أخبار

ضباط في السلطة السورية يستغلون أهالي المعتقلين لجمع الأموال

اعتقلت قوات السلطة السورية منذ انطلاق الثورة في العام 2011 مئات الآلاف من السوريين وغيبتهم قسريا، دون تمكن الأهالي من معرفة مصير أبنائهم المعتقلين وتوالي الأنباء عن تصفيات جماعية في السجون ومقتل الكثيرين تحت التعذيب، ولكن دون تسليم الجثث للأهالي.

وكعادتهم استغل ضباط وعناصر من السلطة السورية قضية المعتقلين ووظفوها لصالحهم، من أجل جمع الأموال، ووقع الكثير من أهالي المعتقلين ضحية أولئك الضباط، لأنهم (الأهالي) يعيشون على أمل سماع ولو كلمة واحدة حول أبنائهم الذين يقبعون في السجون ويعانون من أوضاع لا يمكن للعقل البشري أن يتخيلها، ومستعدون أن يدفعوا أغلى ما لديهم من أجل تخليصهم من تلك الزنزانات.

وفي هذا الشأن تحدث شخص يدعى “أبو عبدو”، من أبناء العاصمة دمشق، لموقع “أنا إنسان” كيف وقع ضحية أحد الضباط، قائلا: “إنه تواصل مع ضابط يعمل في سجن السويداء بغية الوصول لأي معلومة حول ابنه المعتقل منذ نهاية العام 2011، حيث طلب الضابط في البداية مبلغ 400 دولار أمريكي مقابل تقديم معلومات حول الشاب المعتقل، اسمه ومكان اعتقاله ووضعه الصحي، لتبدأ بعدها المفاوضات حول الإفراج عنه لقاء مبالغ أعلى بكثير”.

ويضيف “أبو عبدو” في حديثه: “لقد وقعت ضحية عملية نصب كبيرة خسرت خلالها ملايين الليرات ولم يخرج ابني من السجن، اتفقت أنا والضباط الذي قال إنه سيخرج ولدي من المعتقل على دفع مبلغ 4000 دولار أمريكي وفعلا سلمت له الأموال المطلوبة في محافظة السويداء في مكان اتفقنا عليه، ولكن ابني لم يخرج وبت أشك أنه على قيد الحياة”.

في دمشق أيضا تمكن “أبو ياسر” من التواصل مع ضابط آخر، ودفع له مبلغ مالي مقابل معرفة معلومات حول شقيقه المعتقل منذ العام 2012، حيث قال لموقع “أنا إنسان”، إن “الضابط أخذ قرابة 500 دولار أمريكي وأخبرني بأن شقيقي تم تحويله مؤخرا إلى سجن عدرا.. سررت بذلك إذ يمكنني العمل الآن لإخراجه”.

شاهد بالفيديو: الكشف عن صور ووثائق لتعذيب معتقلين داخل السجون السورية

وتابع: ” لكن المفاجأة كانت كبيرة حينما سمح النظام في العام 2018 لذوي المعتقلين باستخراج أوراق ثبوتية شخصية لهم، تفاجأت أن شقيقي قد توفي وفقا لتلك الأوراق الرسمية التي حصلت عليها”.

بعد حصول “أبو ياسر” على تلك الأوراق تأكد أن شقيقه توفي، و أوقف تواصله مع الضابط الذي حاول إقناعه أن شقيقه على قيد الحياة  وسيخرجه، ولكن لقاء مبلغ مالي كبير جدا.

أما “ميساء” زوجة معتقل من دمشق، فقد باعت سيارة وأرضا زراعية من أجل إعطاء الأموال لمحام يستغل أيضا ذوي المعتقلين المحولين إلى سجن عدرا، حيث أخبرها المحامي في البداية بوجود زوجها في السجن وأنه يستطيع نتيجة علاقاته القوية بضباط متنفذين إخراجه.

تقول “ميساء” حول الأمر: “كنت أنتظر أي خبر عن زوجي المعتقل منذ سبع سنوات.. وكانت الصفقة هذه بمثابة فرصة للنجاة.. لكن تبين لي لاحقا أنها عملية نصب كبيرة وأخذ المحامي الأموال وأغلق القضية قائلا: لقد فشلت”.

وعلى الرغم من معرفة الكثير من أهالي المعتقلين أن الضباط يكذبون لكن يدفعون الأموال لأنهم يتعلقون بأمل سماع أي معلومة حول أحبائهم الذين يقبعون في السجون لسنوات طويلة، ولربما يشجعهم على ذلك خروج بعض المعتقلين (أعدادهم قليلة جدا) بعد دفع عوائلهم مبالغ كبيرة.

ولا توجد أرقام حقيقة لأعداد المعتقلين في سجون السلطة السورية، لكن الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت في تقرير سابق لها، إن هناك ما لا يقل عن 84000 مختف قسريا لدى السلطة السورية، تسعى أن يكون أكبر قدر ممكن منهم مسجلاً لدى فريق الأمم المتحدة.

شاهد بالفيديو.. معتقلة تروي مأساتها في سجون السلطة السورية

وأضافت في تقرير آخر أصدرته بمناسبة اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، أن ما لا يقل عن 14388 شخصا قتلوا بسبب التعذيب على يد أطراف النزاع الرئيسة الفاعلة في سوريا منذ آذار 2011 حتى حزيران 2020.

ومنذ بدء الثورة السورية في العام 2011، لم تتوقف قوات السلطة السورية عن اعتقال المناهضين لها وزجهم في السجون، حيث يعيشون ظروف إنسانية صعبة في ظل ممارسة أبشع أنواع التعذيب عليهم، ما أدى لوفاة الكثيرين منهم، وكانت الأمم المتحدة قالت في عام 2019: ” يقدر عدد الأشخاص المحتجزين حاليا أو المختطفين أو المفقودين في سوريا بنحو 100 ألف شخص”، ولكن ناشطون وجهات سورية مستقلة تقول إن الأعداد أكبر من ذلك بكثير.

 

اقرأ أيضا : طالبت بإخراج زوجها ورفضت عرض الأسد

تابعنا على الفيسبوك : أنا إنسان

تابعنا على يوتيوب : أنا إنسان youtube

حسابنا على تويتر : أنا قصة إنسان 

مجموعتنا على الفيسبوك : أنا إنسان

التعليقات: 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *