة عشر، وانجبت أولادها الأربعة قبل بلوغها الثانية والعشرين، وقامت بتزويج ابنتها القاصر في لبنان وهي في سن الثالثة عشرة، حيث توفيت الطفلة أثناء الولادة، بعد أن فقدت براءتها باكراً، وفقدت حياتها لاحقاً بلا أي ذنب، دون أن ينتبه لها أحد أو يشعر بوجودها بحر وأرض وسماء.

أم وليد التي أصبحت جدة في السن الثلاثين، تبدو اليوم فوق الخمسين بعد أن طعنتها الحياة بظهرها غدراً، خاصة عندما تخلت عن أمانها في وطن فقد فيه الأمل والعيش بكرامة.

 

سامر النجم أبو شبلي

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *