أخبار

ضباب إشعاعي يتنشر في سماء دمشق

ظاهرة بالغ البعض في وصفها بالغريبة؛ تتحدث عن “ضباب إشعاعي” وروائح غريبة في سماء العاصمة دمشق، إلا أن المديرية العامة للأرصاد الجوية أكدّت أنها ظاهرة طبيعية.

وفي حديث لوكالة “روسيا اليوم” قال المتنبئ الجوي، شادي جاويش، إن ما شهدته سماء العاصمة ظاهرة يتكرر حدوثها وتعرف باسم “الضباب الإشعاعي”، إلا أن كثافة الضباب كانت عالية خلال ليلة 14/يناير كانون الثاني الجاري، لذلك كتب عنها بتلك الطريقة.

وأوضح جاويش أن سبب تسمية “الإشعاعي” يعود إلى أن “الأرض تكتسب حرارتها من الشمس نهارًا على شكل أمواج قصيرة، وتبثها ليلًا على شكل أمواج طويلة، وهذا الإشعاع الأرضي ميزة في الأرض إذ يحافظ على حرارتها”.

مضيفًا بأن ما جعل الضباب أكثر كثافة تلك الليلة، هو أن رطوبة الأرض كانت أعلى “نتيجة المنخفضات التي حدثت خلال الفترة الماضية”.

شاهد بالفيديو : ما قصة الضباب الإشعاعي في سماء دمشق

وحول وجود رائحة ترافقت مع “الضباب الإشعاعي”، أكد جاويش أن ذلك النوع من الضباب لا يترافق مع رائحة بالضرورة، وأن مصدر الرائحة التي شعر بها البعض هو وجود معلقات في الهواء، وربما تكون ناتجة عن مخلفات قمامة أو غيرها.

ونتيجة نسبة الرطوبة العالية في الجو يكون انتقال الرائحة أسرع، ومن الممكن أن تنتشر الرائحة في بعض المناطق عندما تكون الرطوبة عالية، لأن النويات منتشرة بشكل أكبر، وهي لا تأتي من فراغ، أي أن مصدرها مخلفات الأرض، والضباب يساعد في بقائها فترة أطول، إذ هو يحدث عندما تكون الرياح هادئة، بحسب جاويش.

كيف يحدث الضباب الإشعاعي؟

يحدث الضباب الإشعاعي ليلًا، أو يحدث آخر الليل وأول النهار في ساعات الصباح الباكر فوق سطح الأرض عندما تفقد حرارتها بالإشعاع وتبرد، وبالتالي يبرد الهواء الملامس لها، وعند وجود بخار الماء ووصول درجة حرارة الهواء إلى نقطة الندى أو دونها يتكون الضباب الإشعاعي، شريطة أن تكون سرعة الرياح خفيفة وليست ساكنة، حتى يسمح للهواء الأكثر دفئًا بأن يمر فوق السطح البارد ويلامسه، وبالتالي يبرد إلى درجة الندى أو دونها.

شاهد بالفيديو : رصد للضباب الإشعاعي فوق المزة بدمشق

أما إذاكان الهواء ساكنًا، فإن الجزء السفلي فقط من الهواء الأكثر دفئًا القريب من سطح الأرض هو الذي يلامس سطح الأرض البارد، وفي هذه الحالة يحدث التكاثف في طبقة رقيقة قد يصل سمكها إلى 60 سم من سطح الأرض، وهنا قد يتشكل ضباب ملامس لسطح الأرض على شكل طبقة رقيقة جدًا، أو قد يتكاثف مشكلًا الندى أو الصقيع تبعًا لدرجة الحرارة.

ويتلاشى الضباب الإشعاعي من خلال التسخين بواسطة أشعة الشمس، بعد عدة ساعات من شروق الشمس، حيث تعمل الشمس على تسخين الهواء وسطح الأرض. وأحيانًا يكون كثيفًا فيحجب أشعة الشمس من الوصول إلى سطح الأرض، وبالتالي يبقى سطح الأرض باردًا، وعادة ما يحصل ذلك في فصل الشتاء ويمكن أن يبقى الضباب طوال اليوم.

زيادة سرعة الرياح أيضًا تمنع حدوث الضباب الإشعاعي، فإذا تجاوزت سرعتها  8كم/ ساعة، فهذا يمنع حدوث الضباب الإشعاعي أو يكون سببًا في تلاشيه، لأنها تعمل على خلط الهواء السطحي البارد مع الهواء الأكثر دفئًا والأقل رطوبة الموجود فوقه، وهذا يمنع الهواء القريب من سطح الأرض من أن تنخفض درجة حرارته إلى درجة الندى، وحتى لو وصلت الحالة إلى درجة الندى وتكون الضباب فإن الهواء سيعمل على تلاشي الضباب بسرعة.

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *